Advertisement

مقالات لبنان24

الأزمة الخليجيّة إلى "طريق مسدود".. فماذا عن اللاعب الروسيّ؟

جمال دملج

|
Lebanon 24
27-07-2017 | 11:31
A-
A+
Doc-P-342510-6367055638210929411280x960.jpg
Doc-P-342510-6367055638210929411280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
خلافًا للمؤشِّرات الإيجابيّة التي كادت توحي خلال الأيّام القليلة الماضية بإمكانيّة التوصّل إلى تسوية الأزمة الخليجيّة الراهنة على أساس مبدأ "اللا غالب واللا مغلوب"، وما ترافق مع هذه المؤشِّرات من تفاؤلٍ بخصوص اقتراب موعد عودة المياه إلى مجاريها ما بين السعوديّة والإمارات والبحرين ومصر من جهةٍ، وما بين قطر من جهةٍ أخرى، جاءت المعلومات التي نشرتها وكالة "بلومبيرغ" الأميركيّة اليوم الخميس عن أنّ "الأزمة وصلت إلى طريقٍ مسدودٍ" لتعيد التشاؤم مجدَّدًا إلى الأجواء، ولا سيّما بعدما نسبت الوكالة إلى مسؤولٍ خليجيٍّ قوله إنّ جهود الوساطة المبذولة على هذا الصعيد "توقّفت بالكامل"، ممّا أدّى إلى وضع الأزمة في مواجهة ما وُصِف بـ"المنعطف الخطير". وبحسب ما نقلته الوكالة أيضًا عن لسان هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويّته، فإنّ "دول المقاطعة لا تزال ترغب بمزيدٍ من التنازلات من الدوحة، والأخيرة ترفض، وهو ما جعل جهود الوساطة تتوقّف تمامًا في الوقت الحاليّ"، علاوةً على أنّ "السعوديّة والإمارات ومصر والبحرين لم تردّ على مقترحات الولايات المتّحدة وبريطانيا الداعية إلى البدء في مفاوضاتٍ مباشِرةٍ مع قطر"، ناهيك عن أنّه "لا توجد أفكار جديدة لدى الوسطاء في الوقت الراهن حول كيفيّة الخروج من المأزق، وهو ما جعل جهود الوساطة تتوقّف"، على حدّ تعبير المسؤول الخليجيّ. على هذا الأساس، يصبح في الإمكان القول إنّ الأزمة الخليجيّة عادت بطبيعة الحال إلى ما يسمّى بـ"مربّع الصفر" الذي بدأت منه لدى تفجُّرها يوم الخامس من شهر حزيران الفائت، وذلك كتحصيلِ حاصلٍ لانسداد الآفاق المفتوحة أمام فرص تسويتها، علمًا أنّ الجولة التي قام بها الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان قبل عدّة أيّامٍ في كلٍّ من السعوديّة والكويت وقطر كان يُفترض أن تؤدّي، جنبًا إلى جنبٍ مع جهود الوساطة الكويتيّة، إلى تحقيق انفراجةٍ من شأنها وضع الأمور في نصابها الصحيح، بما يضمن لكافّة الأطراف المحافظة على ماء وجوههم عن طريق الخروج من واقع الحال القائم بين الأشقّاء في البيت الخليجيّ الواحد بأقلّ الخسائر المتوقَّعة والممكنة. وإذا كان الرئيس أردوغان قد وصف الجهود التي قام بها في الدول الثلاث بـ "الناجحة والمثمرة"، قبل أن يؤكِّد على أنّ بلاده ستواصل مساعيها من أجل "تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بتصميمٍ متزايدٍ"، على حدّ تعبيره، فإنّ أكثر ما بدا لافتًا في موازاة ذلك سرعان ما تجلّى في مضمون تسريبيْن إعلاميّيْن اثنين حظيا بأهميّةٍ بالغةٍ، الأوّل نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنيّة عندما كشفت عن أنّ "الرئيس التركيّ لم يطرح أيّ مبادراتٍ أو دورٍ للوساطة في حلّ الأزمة الخليجيّة الراهنة خلال لقائه العاهل السعوديّ الملك سلمان بن عبد العزيز في جدة، وإنّما أكّد على أهميّة وحدة دول مجلس التعاون الخليجيّ وإمكانيّة حلّ المشاكل عبر الحوار، معربًا عن دعمه الكامل للوساطة الكويتيّة وعن أمله في حلّ الأزمة بأسرع وقتٍ ممكنٍ عبر الحوار"، والثاني نشرته صحيفة "جمهوريت" التركيّة عندما قالت "إنّ ديبلوماسيًّا خليجيًّا ( لم تفصح عن اسمه) أبلغها بأنّ مجلس التعاون الخليجيّ لا يريد أن تتدخّل تركيا في الأمر وإنّما أن تبتعد تمامًا، مشيرًا إلى أنّ وزير الخارجيّة البحرينيّ أبلغ أنقرة بأنّ تدخُّلها في الأمر سيعمِّق الأزمة، وموضحًا أنّ تركيا لا يمكن أن تكون وسيطًا في أمرٍ هي طرف فيه"، وذلك في إشارةٍ غير مباشِرةٍ إلى قاعدتها العسكريّة الموجودة على الأراضي القطريّة. من هنا، ووسط هذه الأجواء التي لا يلوح في أفقها أيّ مؤشِّرٍ من شأنه الإيحاء بأنّ الأوضاع الخليجيّة يمكن أن تُوضَع على المدى المنظور تحت السيطرة، وخصوصًا بعد إصدار "القائمة الجديدة للإرهاب" التي اشترطت دول المقاطَعة الأربع على قطر الالتزام بها، إضافة إلى المطالب السابقة، قبل رفع الحصار البرّيّ والجوّيّ والبحريّ المفروض عليها، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه في خضمّ كلّ هذه التطوّرات والمواقف المتشنّجة هو: هل أصبحت لغة التصعيد وحدها بمثابة الشرّ الذي لا بدّ منه للتخاطب بين الأشقّاء من أجل إنهاء خلافاتهم أم إنّ القادم من الأيّام سيحمل معه قواعدَ لغةٍ جديدةٍ من شأنها الحيلولة دون تفاقم الأزمة ووصولها إلى حدّ الانفجار؟ سؤالٌ، أغلب الظنّ أنّ الإجابة عنه ستبقى رهنًا بمدى استعداد كافّة أطراف هذه الأزمة للتجاوب مع الموقف اللافت الذي عبّر عنه وزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف في مطلع الأسبوع الحاليّ عندما قال إنّ بلاده مستعدّةٌ للقيام بجهود الوساطة في الملفّ الخليجيّ إذا ما طُلِب منها ذلك، ولا سيّما إذا أخذنا في الاعتبار أنّ الديبلوماسيّة الروسيّة الهادئة لطالما أثبتت جدارتها وفاعليّتها في مجال فضّ النزاعات وتسوية الأزمات في أكثر من ملفٍّ شائكٍ في العالم، على غرار ما حدث مثلًا لدى قيامها بحلّ مسألة البرنامج النوويّ الإيرانيّ مع الغرب الأميركيّ والأوروبيّ من خلال جهودٍ حثيثةٍ بذلتها مع الطرفين على مدى سنواتٍ طويلةٍ من الزمان، ومن دون أن يؤدّي التصعيد المتبادَل التي شهدته تلك السنوات بين كافّة الدول المعنيّة بهذه المسألة إلى إراقة قطرةِ دمٍ واحدةٍ في أيّ يومٍ من الأيّام.. وحسبي أنّ أهميّة وضع الرهان الخليجيّ كاملًا في الوقت الراهن على روسيا تكمُن في هذه النقطة بالتحديد، وإلّا، فإنّ الآتي سيكون أعظم بالتأكيد!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك