"القوات" و"التيار"... الطلاق السرّي

لا يتجرأ أي من الحزبين المسيحيين المتحالفين على فكّ هذا التحالف أو نعيه أمام العلن، خوفاً من الرأي العام الذي رأى في هذا التحالف خلاصاً وقوةً للشارع المسيحي، وتالياً فإن من يفرط بعامل القوّة هذا قد يحاسبه الناس في الإنتخابات المقبلة. لكن العلاقة العونية – القواتية متوترة إلى حدّ لا تبدو العودة بعدها إلى التحالف ممكنة، فقد كان لافتاً الإحتفال الذي حصل في دير القم، حيث قاطعه "التيار الوطني الحرّ"، الذي تعتبر مصادر من داخله إن ما حصل هو عبارة عن مهرجان إنتخابي بين الحزب "التقدمي الإشتراكي" و"القوات اللبنانية" ولا علاقة له بمصالحة الجبل. وتضيف المصادر أن "هذا المهرجان يأتي لمواجهة التحالف المتوقع بين "التيار الوطني الحرّ" و"تيار المستقبل"، وتالياً فإن "القواتط أخذت الطرف الخصم في الإنتخابات وتتجه لمواجهة حلفائها بشكل حاسم، ليس فقط في الدوائر حيث الثقل المسيحي بل أيضاً في الدوائر المختلطة، حيث سيتمكن المسيحيون في حال تحالفوا من إعادة جزء من حقهم وقدرتهم التمثيلية". في المقابل تؤكد أوساط قريبة من "القوات" أن الحملة على بعض الملفات التي ترتبط بوزراء "التيار الوطني الحرّ" ستتجدد خلال الفترة المقبلة. وترى الأوساط أن "التيار" يتعاطى مع "القوات" بوصفها تابعا للهدف، وذلك بتهميشها بملف التعيينات. كل ذلك التوتر يترافق مع التسريبات المتبادلة عن أن لا تحالف إنتخابيا بين الطرفين في أي دائرة إنتخابية، في ظل سعي كل فريق للتحالف مع خصم الفريق الآخر، حتى ان "القوات" تحاول التقرب من النائب سليمان فرنجية في دائرة الشمال (الكورة – البترون – بشري – الكورة) وذلك لإضعاف قدرة الوزير جبران باسيل على الحصول على أصوات. الخلافات التكتيكية في مسألة بناء الدولة وإدارة السلطة، يضاف إليها الخلاف السياسي على المبادئ العامة مثل سلاح "حزب الله" والحرب السورية وغيرها من الأمور.. يتجه الحلفاء إلى الطلاق النهائي مع إقتراب الإستحقاق النيابي، وبعده الإستحقاق الرئاسي، ولو بعد حين، والذي من المتوقع أن يتنافس فيه كل من رئيس التيار الوزير جبران باسيل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لكن هذا الطلاق قد يبقى سرياً حتى فتح صناديق الإقتراع في أيار المقبل.