إيران و"حزب الله".. خطط لامبراطورية من الخليج إلى المتوسط

بعد سيطرة "حزب الله" الشهر الماضي على المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا في جرود عرسال، كتب الوزير الإسرائيلي نفتالي بينيت في صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه بصرف النظر عن كون الحدث تطوراً ثانوياً في منطقة يسودها العنف وعدم الاستقرار، فإن ذلك يشكل مؤشراً إضافياً على نجاح إيران في سعيها إلى السلطة والهيمنة في أنحاء الشرق الأوسط. ولفت بينيت إلى أنه منذ الثورة الإيرانية في 1979، تسعى طهران إلى التحول لقوة عالمية مهيمنة قادرة على فرض الحكم الإسلامي على أكبر عدد ممكن من الناس. ويدعم النظام الإيراني ويمول مجموعات في دول أخرى، وهو المصدر الأول للإرهاب في العالم. وقتل المئات إن لم يكن الآلاف من الأميركيين بتوجيه من إيران. ورأى أن جزءاً أساسياً من استراتيجية إيران الكبرى السيطرة على ممر بري من إيران إلى البحر المتوسط. وتحت غطاء الحرب الأهلية السورية الدامية، يساعد "حزب الله" على شق هذا الطريق. وفي ما يعرض الغرب كله للخطر، من شأن السيطرة على هذا الممر أن يربط مباشرة بين إيران ووكلائها في سوريا ولبنان، ويتيح لها نقل الأسلحة المتطورة بثمن بخس وبسرعة. كذلك، سيتيح لإيران إقامة وجود عسكري في البحر المتوسط، ويجعل معظم أوروبا في مرمى سلاحها الجوي وبحريتها وصواريخها المتوسطة المدى. كذلك، سيكون في إمكان إيران تشييد مصانع للأسلحة خارج حدودها. ولفت بينيت إلى أنه نتيجة الحسابات الخاطئة للغربيين، فإن إيران تحركت إلى الأمام وحصلت على موقع أفضل. والاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه عام 2015 يبرز صبر طهران، وهو يبطئ استعدادات البلاد للحصول على سلاح نووي من دون أن يلغي هذا الاحتمال على المدى الطويل. (د.ب.أ - 24)