Advertisement

لبنان

"حزب الله" الإقليمي!

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
14-08-2017 | 06:11
A-
A+
Doc-P-350823-6367055705098852071280x960.jpg
Doc-P-350823-6367055705098852071280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قبل يومين كتب الصحافي المعارض لـ"حزب الله" حازم صاغية في صحيفة "الحياة" مقالاً تحت عنوان "زمن نصر الله"، متحدثاً فيه عن تطور موقع "حزب الله" في لبنان، لكن الواقع أنه أصبح أكبر من ذلك. لقد أصبح "حزب الله" ينشر قواته من جنوب الليطاني حتى الحدود العراقية والتركية، منتقلاً من "حزب الله" اللبناني إلى "حزب الله" الإقليمي". بعد إنتهاء حرب تموز شاءت التطورات الميدانية أن يبقى "حزب الله" جنوب الليطاني عند الحدود مع فلسطين المحتلة. فالحزب الذي صمد في حرب الثلاثة وثلاثين يوماً إستعاد خلال أشهر عافيته الميدانية واللوجستية بالتوازي مع عمله الإجتماعي، وعمد إلى التطوير النوعي والكمّي خلال السنوات التي تلت الحرب بدعم إيراني ممهور بإنجازات تموز. طوّر "حزب الله" صورته، بوصفه حزباً "كُليّ" القدرة، من خلال كلام أمينه العام السيد حسن نصر الله الذي حسّن فيه معادلات الردع، وصولاً إلى الحصار البحري لإسرائيل، وصولاً إلى قصف تل أبيب وكل المدن الإسرائيلية، وغيرها من التهديدات. بدأت الحرب السورية وكان قرار "حزب الله" الأول هي "كيّ وعي" خصومه وأعدائه، فكانت معركة القصير التي كان القرار فيها كسر جبهة "النصرة" والجماعات الحليفة لها، للتأكيد أن الحزب لا يُقهر، وأن المجموعات التي إنتصرت ببث الرعب لا يمكنها الصمود أمام "حزب الله"، فاستعمل لذلك بعض فائض القوة، وكان نصره الأول وتلتهه عدة إنتصارات سريعة، إذ لم يصمد الأعداء في وجهه، مشكلاً مشاركة نوعية كبيرة لصالح النظام في سوريا. إستمر "حزب الله" في "كيّ الوعي" معتمداً على إنجازات ميدانية. فمرة يردّ على إغتيال عناصره في القنيطرة خلال أسبوع وبطريقة لا تخلو من الإستعراض، ومرة أخرى يُلاحق المخطط لتفجير برج البراجنة إلى عمق سيطرة "داعش" ليقتله. شارك الحزب في كل المعارك السورية، من القصير إلى حمص، والغوطتين، والقلمون، فحلب واللاذقية وكسب وحماة ودير الزور وتدمر وصولاً إلى معارك البادية الأخيرة، ليكون عناصره موجودين عند الحدود الأردنية والعراقية والتركية، بشكل وازن في بعض الأحيان. وبوتيرة أقل شارك الحزب في معارك العراق عبر قادة وكوادر وعناصر نخبوية، كما أن كُثرا يقولون أن أحد أهم قادته العسكريين يشرفون على المعارك في اليمن وهو يتواجد داخلها. إضافة إلى كل ذلك، عمد "حزب الله" إلى تأسيس ألوية من آلاف العناصر السوريين من أبناء الطائفة الشيعية، حيث كودرهم ضمن أطر تنظيمية تابعة له، وهي ألوية عاملة في حمص ودير الزور والبادية السورية موسعاً قدرته العددية إلى حدّ كبير. في المقابل يأخذ معارضو الحزب عليه أنه أطاح بسياسة النأي بالنفس وذهب إلى ما بعد الحدود اللبنانية، وأدخل البلاد في إشكالية ربط الداخل بالآزمة السورية وتفرعاتها الإقليمية، على رغم التطمينات التي أطلقها نصرالله بالأمس في "كلمة النصر" بأن الحزب ليس في وارد استثمار إنجازاته الميدانية في الداخل اللبناني.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك