معركة الجرود في مرحلتها الثالثة.. هل بدأ الإشتباك؟

يتقدم الجيش اللبناني منذ اليوم الأول لمعركة "فجر الجرود" بوتيرة سريعة مستفيداً من عامل الأرض المفتوحة الذي يصب لمصلحة الجيوش التي تعتمد التكتيكات النظامية، لكن اللافت أن تنظيم "داعش" لا يقاتل بشكل جدي، ولا يقوم بالإلتحام مع عناصر الجيش، بل يعتمد على زرع العبوات وتفجيرها، وعلى قصف مواقع الجيش من بعيد. مصادر مطلعة تؤكد أن سياسة "داعش" العسكرية تعتمد على التكتيكات غير النظامية وعلى حرب العصابات، لذلك فهو لا يحاول صدّ الهجمات بل إيلام القوات المهاجمة عبر عمليات غير تقليدية، غير أن ضعف التنظيم في الجرود، والكثافة النارية التي ترافق عمليات تقدم المشاة والمدرعات يؤدي إلى تراجع قدرة "داعش" على المناورة. وترى المصادر أن تكتيك "داعش" العسكري يعتمد على سرعة الحركة للمجموعات المقاتلة الصغيرة، ولكن يبدو أن الجيش اللبناني أفقده هذه الخاصة، مما نزع منه زمام المبادرة بشكل كامل، ودفعه إلى الإنسحاب من منطقة إلى أخرى. وتشير المصادر إلى أن الهجوم على مجموعات "داعش" في القلمون والسلسلة الشرقية لجبال لبنان يحصل من كلالجهات وكل المحاور من دون أي إستثناء، الأمر الذي شتت قوى "داعش" وجعله غير قادر على الصمود أو نقل قواته من محور إلى آخر. وتلفت المصادر إلى أن محاصرة "داعش" في بقعة صغيرة من الجهتين اللبنانية والسورية سيؤدي إلى إستسلام عدد كبير من العناصر، في المقابل سيقاتل آخرون حتى الموت نظراً إلى إنتمائهم العقائدي، لكن في كل الأحوال فإن قتال هؤلاء في البقعة الأخيرة من الجرود لن يؤدي إلى عرقلة التقدم أو تأخير الحسم.