Advertisement

مقالات لبنان24

لافروف يتحرّك خليجيًّا.. فهل بدأت مرحلة التسويات؟

جمال دملج

|
Lebanon 24
27-08-2017 | 12:09
A-
A+
Doc-P-357499-6367055756324919271280x960.jpg
Doc-P-357499-6367055756324919271280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في سياق المساعي الحميدة المبذولة من أجل إعادة المياه إلى مجاريها بين مكوِّنات الأسرة الخليجيّة الواحدة، بما يضمن الحفاظ على استقرار المنطقة والحيلولة دون انزلاقها إلى متاهات الاحتمالات الصعبة والخطيرة، كان لا بدّ لجولة وزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف المقرَّرة في كلٍّ من الكويت والإمارات العربيّة المتّحدة وقطر من أن تبدأ اليوم الأحد على أساس مضمون الشعار القائل بوجوب تقديم كافّة أشكال الدعم لجهود الوساطة الكويتيّة التي تستهدف إيجاد تسويةٍ أخويّةٍ للأزمة المتفجِّرة منذ قرابة الشهرين ونصف الشهر ما بين السعوديّة والإمارات والبحرين ومصر من جهةٍ، وما بين قطر من جهةٍ أخرى، ولا سيّما أنّ موقف موسكو الرسميّ حيال هذه الأزمة لم يخرج يومًا عن نطاق الدعوة إلى وجوب العمل على فضّها عن طريق الحوار باعتباره لغة التخاطب الأمثل بين الأشقّاء. وإذا كانت المتحدِّثة باسم الخارجيّة الروسيّة ماريا زاخاروفا قد استبقت موعد بدء الجولة بتجديد التأكيد على ثوابت هذا الموقف، فإنّ مردّ ذلك يعود في الأصل إلى أنّ بلادها تعتزم المضيّ قدمًا في بذل قصارى الجهد من أجل ترسيخ دعائم الاستقرار حيثما تستطيع إلى ذلك سبيلًا في العالم، بعيدًا عن السياسات الملتوية والمجهولة المعالم والأبعاد، الأمر الذي يتّضح أكثر إذا ما أخذنا في الاعتبار أنّ زاخاروفا كانت قد حدَّدت الأطر العامّة للملفّات التي يحملها لافروف في جعبته بـ "دعوة العواصم العربيّة إلى التخلّي عن المواجهة وبحث الخلافات حول طاولة المفاوضات"، موضحةً أنّ الجولة في عواصم الدول الثلاث ستتناول قضايا الحوار السياسيّ، وزيادة التجارة والتعاون الاستثماريّ، وتطوير التعاون في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة والبنى التحتيّة، وغيرها. وعلاوةً على ذلك، فقد أوضحت زاخاروفا أيضًا أنّ روسيا تنوي "إطلاع شركائها العرب على الجهود التي يبذلها الجانب الروسيّ بشأن تسوية الأزمة في سوريا في إطار عملية أستانا"، الأمر الذي كان السفير الروسيّ في الكويت ألكسي سولوماتين قد أكّده بدوره مؤخَّرًا في حديثٍ خاصٍّ مع صحيفة "الجريدة" الكويتيّة، وخصوصًا عندما قال إنّ الجولة تأتي ضمن جهود روسيا الاتّحادية لدعم الوساطة الكويتيّة لحلّ الأزمة الخليجيّة، لافتًا إلى أنّها ستتناول أيضًا الأوضاع الراهنة على الساحة السوريّة في ضوء ما آلت إليه مفاوضات أستانا ومناطق خفض التصعيد هناك. معلومٌ أنّ المبعوث الرئاسيّ الروسيّ إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف كان قد كثَّف اتّصالاته مع سفراء الدول المعنيّة بالأزمة الخليجيّة في موسكو منذ تفجُّرها في شهر حزيران الماضي، بمن فيهم السفيران السعوديّ عبد الرحمن بن إبراهيم الرسي والقطريّ فهد بن محمد العطية، وذلك في سياق جهدٍ لا بدّ من أنّه استهدف في الأصل تكوين صورةٍ عامّةٍ عن الوضع، أملًا في أن يؤدّي ذلك لاحقًا إلى توفير المناخات الملائمة لإنجاح أيّ محاولةٍ روسيّةٍ في مجال تقريب وجهات النظر بين الفرقاء المتنازعين، وهي المحاولة التي يشي توقيت جولة لافروف الحاليّة بأنّها بدأت للتوّ، وخصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار أنّ الصوت الروسيّ في دول الخليج لطالما بقي مسموعًا على قاعدة الاحترام المتبادَل حتّى في أوقات الشدّة التي وصلت خلالها الاختلافات بين الجانبين إلى ذروتها على خلفيّة التداعيات المتعلِّقة بالشأن السوريّ. وإذا كان الرئيس فلاديمير بوتين قد أكّد في أكثرَ من مناسبةٍ على أنّ أيّ تسويةٍ للأزمة السوريّة يجب أن تراعي مصالح كافّة الأطراف المعنيّة بها، بمن فيهم دول الخليج العربيّ، فإنّ ذلك لا بدّ من أن يعطي قوّةَ دفعٍ إضافيّةً للجهود التي سيبذلها الوزير لافروف في كلٍّ من الكويت والإمارات وقطر اعتبارًا من اليوم الأحد ولغاية نهار الأربعاء المقبل، علمًا أنّ هذه الجهود، وعلى رغم أنّها لم تُصنَّف بعد في خانة الوساطات المباشِرة بين الأشقّاء الخليجيّين، إلّا أنّها تبقى في المحصّلة النهائيّة بمثابةِ خطوةٍ جديدةٍ على طريق المساعي الحميدة المبذولة في هذا المجال.. وأغلب الظنّ أنّ ثمّة دخانًا أبيضَ اللون سيتصاعد في المنطقة عندئذٍ على شاكلةِ حمائمِ سلامٍ تليق بشرف المحاولة.. والخير دائمًا من وراء القصد!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك