Advertisement

مقالات لبنان24

علاقة الحريري ـ"حزب الله" غير سوية..هل ينعشها "اوكسجين" المساكنة الحكومية؟

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
07-09-2017 | 01:49
A-
A+
Doc-P-362290-6367055795557393731280x960.jpg
Doc-P-362290-6367055795557393731280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في معراب و"بيت الوسط" تنبئ تصريحات عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" نواف الموسوي العالية النبرة بقدوم مرحلة تصعيدية من حارة حريك. هكذا يقول المقربون من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الحكومة سعد الحريري. وقد تزامن موقف الموسوي التصعيدي من رئيس الحكومة حيال كيفية عودة النازحين مع تغريدة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان دعا فيها اللبنانيين إلى تحديد موقفهم من "حزب الشيطان". وقرأت مصادر "حزب الله" في هذه التغريدة رسالة سعودية موجهة إلى الشيخ سعد، ودعته إلى المحافظة على جو التهدئة. وتؤكد مصادر مقربة من "حزب الله" لـ "لبنان24" أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله تعمد في إطلاليته الاخيرتين أن يرسل للحريري اشارات ايجابية منصفاً إياه في أكثرمن محطة، ومؤكدًا أن الحكومة مستمرة وسيجري العمل على تفعليها. في ضوء هذا المشهد كيف سيتعاطى الحريري مع المرحلة؟ وفق المطلعين على علاقة السعودية بالرئيس الحريري، فإن تغريدة السبهان، إذا لم يحسن الشيخ سعد التقاطها، ستكون بمثابة الضربة النهائية والمفصلية لاستمرارالخيط الرفيع الذي يربط بين الحريري والرياض، ولا سيما أن الوزير السعودي خلال زيارته الاخيرة للبنان بعث أكثر من رسالة إلى الحليف والخصم عندما لم يقم بزيارة قصر بعبدا، فهو أكد على الموقف السياسي السعودي من العهد. وعطفاً على ذلك أكدت مصادر تيار "المستقبل" لـ"لبنان 24 أن استثناء الرئيس عون من الزيارة السعودية مرده تغطية رئيس الجمهورية لما قام ويقوم به "حزب الله" في الجرود وسوريا. وعليه، فإن "زعامة" رئيس تيار "المستقبل" المقبل على انتخابات نيابية بعد ثمانية أشهر، أمام امتحان البقاء. لذلك لن يطيّر الحريري حكومته. فهو المستفيد الأول منها بمسافة زمنية كبيرة عن كل القوى الاخرى. حكومة "استعادة الثقة" تمثل له آخر متنفس للسلطة. وتيار "المستقبل" برئاسة الحريري أثبت انه لا يستطيع العيش، ولا تأمين الجماهير والحضور المؤثر في المهرجانات الا من خلالها. فهذه الحكومة، على رغم ما فيها من تناقضات، تشكل النعمة الحقيقية التي تبقيه على قيد الحياة السياسية، وهذا ما تؤكده مصادر مطلعة في 8 آذار. ثنائية "المستقبل" و"حزب الله" أمام كل ذلك، هل سنكون أمام عودة لمشهد الحوار الثنائي بين "حزب الله" و تيار "المستقبل" في عين التينة، أم أن الاحداث الأخيرة تجاوزته واصبح عمليا عاجزاً لان يجد لنفسه مكانا؟ كان الحوار الثنائي في عين التينة في المرحلة الماضية حاجة فريدة للطرفين الاساسيين وللقوتين الاقليميتين اللتين تدعم كلا منهما (ايران والسعودية)، ولضرورات الواقع السياسي الداخلي في لبنان. مثّل الحوار في تلك المرحلة الخطرة آخر ملاذ للتواصل بين حارة حريك و"بيت الوسط"، من دون أن يعني ذلك أن ثمة مساحة مشتركة بينهما. يومذاك كان الحريري خارج السلطة. تقدم التوتر السني- الشيعي وخطر الفتنة المذهبية في ذلك الحين على أي اعتبار آخر. وكانت العلاقة الايرانية - السعودية في ذروة التوتر بساحات المنطقة كلها، هذا فضلاً عن محاولة البعض دفع لبنان ليكون متصلاً بساحات المواجهة في سوريا، في وقت كان تنظيم "داعش" يتقدم ويحتل مناطق عدة في سوريا والعراق. هذا المشهد بكل مفراداته وعناوينه وزواياه شكل، بحسب مصادر مقربة من "حزب الله"، عنصرا محرضا بشكل ايجابي لكي يشكل الحوار الثنائي آخر مساحات التلاقي السني- الشيعي ليس فقط في لبنان انما في المنطقة التي يتواجد فيها السنة والشيعة في العالمين العربي والاسلامي. طاولة الحوار البديلة قد تكون هذه الأسباب الضاغطة الداخلية والخارجية للحوار انتفت لجهة "حزب الله". فهو لم يعد قلقا من فتنة مذهبية تعرقل له أولاوياته في سوريا التي صمدت ولم تسقط، وصولاً إلى اعتباره أن ربط النزاع الايجابي الذي مثل الحوار أحدى تمظهراته، أصبح مجسداً بقوة في طاولة مجلس الوزراء ساحة الحوار البديل بينه وبين "المستقبل". فمعركة الجرود واخراج الارهابيين وما سبقهما من تنفيذ الخطة الامنية وحسم معركة باب التبانة من قبل الجيش. هذه العناصر نزعت مجموعة من الصواعق الدائمة كان حوار عين التينة كفيل بتعطيلها. وعلى مقلب تيار "المستقبل"، فإن الملفات الداخلية التي كانت مدار بحث في حوار عين التينة، باتت اليوم على طاولة مجلس الوزراء مع انتهاء الشغور الرئاسي وتشكيل الحكومة، في حين أن الملفات الاستراتيجية محل الخلاف، وضعت جانباً لانها محط خلاف، و"بالتالي لا جدوى من إعادة إحياء الحوار، لأن كل منا لا يزال وسيبقى على موقفه تجاه هذه الملفات، علماً أن التشنج السياسي قائم وأسوأ من المرحلة الماضية"، تؤكد مصادر مقربة من الرئيس الحريري لـ "لبنان24"، وإذا طرأت ظروف تحتم الحوار قد تعود اجتماعات الوفدين من دون أن تحدد المصادر في أي مقر ستعقد. وعلى رغم كل ذلك، هناك من يدعو إلى التنبه. فمناخ الحوارالايجابي بين "المستقبل" و"حزب الله" الذي استطاع أن ينتصر خلال محطات صعبة في الماضي، يمر اليوم بمرحلة خطرة وغير سوية وقد تكون مفتوحة على المجهول، ولا سيما بعد تغريدة السبهان الموجهة بشكل مباشر إلى الحريري وفريق 14 آذار، إذ أن هناك سعياً سعودياً لإعادة انتاج الحالة الاذارية المتعثرة، مروراً بكلام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي اعتبر أن الحديث عن تقارب إيراني – سعودي مثير للضحك، فضلاً عن أن "حزب الله" أعاد من خلال معركة الجرود ترتيب الاولويات اللبنانية وأكد انه الرافعة الاستراتيجية للبلد، وأن لبنان ينتمي إلى محور ايران - سوريا – روسيا. كل ذلك يؤكد، وفق أوساط سياسية بارزة، أن الحوار عملياً في حالة موت سريري وأن انابيب الاوكسجين،إذا تأمنت قد لا تكون كافية لتدخل الحياة إلى خلايا هذا الحوار المعلق. مع تأكيد المصادر نفسها أن عدم احياء الحوار لن يكون مقدمة لسقوط الحكومة. فلبنان حٌيد عن ساحات الصراع المتصلة به. وهناك مظلة دولية أمنت له صيرورة الامان والاستقرار.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك