Advertisement

مقالات لبنان24

مبادرة روسية على الطاولة السعودية.. وضاحية جنوبية في دمشق!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
15-09-2017 | 00:41
A-
A+
Doc-P-366326-6367055827493179941280x960.jpg
Doc-P-366326-6367055827493179941280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يبدو شعار القضاء على الارهاب الى تراجع اذا لم نقل أصبح وراء المشرفين على الاجندة السورية وفق ما أكدته أجواء التصريحات الصادرة عن اللاعبين في ميدانها، والتي كان ابرزها تصريح قائد مقر القوات الروسية في سوريا "الكسندر لابين" من قاعدة حميميم الجوية، بأنه "حتى تاريخه تم تطهير 85 بالمئة من الأراضي السورية من المسلحين الذين ينتمون لجماعات غير مشروعة" ، كلام سبق وأكده "اعلان انتصار" جاء على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حيث اعتبر ان ما تبقى من الحرب هي "معارك متفرقة". طبعاً هو إعلان انتصار "ميداني" لم يصل بعد الى مرحلة إعلان الانتصار "السياسي"، وهذا ما حملته كلمة السيد نصرالله التي جاء فيها ايضاً "ان المشروع الآخر(أي المعارضة) قد فشل ويريد ان يفاوض ليحصل على بعض المكاسب" بما يحمل مفهوم التفاوض من عدم التوصل بعد الى انزال الهزيمة الكاملة وبالتالي الذهاب الى طاولة التفاوض حيث جميع الاطراف امام مزاد واحد عنوانه التنازل والتنازل المقابل. وهذا ربما ما برز جليا في سلسلة الزيارات، من والى العاصمة الروسية واللقاءات المرتقبة التي ستشهدها الاخيرة في الأيام المقبلة، بما لذلك من دلالة على تمكن الدب الروسي من سحب الولاية الجبرية على سوريا وتحديدا النظام السوري من طهران بعدما ضمن للأخيرة موطىء قدم في سوريا معلق حراكه على "فيتو" روسي، وضمن ايضا وضع الوكالة الأميركية في جيبه طلما أمّن لواشنطن وحليفها العدو الاسرائيلي ضمانة بكبح اي مبالغة في حراك ايران وحزب الله في سوريا، لينتقل الى مرحلة تركيب فسيفساء سياسي جديد متجانس في المنطقة يخدم خطته ورؤيته. وهذا ما شكل جوهر اللقاءات التي جمعت مؤخرا مسؤولين وقادة روس بقادة ومسؤولين لعدد من الدول المؤثرة والمتأثرة بالملف السوري، حيث شكل اطار العلاقة السياسية المطلوبة من هذه الدول لهذه المرحلة "الورقة السرية" التي ابقي الحديث والتصريح عن تفاصيلها مبهم. والدلالات على ذلك ما ورد من معطيات على خط العلاقة السعودية – الروسية والتي شهدت مؤخرا ما يشبه "مبادرة روسية" تتمثل في التزام المملكة بذل كافة الجهود نحو توحيد المعارضة السورية بما يعبد الطريق امام الحل السياسي في سوريا مقابل عزم روسي على تحريك الملف اليمني عبر دعم الشرعية واحلال السلام فيها بما يتوافق مع الرؤية السعودية. في المقلب الآخر صفقة تركية-ايرانية برعاية روسية مرتقب الاعلان عنها قريباَ تقضي بتسليم الجيش السوري الحر جنوب العاصمة دمشق لطهران مقابل السماح لتركيا بدخول ادلب وشمال سوريا ومنحها دورا عسكريا هناك. ووفقا لتسريبات صحافية يخشى نشطاء من قيام مشروع "حزب الله" جديد في جنوب دمشق على غرار الضاحية الجنوبية في بيروت. بالطبع للبنان أيضا حصة من العرس السوري ولكن يبدو انه لن يكون كما تشتهي سفن معارضي الأمس، اذ شكلت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى موسكو مؤخرا بمثابة حضور "جلسة" تبلغ فيها ورقة مطالب روسية عنوانها الرئيسي الحفاظ على حكومة الائتلاف اللبنانية القائمة - وفق ما اطلق عليها السفير الروسي في لبنان في تصريح له - وذلك عبرالاستمرار في المحافظة على استقرار العلاقة مع حزب الله وغض الطرف عن حراكه الداخلي والخارجي من ضمن اطار التحضير لمرحلة إعادة اعمار سوريا التي تتطلب منصة مجاورة مستقرة ولبنان خير منصة لذلك، والا فان بوابة تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات وتسليح الجيش ستبقى موصدة حتى اشعار آخر. وهذا ما كشفه الوزير حسين الحاج حسن في زيارة سابقة له لموسكو عندما ربط في تصريح له تقدم روسيا في خطواتها في المجال الاقتصادي والتجاري والمصرفي مرتبط بالخيارات السياسية للبنان وروسيا. ربما فهم الحريري مضمون ورقة المطالب الروسية وما عليه سوى تحضير جواب واضح ونهائي عن "ماهية مصلحة لبنان" ومصلحة المنطقة، التي اشار اليها في حديثه مع الصحفيين بعد لقائه الرئيس الروسي "بوتين"، محاولا من المنبر الروسي تمرير اشارات تسهل حصوله على بطاقة القبول ولو عبر السكوت الضمني من حلفائه وتؤمن له الغطاء والرعاية الكاملة من الجهة الموجهة لمسار المنطقة . قد يبدو المشهد للقارىء للوهلة الاولى في حدود الممكن والمعقول هذا في حال لم يذهب في تساؤلاته نحو الانعكاسات المترتبة على انحراف أي خطوة لبنانية عن مسار الحياد الايجابي خاصة في هذه المرحلة حيث حينها بصبح المشهد اكثر تعقيدا وصعوبة. وكما يبدو ان المشهد بتجه في هذا المنحى اذ تشير المعطيات التي كشفت عنها مصادر الى اقتراب لبنان من الدخول بطريقة غير مباشرة في المنظومة الروسية التي ستتولى ادارة الدفة السورية، وأول الغيث اجتماع روسي- أميركي- أردني سيعقد في 25 و26 من الشهر الجاري في العاصمة الاردنية لبحث فتح معبر نصيب وإعادة تشغيل طريق درعا- دمشق - بيروت نهاية الشهر، كما تجري شركات ايرانية سلسة مشاريع لتوليد الطاقة الكهربائية في سوريا وصولا الى تصدير اكبر شبكة كهرباء في العالم الاسلامي من خلال ربط الشبكة الوطنية في ايران مع الشبكتين في العراق ولبنان. (ميرفت ملحم - محام بالإستئناف)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك