Advertisement

لبنان

لماذا لم يدعُ جعجع سامي الجميل الى قداس شهداء "القوات"؟

Lebanon 24
16-09-2017 | 00:23
A-
A+
Doc-P-366819-6367055831270697811280x960.jpg
Doc-P-366819-6367055831270697811280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": لم تنته تداعيات قداس ذكرى شهداء "القوات اللبنانية" في الشارع المسيحي فصولا، خصوصا مسألة عدم توجيه الدعوة الى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، حيث تكثر التساؤلات عن الأسباب التي دفعت الدكتور سمير جعجع الى مثل هذا السلوك المستغرب تجاه الحزب الذي يعتبر الأب الشرعي للحركة المسيحية وللقوات، والذي قدم في تلك الحقبة، أكثر من ستة آلاف شهيد. ما تزال الدوائر القواتية الضيقة تناقش هذه المسألة داخليا، وتسعى الى إحتواء تداعياتها بعد سلسلة إنتقادات وصلتها وإعتبرت أن تصرف القوات تجاه الكتائب غير مبرر. ومما زاد الطين بلة تصرف النائب نديم الجميل خلال الاحتفال الذي حضره كونه يعتبر والده الرئيس بشير الجميل أحد الشهداء المكرمين، لكنه في الوقت نفسه وجه رسالة شديدة اللهجة الى رئيس القوات سمير جعجع حيث بقي جالسا واضعا "رجل فوق رجل" لدى دخول جعجع الى القاعة، في الوقت الذي وقف فيه كل الحضور للترحيب به، الأمر الذي أثار إستغراب وحفيظة النائب إيلي كيروز تجاه تصرف الجميل الذي كشف بعد القداس لمقربين منه أن بقاءه جالسا على هذا النحو كان عبارة عن موقف إعتراضي على عدم دعوة رئيس حزب الكتائب الى إحتفال يخص شهداءه. تشير المعلومات الى أن قيادات من القوات حاولت بعد الاحتفال ترطيب الأجواء مع الكتائب، من خلال التأكيد أن ثمة خطأ حصل في توجيه الدعوات، وحال دون وصول الدعوة الى سامي الجميل، لكن هذه الحِجة لم تقنع أحدا، لأن رئيس الكتائب لا يدعى كسائر المدعوين عبر بطاقة رسمية، بل إن البروتوكول يقضي بأن يبادر جعجع الى الاتصال به وأن يدعوه للمشاركة في القداس الذي يعني القوات والكتائب على حد سواء، وهذا ما لم يحصل، ما يشير الى أن ثمة نية مبيتة بعدم دعوة رئيس الكتائب الى هذا الاحتفال. يقول مطلعون على أجواء العلاقة بين القوات والكتائب: إن موقف جعجع من الكتائب ناتج عن إرباك سياسي يعيشه، فالرجل خرج لا من “ستي بخير ولا من جدي بخير” وهو يشعر اليوم أنه ساهم في إيصال العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية من دون أن يحقق أية مكاسب، لا على صعيد وراثة الشارع المسيحي، ولا على صعيد الحصول على مكتسبات السلطة، وقد بدأ يشعر أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يتعاطى مع القوات بعنجهية سياسية، ويسعى الى الاستحواذ على كل المراكز في السلطة، فضلا عن محاولته الأكل من صحن القوات ومشاركتها في مناطق نفوذها، ولعل دخوله الى بشري يوم الأحد الفائت بالتزامن مع قداس القوات، وإفتتاحه مكتب للتيار الوطني الحر فيها، والمعلومات حول نية التيار خوض الانتخابات النيابية في بشري بمرشحيّن أكبر دليل على ذلك. هذا الواقع يجعل جعجع مكبلا، فهو غير قادر على أن يسمي الأشياء بأسمائها نتيجة وجوده في السلطة، وموافقته عبر وزرائه في الحكومة على أكثرية القرارات غير الشعبية، وإضطراره لمجاراة حزب الله والوقوف على خاطر بعض قوى 8 آذار، في وقت يتحرر فيه سامي الجميل من كل الالتزامات ويمارس المعارضة الفعلية التي تجذب المواطنين من كل الطوائف، لا سيما الشارع المسيحي الذي بدأ جعجع يشعر أن قسما وازنا منه بدأ يتسرب الى حضن الكتائب الذي بات يبدد حلم القوات في وراثة الشارع المسيحي. وبحسب المطلعين أيضا، فان جعجع يعيش اليوم بين نارين، فلا هو قادر على الخروج من تحالفه مع التيار الوطني الحر الممسك بزمام السلطة، ولا هو قادر على مهادنة سامي الجميل بما يجعله شريكا مضاربا في الشارع المسيحي. ويشير هؤلاء الى أن وجود سامي الجميل في ذكرى شهداء القوات كان سينعكس سلبا على خطاب جعجع الذي حاول من خلاله مصالحة شارعه، وإستعادة شعبيته مسيحيا عبر التأكيد على التمسك بالثوابت، لكن مع وجود الجميل فان أي خطاب لجعجع مهما كان سقفه مرتفعا فانه سيبقى ضعيفا أمام مواقف الجميل التي تجاوزت كل الخطوط الحمر، لذلك كان القرار بعدم دعوته لكي لا يسرق من الوهج الخطابي والسياسي لجعجع. وتقول معلومات الى أن ثمة قرار لدى المكتب السياسي في حزب الكتائب عدم الدخول في أي جدال أو سجال مع القوات اللبنانية على خلفية الاحتفال، تاركين الحكم في هذا الأمر للشارع الذي سيكون له مستقبلا الكلمة الفصل. (غسان ريفي - سفير الشمال)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك