Advertisement

فنون ومشاهير

"مشروع ليلى" على حافة الهاوية: الفرقة تدعم المثليِّين وتنتقد المرأة!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
16-09-2017 | 05:50
A-
A+
Doc-P-366939-6367055832162652111280x960.jpg
Doc-P-366939-6367055832162652111280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بين الفينة والأخرى، تعود فرقة "مشروع ليلى" لإثارة الجدل، مرّة من بوابة النمط الفني والموسيقي الذي تقدمه، ومرّة أخرى من بوابة السلوك الاجتماعي لبعض أفرادها. فمنذ يومين ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو يُظهر مُغني الفرقة حامد سنو، يرد على بعض منتقدي الفرقة بكلام لم يخلُ من الإسفاف والتوبيخ وإطلاق الأحكام. الفيديو يعود لحفلة أحيَتها فرقة "مشروع ليلى" في مهرجانات بعلبك الدولية في العام 2012. يومها انهالت التعليقات المعترضة على استضافة الفرقة في واحدة من أهم المهرجانات على صعيد العالم العربي، وأدى الخلاف بين اللجنة التنظيمية للمهرجان، التي انقسمت بين مؤيدٍ ومعارض، إلى استقالة الرئيسة الفخرية للمهرجان مي عريضة. واعتبر المعترضون حينها أن ما تقدمه الفرقة ليس بـ"فنٍ" ولا يليق بحجم مهرجانات بعلبك، وأن أغنياتهم سطحية ولا ترتقي إلى المستوى المطلوب. أما ردّ الفرقة على كل ما قيل بحقهم فجاء على لسان سنو. اعتلى الشاب المسرح بحماسة، وقبل البدء بأداء أغنية "لتلت" ألقى "خطاباً" جاء فيه: "النقد أوقات بيجي كتير حلو، بينقد المش حلو فيك وبيعلمك. ومرات بيكون طق حنك... وبيقلك هيدا الناقد إنو الغنية سطحية، فـبتقلو يا.. كول خ**". وأضاف: "وبتفوت وبتفرد كتافك، ويلي عجبو عجبو، ويلي ما عجبو ينقبر يبلط البحر .. لأن مبدئياً عندك 200 ألف شغلة تعملها بحياتك ومش رح توقف كرمال "بلوغ" تافه أو مرأة هبلة ومُعاقة، وصلت لمطرح ما وصلت بسبب مصرياتها.. وبتقلك هيدا فن، وجاية هي بنت الحرام تقلك شو الفن، انت ما بتعرفي أكثر مني، كفين على نيعك ما أبشعك". بعيداً عن النقاش حول توقيت نشر الفيديو والهدف منه، يبقى الأكيد أن ما قاله سنو يعيدنا للغوص في الدوامة الحقوقية ذاتها: الحق في إبداء الرأي والاختلاف والنقد. جميعها، مفاهيم تدعي الفرقة بأنها تُدافع عنها. تصونها وتكافح في سبيل جعلها مكرّسة كممارسة طبيعية، عبر إحداث تغيير، ولو طفيف، في خرق الذهنيات التي تتجه نحو محاسبة الآخرين انطلاقاً من خياراتهم "المختلفة" أياً كانت. ولكن، كيف لفرقةٍ تروّج لنفسها على أنّها "تحررية" غير نمطية، تُناضل دفاعاً عن الفئات المهمشة ومجتمع "الميم" تحديداً، أن تمارس عنصرية وذكورية مقيتة تجاه امرأة؟ كيف يُمكن أن يثق الجمهور بعد اليوم بما تُقدمه "مشروع ليلى" على أنه نتاج فكري إبداعي يجعل منها صوت "الربيع العربي"، في حين أن أفرادها غير قادرين على تقبل رأي مغاير رفض التصفيق لهم؟ أليس ما انتفض من أجله شباب "الربيع العربي" يُختصر بالحرية بما تمثله من صونٍ لحق كل فردٍ بالتعبير الحرّ؟ ناهيك عن احتكار المعرفة. "مفكرة حالك بتعرفي أكثر مني"، خاطب سنو منتقدته. يرفض الشاب، على ما يبدو، فكرة تعدد الأذواق الموسيقية! أما الفاجعة الأخرى فقد تمثلت باستخدامه مفردة "مُعاقة" لإهانة امرأة، وهو ما يُثبت أننا لا نزال بعيدين كل البعد عن الإدراك الحقيقي للمفاهيم الحضارية، وعلى رأسها قبول الآخر واحترام خصوصيته وتأمين اندماجه كـحق له وليس كـمنة. "لبنان 24" حاول الاتصال مراراً بـسنو لإعطائه حق الردّ وتوضيح موقفه مما حدث، إلا أنه تهرب من الإجابة، حيناً بحجة الإنشغال، وحيناً آخر عبر الامتناع عن الإجابة على الاتصالات. أما على مواقع التواصل، فقد انهالت التعليقات المستنكرة لما أدلى به الأخير، وخصوصاً من الناشطات النسويات. صفحة "Alternative Arabic Music" كانت أول من نشر الفيديو منذ يومين تقريباً، ولكن بعدما لاقى اعتراضاً هائلاً على مضمونه حذفته على وجه السرعة. إلا أن الناشطة نادين جوني تمكنت من الحصول عليه، وعادت ونشرته على صفحتها الخاصة، مرفقةً إياه بتعليق جاء فيه: "ما قاله سنو هو تفكير جندري ذكوري بامتياز، بيدعي فيه لضرب إمرأة هيك علنا والناس عم بتزقفله"، مضيفةً: "إنك تكون من فئة مضطهدة ما بيعطيك الحق إنك تدعي لإضطهاد وتعنيف الآخرين، ولا نعتهن وتعييرهن بحياتهن الجنسية". ما يُمكن تلمسه أخيراً أن إنجازات الفرقة بدأت تضيع في بحر نجومية أعضائها، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبلها. خصوصاً باعتماد بعض أفرادها خطاباً غير مسؤولٍ وادعاء صفات التمرد والجرأة واليسارية المستهلكة بـ"التنظير"، في حين أن زيفها يُفضح بتجرد عبر الممارسة قولاً وفعلاً.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك