Advertisement

مقالات لبنان24

أمن استباقي وتحذيرات ديبلوماسية وذئاب منفردة..

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
17-09-2017 | 03:38
A-
A+
Doc-P-367269-6367055835030899131280x960.jpg
Doc-P-367269-6367055835030899131280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
خلال الأيام القليلة الماضية، أرسلت سفارات كل من الولايات المتحدة الاميركية وكندا وفرنسا رسائل الكترونية تحذيرية لمواطنيها لتحاشي ارتياد الأماكن العامة في لبنان بسبب تهديدات مرتقبة، من دون أن تفصح عن ماهية هذه التهديدات أو مصدرها. وهو الأمر الذي دفع وزارتي الداخلية والخارجية إلى إصدار توضيحات تؤكد متابعة الأجهزة اللبنانية للتهديدات، والتحري عن دقتها، مطمئنة بأنه لا داعي للخوف وتضخيم الخبر وإعطائه أبعاداً أكبر من حجمه. لماذا حذّرت هذه الدول رعاياها، وما هي درجة المخاطر من هذه التحذيرات؟ وهل التحذيرات الغربية تحمل بعداً أمنياً بحتاً أم أنها تعبّر عن خشية من هزّ مظلّة الاستقرار التي تمتع بها لبنان بقرار إقليمي دولي منذ بداية الأزمة السورية؟ وهل الأجهزة اللبنانية على علم بالتهديدات أم أنها علمت بها من خلال التحذيرات الغربية؟ وهل لتطورات الداخل السوري علاقة بالأمر؟ لا شيء يمنع من افتراض أن ثمة أعمالاً إرهابية يتم الإعداد لها، من خلايا نائمة أو ذئاب منفردة، وأن تقاطع المعلومات هو الذي دفع إلى التحذيرات السابقة، وثمة من يذهب إلى أن تقاطع المعلومات هذا هو ما أدى إلى ضبط استخبارات الجيش خلية وأحبط مخططاً إرهابياً كانت بصدد القيام به. وبتوضيح أكثر يقال إن الاستخبارات الأميركية كانت اعترضتْ بواسطة التنصت الالكتروني "طرف خيْط" عن عمل إرهابي يتم التحضير له في لبنان، الأمر الذي دفعها الى "إفشاء السرّ" عبر تحذيرٍ علني بغية اصطياد عصفورين بحجر واحد: القول للإرهابيين انكم تحت المراقبة ودفْع الرعايا الأجانب واللبنانيين الى التحوط، بحسب مصادر إعلامية. في كلمته أمس خلال تكريم الوحدات العسكرية التي شاركت في عملية فجر الجرود، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون على أهمية الحرب الاستباقية ضد الارهاب، مشدداً على ضرورة ألا تحرف نشوة النصر عن مواصلة هذه الحرب، معلناً ملاحقة كل من تطاول على أمن لبنان والجيش. والواقع أن لبنان في عين عاصفة محاربة الارهاب، سواء أكان هذا الارهاب صنيعة أجهزة كبرى وأنظمة إقليمية، أو وليد قراءة موتورة للعالم والتاريخ والنص الديني، وكلاهما يستغل نقاط ضعف حاضرة بقوة في المجتمعات العربية والاسلامية، كالاحباط وضيق الأفق وغياب الفرص وانتفاء الحريات وضعف المشاركة السياسية، والأهم فشل الدولة الوطنية وفقدان السياسات الراعية وتفشي ظواهر الفساد، وكل ذلك يجعل من المرحلة الأمنية الحالية والمستقبلية صعبة ودقيقة، فإذا ما أضفنا إليه الانتصار الذي حققه الجيش مؤخراً على تنظيم "داعش"، كل ذلك يجعل من التحديات جدية وحقيقية، ويجعل من الأمن الاستباقي، في ظل الصراعات السياسية والتلهي الحكومي بالصفقات السريعة، أولوية الأولويات.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك