Advertisement

لبنان

"الراي": "القطبة المخفية"... انتزاع التسجيل المسبق للراغبين بالاقتراع في مكان السكن

Lebanon 24
18-09-2017 | 17:21
A-
A+
Doc-P-367992-6367055840835758681280x960.jpg
Doc-P-367992-6367055840835758681280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تساءلت صحيفة "الراي" الكويتية ماذا وراء "القنبلة" التي فجّرها رئيس البرلمان نبيه بري أمس بإعلانه تَقدُّم كتلته البرلمانية باقتراح قانون معجَّل مكرَّر ينطوي على حلّ مجلس النواب على قاعدة تقصير ولايته (محدَّدة حتى أيار 2018) لتنتهي في 31 كانون الاول المقبل وإجراء انتخابات قبل هذا التاريخ وفق القانون الذي أُقرّ في يونيو الماضي (النسبية الكاملة)؟ سؤالٌ دهم بيروت، مع إطلالة بري في أعقاب اجتماعِ كتلته النيابية ليُخرِج من جيْبه "أرنب" الانتخابات المبكّرة التي كان لوّح بها في الأيام الماضية بتصريحاتٍ قبل أن يترجمها بعد ظهر أمس بكشْفه عن اقتراح القانون الذي سيُدرج في أول جلسة تشريعية تلي التي سيعقدها البرلمان اليوم وغداً. وما جعل مفاجأة رئيس البرلمان تكتسب أبعاداً استثنائية أنها جاءتْ "عكس سيْر" المناخ الايجابي الذي عكستْه جلسة مجلس الوزراء قبل أقلّ من 24 ساعة وتحديداً لجهة إقرار اعتماد البطاقة البيومترية (اي تطوير بطاقة الهوية لتصبح بيومترية عوض اعتماد البطاقة الخاصة الانتخابية الممغنطة) وآلية التسجيل الالكتروني للبنانيين المغتربين الراغبين في الاقتراع، الأمر الذي اعتُبر بمثابة وضْع انتخابات 2018 نهائياً على السكة (بعدما كانت الحكومة شكّلت هيئة الإشراف على الانتخابات في الجلسة السابقة) بعد إشاراتِ تَردُّد كانت أطلّتْ برأسها من بوابة بعض القضايا اللوجستية التي أطلقتْ تجاذباً سياسياً ارتسمَت من خلف خطوطِه معادلة أرساها "الثنائي الشيعي"، بري و"حزب الله"، ومعهما "التيار الوطني الحر" (حزب الرئيس ميشال عون) عنوانها "لا بطاقة ممغنطة = انتخابات مبكّرة". وسارعتْ دوائر سياسية لـ"الراي" إلى "التحري" عن خلفيات "حركة" برّي المباغتة، هو الذي يوصف بأنه "لاعب البلياردو" الماهر الذي يصوّب في اتجاهٍ ليصيب آخر. وقد برزتْ في هذا السياق مقاربةٌ قرأتْ في اندفاعة بري رفعاً للسقف عبر رمي كرة الانتخابات المبكرة لاصطياد "الهدف الذهبي" المتمثّل في انتزاع مبدأ التسجيل المسبق للراغبين بالاقتراع في مناطق سكنهم وليس في مكان قيدهم، وهو ما يصرّ عليه "حزب الله" ورئيس البرلمان الذي كان بلغ قبل أيام حدّ التلويح "لن أقبل بإلغاء التسجيل المسبق حتى لو طارت الانتخابات برمّتها". وفي تقدير هذه الدوائر ان بري و"حزب الله" يريدان من التسجيل المُسْبَق فرْض "رقابة مسبقة" على الكتلة الشيعية الناخبة وإبقاء "المتفلّتين" من دائرة نفوذهما "تحت السيطرة"، إذ إن ترْك مسألة الاقتراع في مكان السكَن بلا ضوابط من شأنه فتْح الباب أمام مفاجآتٍ غير محسوبة داخل بيئته وبيئة حلفائه. وتلفت الدوائر نفسها الى أن خطوة رئيس البرلمان هي في وجه رئيس الجمهورية ميشال عون وحزبه (التيار الوطني الحرّ) بقدر ما هي بوجه رئيس الحكومة سعد الحريري وحزبه (تيار المستقبل)، وهما اللذان يشكّلان "جبهة رفْض" للتسجيل المسبق، لافتة الى ان بري "البارِع" في حشْر اللاعبين الآخرين سيسعى مع «حزب الله» الى إطلاق لعبة "عضّ أصابع" قد تتعدّد "ساحاتها" السياسية، في محاولةٍ لتكريس مكسب استراتيجي للثنائي الشيعي. وذكّرت هذه الدوائر بأن التسوية الرئاسية التي تقترب من دخول عامها الثاني ارتكزت في شقّها الأول على انتخاب العماد عون رئيساً ولكن نصابها الذي كان بدأ بإقرار قانون انتخاب جديد يقوم على النسبية الكاملة لا يكتمل بالنسبة الى "حزب الله" إلا بإجراء الانتخابات المقبلة باعتبار انها "مفتاح" الإمساك الرسمي بمَفاصل الحكم في لبنان وتتويج مسار تطويع الواقع المحلي لخدمة أجندته الاقليمية. وتلفت الى أن هذا المسار كان انطلقَ تحت سقف التسوية السياسية مستفيداً من عدم وجود "بدائل" لخصوم "حزب الله" غير القادرين على الخروج من "عباءتها" في ظل موازين القوى في المنطقة التي تصبّ لمصلحة المحور الإيراني حالياً، والذين يعتقد الحزب أن بإمكانه استنزافهم في الطريق الى الاستحقاق الانتخابي من خلال إفقادهم أدوات "شدّ العصَب" في بيئتهم ومحاصرتهم بملفاتٍ تحرجهم داخلها مثل موضوع التحقيق في أحداث عرسال 2014 واعتماد سياسة "قضم التدريجي" في ما خصّ التطبيع مع النظام السوري رغم محاولة الرئيس الحريري إقامة نوعٍ من "التوازن الاستباقي" مع الوقائع المرتقبة في الأزمة السورية من خلال استدراج اهتمام روسي بالوضع اللبناني علّه يشكّل دور "المَكابح" الدولية في موازاة الاندفاعة الإيرانية لإلحاق لبنان بـ "محور الممانعة". وحسب هذه الدوائر، فإن "الهبّة الباردة" التي لفحت المشهد السياسي بعد جلسة الحكومة ليل الأحد الماضي تبددتْ سريعاً، وسط توقعاتٍ بمواجهة سياسية في ظلّ "الود المفقود" بين بري وعون وحزبه بالدرجة الأولى وصعوبة "انفصال" الحريري عن علاقته الراسخة مع رئيس الجمهورية، علماً أن أي انتخابات مبكّرة تستلزم حلّ البرلمان وتحتاج الى أكثرية يصعب توفيرها لأنها تتطلّب نصاباً سياسياً غير موجود. (الراي الكويتية)
Advertisement
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك