Advertisement

مقالات لبنان24

التحذيرات الأميركية "رسائل مشّفرة" إلى حلفاء "حزب الله"

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
19-09-2017 | 01:59
A-
A+
Doc-P-368143-6367055842116285061280x960.jpg
Doc-P-368143-6367055842116285061280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعيدًا عن الغوغائية والبيانات الغرضية، وإن كانت صادرة عن دول كبيرة، فإن الوضع الأمني في لبنان لا يزال ممسوكًا بنسب متفاوتة، بين منطقة وأخرى، على ما تؤكده مصادر امنية، وهذا ما تحرص عليه الأجهزة الامنية، أقله تثميرًا لمفاعيل عملية "فجر الجرود"، وتمهيدًا لمرحلة اكثر هدوءًا على الصعيد الأمني بما له من تأثير إيجابي على الوضع الإقتصادي، وهو ما يقلق أصحاب الشأن أكثر من أي موضوع آخر، على أهمية ترابط المشاكل المحيقة بالأزمة الداخلية من كافة جوانبها. وقد يبدو لبعض المتعاطين بالشأن العام، كما المتعاطفين مع لبنان، أن ثمة افرقاء، وهم كثر، لا يريدون قيامة حقيقية وفعلية للبنان، ولم يهضموا بعد فكرة انتقاله من الخندق والملجأ إلى غرفة الإنتظار، مع ما يعنيه ذلك من العيش بهدوء نسبي، ولو لفترة انتقالية ومرحلية، في انتظار إكتمال عناصر الحل الجاري العمل عليه في الداخل السوري، وإن بدت المساومات والحلول المقبولة لم تستو بعد ولم تنضج ظروفها الموضوعية حتى الساعة، وهو أمر يعتبره المراقبون طبيعيًا. وعليه، فإن ما ينتظره لبنان المستعجل أكثر من غيره للاستباب الأمني وللاستقرار في المنطقة الكثير من الصبر والتصرف مع التطورات بعقلانية وواقعية، بعيدًا من الأمنيات والأحلام غير المنطقية، وهو المقبل على مخاض عسير لحلول لا بد آتية في المنطقة، وهي سيكون لها انعكاسات مباشرة على لبنان، سواء من الناحية الإيجابية متى يحين وقت قطاف نتائج أي حل، أو من الناحية السلبية قبل أن تنضج الحلول، وقد تكون الساحة اللبنانية مسرحًا لبعض ردود فعل المتضررين من الحلول الشاملة، وقد يكونون أكثر بكثير مما يمكن للمرء تصوّره، وهم لا يزالون يتربصون بلبنان شرًّا، وغير راضين عمّا أسفرت عنه عملية "فجر الجرود"، وما أثبته الجيش اللبناني من قدرة قتالية فاجأت الجميع، في الداخل كما في الخارج. فإذا كان البعض يريد تدفيع لبنان، كل لبنان، ثمن بعض الحسابات الخاطئة، والتي لا تلائم كثيرًا سياسة بعض الدول التي لها حساباتها الخاصة في المنطقة، والتي لا تزال تعتبر أن الساحة اللبنانية هي الأرض الصلبة التي يمكن إستخدامها موطئًا للإنتقال إلى أي حل آخر في المنطقة، فإن ما صدر مؤخرًا من تحذيرات أميركية وكندية للرعايا الأميركيين والكنديين الموجودين في لبنان لا يصّب في خانة ما يصرّح به بالأخصّ المسؤولون الأميركيون لجهة حرصهم على إستقرار لبنان. وفي رأي بعض الأوساط السياسية المتابعة فإنه لا يمكن النظر إلى التحذيرات الأميركية إلاّ من باب تصفية بعض الحسابات الخاصة المتعلقة بسياسة واشنطن حيال نشاط "حزب الله"، سواء في لبنان أو في سوريا، وهي أرادت من خلال هذه التحذيرات أن توجّه الأنظار إلى ما يمكن أن ينتج عن "مسايرة" البعض لسياسة "حزب الله"، فضلًا عمّا يمكن أن تكون عليه الحال في ضوء العقوبات الإقتصادية الأميركية على الحزب ومدى إنعكاسها على الوضع الإقتصادي العام، الغير مستقرّ في الأساس. ولا تخفي هذه الأوساط خشيتها من أن تؤدي هذه التحذيرات إلى زعزعة الإستقرار الإقتصادي في البلاد المرتبط عضويًا بالإستقرار السياسي والأمني. وفي معلومات هذه الأوساط أن المسؤولين الأمنيين يملكون معطيات كافية عن بعض الخلايا "الداعشية" النائمة أو ما بات يُعرف بـ"الذئاب المنفردة"، وهم يتعاطون معها بالوسائل المناسبة لمنعها من القيام بأي خطوة من شأنها أن تزلزل الإستقرار الداخلي، من دون أن يعني ذلك أن الوضع مأسوي، وكان من المفترض أن تُزوّد الأجهزة الأمنية اللبنانية بما تملكه واشنطن من معلومات ليصار التعاطي معها بما يتناسب والظرف الدقيق الذي تعيشه الساحة اللبنانية، إلاّ إذا كان المقصود توجيه رسائل "مشّفرة" إلى رئيس الجمهورية عشية توجهه إلى نيويورك.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك