Advertisement

لبنان

رواد وناصيف أيضاً رحلا.. متى تنتصر البشرية يا الله؟

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
19-09-2017 | 13:39
A-
A+
Doc-P-368504-6367055845857468241280x960.jpg
Doc-P-368504-6367055845857468241280x960.jpg photos 0
PGB-368504-6367055845871181431280x960.jpg
PGB-368504-6367055845871181431280x960.jpg Photos
PGB-368504-6367055845866677061280x960.jpg
PGB-368504-6367055845866677061280x960.jpg Photos
PGB-368504-6367055845862072671280x960.jpg
PGB-368504-6367055845862072671280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
صليبٌ ثقيل حمله الشاب اللبناني رواد نداف، ومعه عائلته ورفاقه، لأكثر من عام قبل أن يغمض عينيه إلى الأبد، أمس. ابن الـ24 عاماً قاوم مرض السرطان الذي تسللّ إلى جسده الصارخ بالحياة والطاقة، بإيمان وصبر ورجاء، كما يردّد الأصدقاء. تضرّع أهله لله كثيراً. صام الأصدقاء والأحبّة على نيّة شفائه. صلوات يوميّة خرجت من قلوب راحت تتشلّع رويداً رغم صلابة الإيمان الذي يسكنها. "من آمن بي فسيحيا وإن مات"... ومات رواد. رهيبٌ هو الوجع الذي يُسببّه "امبراطور كلّ الأمراض" كما وصفه الطبيب والمؤلف سيدهارتا موخرجي في عنوان كتابه. الأجدى تسميته بـ "امبراطور كلّ الأمراض الديكتاتوري"، فهو لا يرحم ولا يتعب أو يكلّ، بل يوجع المرضى وعائلاتهم، وغالباً هو، ما يخرج من المعركة "منتصراً". تكفي رؤية صورة واحدة لـ"رواد" مرفوعة بشرائط الأسى السوداء على جدران مواقع التواصل الاجتماعي لتحسس هول المأساة ووجعها. أن "يهزم" هذا المرض الخبيث شاباً في مقتبل عمره وأحلامه وطاقاته التي كان يُفجرّها بالرياضة وعلى مقاعد الدراسة، فهذه حربٌ غير متكافئة! حربٌ ظالمة تفتك بالجميع. يدخل إلى "أرض المعركة" أفراد العائلة، بصدور عارية ولكن بقلوب شجاعة مؤمنة. يجهدون في طرد هذا العدو من المنزل. في سحقه ومحوه من أي وجود. من أذن له اصلاً بالدخول؟ كيف تجرأ هذا المسخ الوقح على التسلل من نوافذ مُطلّة على أحلام ووعود؟ كيف له أن يطأ شرفات تحضن حدائق الطفولة والمشاغبات الكثيرة على غيم البراءة؟! ولماذا "نحن" بالذات؟! وتنتهي كل تلك الأسئلة بلحظة. تعيد الزميلة رنا نداف، شقيقة رواد، نشر صورته حاملاً صليب الرجاء. تُدرك، كما جميع الموجوعين، أنّ أخاها في نهاية المطاف، هو من انتصر. رواد وقبله ناصيف عوّاد الذي بكته أخته وعائلته منذ يومين بعد أن أسلم الروح بسبب السرطان ايضاً، وملايين الأشخاص من حول العالم، "ينتصرون" بالقوّة والإيمان. "الموت حق"، و"في الموت قيامة". يرفض المؤمنون منح السرطان لقب "المنتصر". مثلهم، يفعل الكثير من الأطباء والباحثين والعلماء الرافضين رفع راية الاستسلام بوجه هذا الكابوس. في مقال كتبه الدكتور فيليب سالم بعنوان "جبهات التقدم العلمي في محاربة السرطان" (٤ شباط/ شباط 2016 – الحياة)، لفت إلى أن "الإنسانية تقف بخوف أمام هيبة الرعب الذي يسببه السرطان، وتسأل إن كان هناك ضوء في «آخر هذا النفق المظلم والطويل". وأضاف يقول: "والجواب وبكل تأكيد هو أن الظلام يتبدد بسرعة. كما أن دائرة الضوء تتسع وتكبر يوماً بعد يوم". تفاؤل ليس نابعاً من عبث. يستند د. سالم الى حقيقة تقدّم العلم في مسيرة محاربة المرض والقضاء عليه عن طريق تمدد المعرفة في جبهتين: جبهة علم الجينات وجبهة علم المناعة. ويخلص إلى التذكير بحقيقتين، فيقول:" الأولى أننا نملك اليوم المعرفة الكافية للوقاية من 75 في المئة من الأمراض السرطانية، إن وضعت هذه المعرفة في عهدة السياسات الصحية. والثانية هي أن العلم اليوم قادر على شفاء أكثر من 60 في المئة من المرضى المصابين السرطان إن تمكن هؤلاء المرضى من الحصول على العلاجات الحديثة. ولكن المأساة الكبرى هي أن نسبة المرضى الذين ينعمون بهذه العلاجات هي أقل من 10 في المئة". لذلك، لا يزال من حق البشرية أن تسأل عن موعد إعلان الانتصار الكامل والشامل على مرض يُعدّ ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم (حصد في عام 2015 أرواح 8.8 مليون شخص بحسب منظمة الصحة العالمية). بل من حق البشرية أن تطالب بحزم وإيمان بجعل الحرب على السرطان أولوية الأولويات، وأن تُشكّل الشعوب كافة قوة ضغط من أجل حثّ حكومات الدول على الاستجابة خطة العمل العالمية بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها للفترة 2013- 2020 التي وضعتها منظمة الصحة العمومية. عسى أن يكون موعد "الخروج من النفق" بفضل العلم والفكر قريباً... فيكون الانتصار انتصارين!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك