Advertisement

عربي-دولي

الإتفاق النووي أمام طريق مسدود.. بسبب تشكيك ترامب

Lebanon 24
21-09-2017 | 04:55
A-
A+
Doc-P-369402-6367055851816875711280x960.jpg
Doc-P-369402-6367055851816875711280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
التقت الدول الموقعة على الإتفاق النووي الإيراني في العام 2015 في أجواء من التوتّر أمس، الأربعاء، في الأمم المتحدة من دون التمكّن من الخروج من الطريق المسدود الذي أفضى إليه تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الإتفاق، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس". وفي أجواء تزداد حدّة كلّ يوم نتيجة التصريحات النارية لترامب، التقى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف للمرة الأولى بمبادرة من الإتحاد الأوروبي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم لمتحدة، وشارك في اللّقاء الدول الأخرى الموقعة على الإتفاق التاريخي في فيينا وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وينقل التقرير عن مصدر أوروبي قوله إنّ اللّقاء الذي استمر أكثر من ساعة كان "صعباً"، مضيفاً أنّ تيلرسون وظريف تحادثا "بشكل مباشر" ومطولاً. وقال تيليرسون: "النبرة كانت عملية للغاية، لم يكن هناك صراخ ولم نتراشق بالأحذية"، مضيفاً أنّه "من المفيد سماع" وجهة نظر الأطراف الآخرين. من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني التي تترأس لجنة متابعة الاتفاق إنّ المشاركين في الاجتماع "اتفقوا على القول بأنّ كلّ الأطراف تحترم نص (الاتفاق) حتّى الآن"، مشدّدة على أنّ "الاتفاق يسير جيداً.. لدينا أصلاً أزمة نووية ولا نريد الدخول في أزمة ثانية". وبموجب الاتفاق النووي تخلت إيران عن جزء كبير من اليورانيوم المخصَّب الذي تملكه، كما وفكَّكت مفاعلاً وفتحت منشآتها النووية أمام مفتّشي الأمم المتّحدة، مقابل رفع واشنطن وأوروبا لبعض العقوبات المفروضة عليها، إلا أنّ ترامب الذي قال إنّ الإتفاق "هو إحدى أسوا الصفقات في تاريخ الولايات المتحدة"، يهدّد بالانسحاب منه. ويفترض أن يعلن ترامب في 15 تشرين الأول أمام الكونغرس ما إذا كانت طهران تحترم فعلاً تعهّداتها التي من شأنها أن تضمن الطبيعة السلمية تماماً لبرنامجها النووي. في حال لم يثبت هذا الالتزام أمام الكونغرس، فإنّ ذلك سيفتح الطريق أمام إعادة فرض عقوبات سبق أن رفعت ما يعني بالنسبة لبعض الدبلوماسيين الأوروبيين "الموت السياسي" للاتفاق. ولم يتح اجتماع الأربعاء إزالة الشّكوك حول النوايا الأميركية، وقال المصدر الأوروبي: "ليس لدينا اطّلاع فعلي حول ما سيكون عليه قرارهم". كما أنّ التصريحات التي تلت الاجتماع لا تحمل على التفاؤل فقد أكّد تيلرسون أنّ "الولايات المتحدة لديها مشاكل كبيرة" مع الاتفاق. إعادة التفاوض؟ في مسعى لإرضاء الأميركيين أثارت بعض الجهات من بينها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إمكان إعادة التّفاوض حول بعض استحقاقات الاتفاق ومواضيع مرتبطة به من بينها دور ايران في الشرق الاوسط، وقال ماكرون الإربعاء إنّ الاتفاق النووي "غير كاف" بالنظر إلى "الضغوط المتزايدة التي تمارسها ايران في المنطقة". وأثار ماكرون "النشاط المتزايد لإيران على الصعيد البالستي" وهو مجال لا يشمله الاتفاق الموقع في 2015، ويمكن أن يؤدِّي برأيه إلى فرض عقوبات جديدة على هذا البلد. كما أشار إلى ضرورة "إعادة التفاوض حول ما بعد 2025" موعد رفع آخر القيود على البرنامج النووي الإيراني والذي يعتبره ترامب "غير مقبول"، كما ينصُّ على ذلك الإتفاق الذي يمتدّ على فترة 25 عاماً. وشدَّد دبلوماسيون فرنسيون على أنّ الأمر لا يتعلق بـ"إعادة التفاوض" حول الاتفاق بل "استكماله"، إلا أنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني الحاضر في الجمعية العامة للأمم المتحدة بدَّد أيّ أمل بإعادة التفاوض إذ حذر من أنّ الحوار مع حكومة أميركية "تقرّر خرق التزاماتها الدولية" سيكون "مضيعة للوقت". وأضاف روحاني أنّ "كلّ كلمة من أي جملة" في الإتفاق النووي كانت موضوع نقاش حاد بين الأطراف الموقّعين وسيؤدّي "إزالة ولو طوبة واحدة إلى انهيار المبنى بكامله". كما أنّ موغيريني كانت واضحة إذ شدّدت على عدم وجود أيّ مبرّر "لإعادة التفاوض" حول الإتفاق. وتابعت: "هذا الإتفاق يتعلق ببرنامج نووي وعليه فهو يؤدي عمله"، مضيفة: "هناك مواضيع أخرى خارج نطاق الاتفاق يمكن التباحث بشأنها في محافل أخرى"، على المستوى الثنائي على سبيل المثال. بيونغ يانغ "تراقب عن كثب" وأعرب عدّة دبلوماسيين عن القلق ازاء التبعات السلبية التي يمكن أن تنطوي عليها مواجهة أميركية لإيران في الوقت الذي تأمل فيه الأسرة الدولية في إعادة كوريا الشمالية إلى طاولة الحوار لحملها على العدول عن برنامجيها الصاروخي والنووي. ورأى ستيوارت باتريك الباحث في مجلس العلاقات الخارجية أنّ "الكوريين الشماليين يراقبون عن كثب كيف تتم معاملة إيران" لمعرفة "ما سيكون مصيرهم في حال وافقوا في احد الايام على التخلي عن اسلحتهم النووية". في المقابل، رأى بهنام بن طالب لو من مجموعة الضغط المحافظة "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" التي تنتقد بشدة الاتفاق النووي، أنّ "اعتماد نهج مشدّد حيال طهران سيعزز مصداقية الولايات المتحدة" ويضعها في موقع قوَّة في أي مفاوضات محتملة في المستقبل مع كوريا الشمالية. (أ.ف.ب)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك