لهذا السبب فرش بوتين السجاد الأحمر للحريري.. ومطارات جديدة في لبنان؟

ربطت الكاتبة الروسية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط ماريانا بيلينكايا بين اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة سعد الحريري بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي في 13 أيلول وزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا المتوقعة في منتصف تشرين الأول المقبل، معتبرةً أنّ لبنان يسعى إلى أن يحجز لنفسه دوراً في سوريا في الوقت الذي تضع فيه موسكو لمساتها الأخيرة على مفاوضات وقف إطلاق النار. ولفتت بيلينكايا في تقريرها الذي نشره موقع "المونيتور" إلى أنّ روسيا دائماً ما تخص الحريري باستقبال حار حيث فرشت له مؤخراً السجاد الأحمر نظراً إلى أهمية بيروت بالنسبة إلى موسكو، مشيرةً إلى أنّه يحمل مفتاح السعودية وإلى أنّ الأخيرة تحمل بدورها مفتاح الشرق الأوسط. وأكّدت بيلينكايا أنّ المحادثات بين الحريري وبوتين تمحورت حول التعاون على المستويين العسكري والتقني، مذكّرةً باتفاق العام 2015 الذي قضى بتزويد روسيا الجيش بصواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات وبدبابات من طراز "T-72". وعن الأسباب التي حالت دون إبصار العقد الذي تُقدّر قيمته بـ500 مليون دولار النور، كشفت بيلينكايا أنّه يتردّد أنّ موسكو لا تملك المال الكافي لذلك، مضيفةً أنّ آخرين يعزون عرقلة الاتفاق إلى خلافات لبنانية-لبنانية. في السياق نفسه، ألمحت بيلينكايا إلى صعوبة قبول واشنطن التي تعدّ الممول الرئيسي للجيش بتعاونه مع موسكو، مشدّدةً على أنّ نجاح الحريري في إبرام الاتفاق مع بوتين سيزيده قوة بعد انتصار الجيش "الذي لم يأخذه اللاعبون الإقليميون على محمل الجد بعد" في طرد "داعش" بمساهمة من "حزب الله". بيلينكايا التي أوضحت أنّ لبنان طلب "بنادق كلاشينكوف ورشاشات ثقيلة وبنادق قنص، بما فيها ذات العيار الكبير، ومدافع الهاون وقاذفات القنابل اليدوية"، أكّدت أنّ لقاء الحريري ناقش مع بوتين التفاصيل المادية، فنقلت عن صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية قولها إنّ لبنان يأمل في أن توافق روسيا على تخفيض الأسعار أو أن تقرضه المال للتزوّد بهذه الأسلحة. في هذا الصدد، طرحت بيلينكايا إمكانية موافقة السعودية على "تسديد فاتورة" لبنان، متخوّفةً من إبداء الملك سلمان قلقاً من وصول الأسلحة الروسية إلى "حزب الله". توازياً، أكّدت بيلينكايا أنّ الحريري يسعى إلى جذب الاستثمارات الروسية لـ"بناء سكك حديدية وطرقات سريعة ومحطات للطاقة وسدود ومطارات"، مضيفةً أنّه يحتاج إلى الوصول إلى الأسواق الروسية لتصريف المنتجات الزراعية اللبنانية، وأنّ شركات النفط والغاز الروسية متحمسة لإبرام صفقات مع لبنان. كما أوضحت بيلينكايا أنّ الحريري اقترح إمكانية لعب مرفأ طرابلس دوراً في إعادة إعمار سوريا، متساءلةً: "لمَ على روسيا أن تفوّت فرصة لاكتساب موطئ قدم في لبنان المجاور لسوريا؟". ختاماً، رأت بيلينكايا أنّ روسيا لم تضمن وجودها في لبنان بعد، مؤكدةً أنّ ينبغي انتظار الطرفيْن لمعرفة ما إذا كانا سيحولان الأقوال إلى أفعال هذه المرة، بعدما تحدّثا عن نيتهما تعزيز العلاقات بينهما. (ترجمة "لبنان 24" - Al-Monitor)