Advertisement

مقالات لبنان24

إطلالة عون في نيويورك... قال كلمته ومشى

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
23-09-2017 | 00:03
A-
A+
Doc-P-370300-6367055857968367241280x960.jpg
Doc-P-370300-6367055857968367241280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أعاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس الأول، لبنان إلى الخارطة الدولية من الباب الواسع. فمن أعلى منبر دولي (الجمعية العامة للامم المتحدة)، "عّبر عن شخصية الرئيس القوي الذي لا يخاف من مصارحة العالم بمقاربات جريئة واقعية تعبر عن الارادة الوطنية"، يقول مصدر وزاري مقرب من بعبدا لـ "لبنان 24". رسمت كلمة عون، بحسب المصدر الوزاري نفسه، تشخيصاً جريئاً ونهجاً وتخطيطاً. سمى الأشياء بأسمائها، فجاء خطابه بمضمونه الذي تمحور حول عناوين النزوح، الانتصار على الارهاب، التصدي لاسرائيل، بمثابة الرد على الحالة التي أحاطت بمشاكل الشرق الاوسط والمشكلة الأحدث النزوح الناتج عن الحرب في سوريا. فرئيس الجمهورية عبّر بطريقة لم تترك لا لبس ولا امكانية مهادنة أو مداهنة لما يحصل في الشرق الاوسط وفي المحيط الاقرب للبنان وفي لبنان جراء ما يحيط به. شدد رئيس الجمهورية على أن لبنان الذي تمكّن من مواجهة الارهاب الذي أاشعل نيرانه في العديد من الدول، استطاع أن يتجنب السقوط والانفجار من خلال حفاظه على وحدته الوطنية على رغم كل الانقسام السياسي الحاد الذي كان قائماً، وهو" تمكّن، وبجميع قواه، من القضاء عليها تدريجياً"، وأوضح ان الجيش حقق مؤخراً بالمعركة النهائية على الحدود مع سوريا انتصاراً كبيراً على التنظيمات الارهابية من "داعش" و"النصرة" ومتفرعاتها وأنهى وجودها العسكري في لبنان. كذلك عرض الرئيس عون الصعوبات التي يواجهها لبنان في استقبال الاعداد الكبيرة من النازحين السوريين، معتبراً أن الحاجة قد أصبحت ملحّة لتنظيم عودتهم إلى وطنهم بعدما استقرّ الوضع في معظم أماكن سكنهم الأولى، مؤكدا على العودة الآمنة ومميزا بينها وبين العودة الطوعية. فهناك حوالي 85% من الأراضي السورية قد أصبحت في عهدة الدولة السورية التي تقوم بمصالحات مع المجموعات المسلحة التي تقاتلها وتترك للمقاتلين حرية الخيار بين أن يبقوا في قراهم أو أن يرحلوا إلى مناطق أخرى، وبالتالي "كيف بها مع نازحين هربوا من الحرب؟ وما حصل بعد الأحداث الأخيرة في لبنان يؤكد هذا الكلام". ويقول المصدر الوزاري إن هذا الخطاب يندرج في اطار الرد المباشر وغير المباشر على الرئيس دونالد ترامب خاصة في ما يختص باعلان الاخير عن توطين النازحين في الدول الاقرب إلى بلدهم الاصلي، والخيارات الاميركية في مقاربته لدول المحور، وبالتالي، فقد عبر رئيس الجمهورية، عن قناعاته، والتزم بالثوابت الوطنية التي يجسدها والمتعلقة باستقلال القرار اللبناني والتوصيف الصحيح لما يحصل في المنطقة وتشديده على تحدي "اسرائيل" للقرارات الدولية وعدم تنفيذ مضمونها، وبالاخص ما يتعلق منها بالصراع مع الفلسطينيين. واشار إلى ان "الحروب الإسرائيلية أثبتت أن المدفع والدبابة والطائرة لا تأتي بالحلول ولا بالسلام، فلا سلام من دون عدالة، ولا عدالة إلا باحترام الحقوق". ولا شك أن جريمة طرد الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم لا يمكن أن تصحح بجريمة أخرى ترتكب بحق اللبنانيين عبر فرض التوطين عليهم، كما بحق الفلسطينيين عبر إنكار حق العودة عليهم. وربما يكون لقاء وزير الخارجية جبران باسيل بطلب منه ونظيره السوري وليد المعلم بحضور مندوب سوريا في الامم المتحدة بشار الجعفري، بعد خطاب الرئيس عون، كسر لارادة ترامب في ما خص ازمة النزوح. فهذا الملف طرح على مصراعيه. وبحسب المعلومات، ستترجم مواقف رئيس الجمهورية عملياً على صعيد عودة النازحين. كل ذلك يؤكد، بحسب المصدر الوزاري، أن الرئيس عون لا يفرط بروافد قوة لبنان وهو عبر عنها من نيويورك. قفز فوق كل التجاذبات والصراعات الداخلية و"التفاهة السلطوية" البحتة. جعل لبنان مثالا يحتذى في محاربة التنظيمات الارهابية وقهرها ميدانياً بالأمن الاستباقي والأمن الوقائي والأمن الردعي في الجرود. جاءت هذه المواقف بمثابة رسالة لأمم متحدة (اتخذت قرار محاربة الارهاب بالإجماع)، أن لبنان حقق من ضمن هذا التحالف الدولي ومن خارجه أنصع الانجازات ضده. لم يشارك الرئيس عون في استقبال ترامب. لم يسعى، وفق المصدر الوزاري المقرب من بعبدا، وراء مغريات المظاهر أو الفولكلور التي لا تفي بغرض ولا تحقق شيئا للبنان. ألقى رئيس الجمهورية كلمته النوعية. التقى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ومشى. أوصل ما يريد إيصاله أن لبنان يجب أن يعطى حقه بعدما استحق هذا الحق في الميدان (محاربة الارهاب) وتحمل عبء النازحين. لم يعقد أي اجتماع في مقر إقامته أو في أروقة الأمم المتحدة مع مسؤولين أميركيين، أو فرنسيين، أوبريطانيين، أو روس. اللقاءات بالنسبة إليه لا تنفع إذا كان سيتبعها خطاب انشائي يرضي تلك الدول، تجزم المصادر نفسها. فـ"فخامته" التقى من أراد اللقاء بهم، متسلحا بموقف لبنان الذي لا يحتاج إلى شهادة بانتصاره على الارهاب وتصديه العدوان.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك