Advertisement

لبنان

وليم غانم... هنا "صوت لبنان" أتذكر؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
20-10-2017 | 06:08
A-
A+
Doc-P-384356-6367055962862470031280x960.jpg
Doc-P-384356-6367055962862470031280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ أن كان "صوت لبنان" صوتًا للحرية والكرامة كان من بين الأوائل، هو ووليم غانم الذي سبقه إلى حيث لا نعرف أين سوى ما نؤمن بأن هناك أفضل بكثير من هنا. وليم غانم الذي رحل عن هذه الفانية يغيب عن مستمعيه الذين أدمنوا على سماع صوته منذ ما يقارب أربعين سنة. هو هو لم يتغيّر ولم تغيّره أو تبهره شهرة مزّيفة أو تبدّل من طباعه وأخلاقه. وليم غانم حيث هو الآن لا ألمٌ ولا جوع ولا عطش ولا مرض. هو في المكان الذي لم تره عينٌ ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال. فحيث هو لا وساطة ولا تشاطر. لا زعبرة ولا غشٌ. لا سمسرة ولا صفقات. لا محاباة وجوه ولا تبييض طناجر ولا تمسيح جوخ. لا طمع ولا حسد. لا تسابق ولا تناطح. حيث وليم غانم وآخرون ممن سبقونا لا خوف من المستقبل. ولا حاضر مرهونًا بعقارب ساعة متسارعة. وحده الماضي هو الحكَم. هو جسر عبور من حالة إلى أخرى. إنه جواز مرور إلى اللأمن من كل الاماكن التي أعتقدنا أن فيها بعضًا من أمان وطمأنينة. رحل وبقي الصوت من دون صدىً، ومعه الذكريات وما فيها من حلو ومرّ. كثير من الزملاء الذين عايشوا زمن الحروب، وكانت "صوت لبنان" تجمعهم، يذكرون كيف كان مبنى الأشرفيه مستهدفًا لإسكاته فكان صوت الوليمين وصوت الياس كرم يدخل إلى كل بيت وملجأ لينقل إلى القابعين فيهما بعضًا من طمأنينة. فكما عاش وحيدًا رحل وحيدًا. وليم غانم سيفتقدك "ميكروفون" الإذاعة، التي أصبحت بيتك الثاني، وإن لم تُنصف حيث أفنيت العمر في تعليم الأجيال أصول اللغة والإلقاء. يكفيك أن يقولوا من بعدك: "مش هيك علمنا الإستاذ وليم". وكنت في ما تعلمّ الأفضل والأبقى، وما دون ذلك فبهرجات ووهم نجاح وتألق زائف. وليم غانم مَن مثلك قليلون. إرحل بسلام إلى أرض الرجاء وأفرشها وردًا ورياحين.
Advertisement
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك