Advertisement

مقالات لبنان24

سنة أولى من العهد... ما تغيّر وما لم يتغيّر!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
24-10-2017 | 01:18
A-
A+
Doc-P-386099-6367055975935190311280x960.jpg
Doc-P-386099-6367055975935190311280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قبل 31 تشرين الأول من العام 2016 لم يكن العماد ميشال عون بصفته رئيس أكبر تكتل نيابي مسيحي وثاني أكبر تكتل في مجلس النواب يعتقد بأن مسيرة الحكم، وبالأخصّ في السنة الأول، ستكون شاقة وصعبة إلى هذا الحدّ، بل كان يحلم بأن يكون عهده غير كل العهود، وبأن يكون "التغيير والإصلاح" عنوانًا من بين عناوين كثيرة تطبع سنوات حكمه ببصمة تغييرية دامغة تبدأ منذ اليوم الأول ولا تنتهي في آخر يوم من ولايته، وذلك من خلال إرادة قوية وتصميم أكيد على بناء دولة قوية ومنيعة، وهذا ما حاول رسمه في خطاب القسم الدستوري وما ضمّنه من رؤية واضحة لمسار طويل. ماذا جاء في هذا الخطاب، الذي اعتبره كثيرون خطابًا تاريخيًا: • تأمين استقرار يتوق إليه اللبنانيون كي لا تبقى أقصى أحلامهم حقيبة السفر. • إقرار قانون انتخابي يؤمّن عدالة التمثيل، قبل موعد الانتخابات القادمة. • إن لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة. ويبقى في طليعة أولوياتنا منع انتقال أي شرارة اليه. من هنا ضرورة إبتعاده عن الصراعات الخارجية، ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية وبشكل خاص المادة الثامنة منه، مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي، حفاظاً على الوطن واحة سلام واستقرار وتلاقٍ. • سننتعامل مع الإرهاب استباقيًا وردعيًا وتصديًا، حتّى القضاء عليه. • علينا معالجة مسألة النزوح السوري عبر تأمين العودة السريعة، ساعين أن لا تتحول مخيمات وتجمعات النزوح إلى محميات أمنية. • لا يمكن أن يقوم حل في سوريا لا يضمن ولا يبدأ بعودة النازحين. • فالدولة من دون تخطيط لا يستقيم بناؤها، والدولة من دون مجتمع مدني لا يمكن بناؤها. • إن الإصلاح الاجتماعي – الاقتصادي، لا يمكن له أن ينجح إلا بإرساء نظام الشفافية عبر إقرار منظومة القوانين التي تساعد على الوقاية من الفساد وتعيين هيئة لمكافحته، وتفعيل أجهزة الرقابة وتمكينها من القيام بكامل أدوارها. هذه العناوين حاولت حكومة العهد الأولى تجسيدها في بيانها الوزاري، إلاّ أن ما بين المكتوب والمأمول والمرتجى وبين الواقع الذي تعيشه البلاد بونًا شاسعًا، إذ جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، وبقيت ممارسة السلطة بعيدة كل البعد عن الشعارات، وإن يكن واجب الوجوب الإعتراف بإنجازات تحققت، على رغم ما فيها من ثغرات كأقرار إنتخابات تُعتمد فيها النسبية للمرّة الأولى في بلد متعدّد الطوائف والمذاهب، مع ما شاب هذا القانون من عيوب كان من الممكن تجنبها لو لم تكن بعض مندرجاته مفصّلة على قياس البعض كالصوت التفضيلي مثلًا والتقسيمات الإدارية غير المتوازية وغير المتوازنة وإعتماد البطاقة الممغنطة، التي بسببها تمّ تأجيل الإنتخابات النيابية حتى ربيع 2018. ومن بين الإنجازات التي طبعت السنة الأولى من العهد الإنتصار الذي حققه الجيش اللبناني ضد الإرهاب ودحرخطره نهائيًا عن الحدود، مع إستكمال العمليات الإستباقية في الداخل لضرب ما يسمى "الخلايا النائمة" أو "الذئاب المنفردة"، مع ما شاب هذا الإنتصار من إرباكات على مستوى إزدواجية الأمن. أما في ما يتعلق بسياسة النأي بالنفس عن صراعات الخارج فقد أصيبت بنكستين: الأولى من خلال الزيارات الوزارية لسوريا من دون موافقة مسبقة من مجلس الوزراء، والثانية من خلال اللقاء الثنائي بين وزيري خارجية لبنان وسوريا في نيويورك. وفي ملف النازحين السوريين فيبدو أن لا أفق لأي حل منظر له، في غياب التوافق السياسي عل الآلية الممكنة للحدّ من سلبياته، إذ يسعى البعض إلى إدخاله من خرم تطبيع العلاقة مع الحكومة السورية. أما ما خصّ العلاقة بين مكونات الحكومة فيبدو أن الأمور سائرة نحو مزيد من التأزم بين وزراء "القوات اللبنانية" ووزيري "حزب الله" على خلفية الحكم الصادر عن المجلس العدلي في جريمة إغتيال الشيخ بشير الجميل، وبين "القوات" و"التيار الوطني الحر" على خلفية ما تعتبره "القوات" تجاوزًا لروحية تفاهم معراب، وبالأخصّ في ما يتعلق بآلية إدارة الحكم. ولا يخفى ما رافق إقرار سلسلة الرتب والرواتب من فرض ضرائب مباشرة وغير مباشرة طاولت الطبقات الفقيرة والمتوسطة ما حدا بالمجلس الدستوري بإبطال مفعولها وردّ القانون إلى مجلس النواب لإعادة النظر فيه بعدما قبل الطعن المقدم من عشرة نواب. فما تغيّر هو أقل من المطلوب، ولكن ما لم يتغيّر فهو العقلية التي تدار فيها الأمور وشؤون البلاد والعباد. وفي تقييم موضوعي للسنة الأولى من العهد نستعين بخاتمة خطاب القسم، وقد جاء فيها: "ربّ قائلٍ إننا قد تأخرنا في إنجاز ما حلمنا به وناضلنا من أجله وتشرّد لنا أعزاء في أصقاع الأرض وسقط لنا أحباء، شهداء وجرحى وأسرى ومفقودين، في سبيله. ولكن، كلي ثقة بأن اللبنانيين جميعاً، رغم إدراكهم أن الطريق شاق وطويل، لديهم العزم والإرادة والإقدام لنحقق معاً ما نذرنا له الحياة، وهو لبنان القوي الموحّد لكل أبنائه، لبنان الحرية والكرامة، لبنان السيادة والاستقلال، لبنان الاستقرار والازدهار، لبنان الميثاق والرسالة".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك