Advertisement

عربي-دولي

النساء يخفينها في حمالات الصدر.. الأكياس البلاستيكية تهمة بهذه الدولة

Lebanon 24
30-10-2017 | 02:08
A-
A+
Doc-P-389254-6367055997768390591280x960.jpg
Doc-P-389254-6367055997768390591280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يطوينها في بعض الأحيان داخل حمالات الصدر، أو يخفينها في الملابس التحتية، أو يلفها المُهرِّبون بإحكامٍ حول أذرعهم. إنها ليست مخدرات، ولا حتى ذهباً أو ماساً مِمَّا يُنقَّب عنهما بطريقةٍ غير قانونية، وتُهرَّب في كثيرٍ من الأحيان عبر الحدود إلى داخل رواندا. لكنها على الأقل في نظر حارس الحدود اليقظ، إغيد مبراباغابو، كما لو كانت شيئاً شَائِناً. تلك السلع المهربة التي تعد من الموبقات هي الأكياس البلاستيكية. قال مبراباغابو، وهو أحد ضباط الحدود الـ12، الذي يتمَثَّل عملهم في إلقاء القبض على المُهرِّبين والتخلص من البلاستيك المحظور الذي يُعثَر عليه: "إنها سيئة مِثلها مثل المخدرات". هنا في رواندا، يعد استيراد، وإنتاج، واستخدام وبيع الأكياس البلاستيكية والمُغلَّفات البلاستيكية أموراً غير قانونية، إلا إذا كانت ضمن صناعات مُحدَّدة مثل المستشفيات والمستحضرات الدوائية، حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية. وتُعد البلاد واحدةً من أكثر من 40 دولة في جميع أرجاء العالم حظرت، أو حَدَّت أو فرضت غرامات على استخدام الأكياس البلاستيكية، بما في ذلك الصين، وفرنسا وإيطاليا. لكن نهج رواندا إزاء هذا الأمر يجري على مستوى آخر. فالمُهرِّبون الذين يُلقَى القبض عليهم وهم يحملون البلاستيك المحظور يكونون عُرضة للغرامة، أو السجن أو الإجبار على الاعتراف بالأمر علانيةً. وقد يُحكَم على المُهرِّبين بعقوبةٍ تصل إلى السجن ستة أشهر. وقال مسؤولون إن المديرين التنفيذيين للشركات التي تحتفظ بالأكياس البلاستيكية المحظورة أو تُصنِّعها يمكن أن يُسجنوا لمدة تصل إلى عام. وأُغلِقَت محال وفُرِضَت عليها غرامات لتغليف الخبز في ورق السلُوفان، وأُجبِرَ مالكوها على التوقيع على رسائل اعتذار، كل ذلك جاء كجزءٍ من حملة تنظيف البيئة التي يتبناها البلد. إغراق المحاصيل في رواندا، تقول السلطات إن الأكياس البلاستيكية تسهم في إغراق المحاصيل وتُعرقِل نموها، لأن مياه الأمطار لا يُمكنها اختراق التربة عندما تنتشر بها الأكياس البلاستيكية. ويبدو أن سياسة عدم التسامح مطلقاً مع الأكياس البلاستيكية تؤتي ثمارَها، وفقا لتقرير نيويورك تايمز: فالشوارع في العاصمة كيغالي، وفي كل مكان آخر عبر ذلك البلد الجبلي المكتظ بالسكان، نظيفة فعلياً. والرجال والنساء يُرَون على جانبي الطريق بصورةٍ دائمة وهم يرفعون القمامة، ويُطلَب من المواطنين مرة كل شهر المشاركة في الجهود المكثفة لتنظيف الأحياء، بما في ذلك الرئيس. وينتشر حراسٌ معيّنون لمراقبة استخدام الأكياس البلاستيكية في كل مكان، من المطار إلى القرى، وهؤلاء المخبرون يُحذِّرون السلطات بشأن العمليات المشبوهة لبيع البلاستيك أو استخدامه. الأكثر نظافة رواندا في الأغلب الدولة الإفريقية الأكثر نظافةً، وهي ضمن البلدان الأكثر احتفاظاً ببساطتها في العالم. ورغم أن 15 دولة إفريقية على الأقل قد سَنَّت نوعاً من الحظر، فإن الكثير منها لا يزال لديه أكياس بلاستيكية متناثرة عبر الطرقات، وعالقة في أنابيب الصرف، أو مشتبكة بالأشجار. وتموت الماشية جراء تناول الأكياس لأنها تُعيق عملية الهضم. في المستوطنات العشوائية في بلدان مثل كينيا، تُستَخدَم الأكياس البلاستيكية أحياناً كـ"مراحيض متنقلة" تحتوي على فضلات بشرية. كينشاسا، عاصمة الكونغو، لديها الكثير من القمامة معظمها يُحتَفَظ به داخل أكياسٍ بلاستيكية، إلى درجةٍ دفعت سكان المدينة لتلقيبها باسم "بوبيل"، التي تعني "سلة النفايات". صعوبات وجرى فرض الحظر على الأكياس البلاستيكية في رواندا للمرة الأولى عام 2008. يقول مسؤولون إن الواردات غالباً لا تُزال مغلفاتها البلاستيكية في الجمارك، إلا إذا كان ذلك سيَضر بالسلع. وفي هذه الحالة، يُطلَب من المتاجر إزالة الأغلفة قبل تسليم البضائع للزبائن. والطعام المُغلَّف بالسلوفان مسموحٌ به فقط بالفنادق، وفقط إذا لم يُؤخذ خارج المبنى. وتقول الحكومة إنه يُسمَح باستخدام الأكياس القابلة للتحلُّل فقط في حالة اللحوم والأسماك المُجمَّدة، وليس لأي أطعمة أخرى كالفواكه والخضراوات، لأن هذه الأكياس لا تزال ستستغرق ما يصل إلى 24 شهراً لتتحلَّل. ويُسمح بتعبئة رقائق البطاطس وأطعمة أخرى في عبوات بلاستيكية فقط، إذا منحت الحكومة تصريحاً للشركات التي تُصنِّعها، بعد أن تعرض الشركات خطةً عمل تفصيلية تتضمَّن كيف تُخطِّط لجمع أكياسها وإعادة تدويرها. لماذا هذه الصرامة؟ وبدافع القلق العميق إزاء الأمن القومي، كرَّر الرئيس الرواندي بول كاغامي مراراً أهمية وجود مجتمع مطيع ومنظم، من المواطنين الملتزمين بالقانون والخائفين منه، الذين اعتادوا على حكومة قوية بعد الإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994، والتى قُتِلَ فيها حوالي مليون شخص في 100 يوم. والتنفيذ الصارم للقانون هو الأسلوب المميز لكاغامي، حتى عندما يتعلَّق الأمر بتطوير بلده. ويطلب من جميع الروانديين ارتداء الأحذية، علاوة على أنه قضى على الأكواخ ذات الأسقف المصنوعة من القش، وحظر استيراد الملابس المستعملة، لأنه يقول إنها تنطوي على انتقاصٍ من الكرامة. ويتعلَّم الأطفال في المدارس عدم استخدام الأكياس البلاستيكية والحفاظ على البيئة. (هاف بوست عربي)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك