Advertisement

مقالات لبنان24

عن باسيل و"الإحباط السنّي".. وعجائب الانتخابات

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
03-11-2017 | 03:46
A-
A+
Doc-P-391563-6367056012530528821280x960.jpg
Doc-P-391563-6367056012530528821280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كان النائب في كتلة "المستقبل" أحمد فتفت أول من طرح مسألة "الإحباط السنّي" من القاعة العامة لمجلس النواب خلال الجلسة التشريعية التي كانت مقررة لإقرار قانون الضرائب بعد إبطال المجلس الدستوري للقانون 45، ثم عاد وكرّرها في كلمته خلال جلسة مناقشة الموازنة العامة على قاعدة "اللّهم اشهد أنّي قد بلّغت". وبصرف النظر عن دوافع فتفت الذي بدا وكأنّه يغمز من قناة الأقربين قبل الأبعدين حيال مسؤوليتهم عما سمّاه الإحباط السني، وهذا ما دفع الرئيس سعد الحريري للردّ عليه ومن القاعة نفسها، "لا إحباط لدى الطائفة السنّية ولا في الشارع السنّي، لكن يبدو أنّ بعض الزملاء محبطون"، فإنّ الشعار قد سُرق من مبتكره، الذي قد يلجأ إلى الإستعانة بقانون حماية حقوق الملكية الفكرية. وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي وبقدرة قادر عظيم يُدعى "الإنتخابات"، استذكر فجأة الجبل وحاجات أبنائه المسيحيين منهم دون سواهم، وكأنّ ابن الجبل السني أو الدرزي لا حاجة له لمقومات الصمود في القرى والبلدات النائية، وهو الذي عانى إهمال الدولة وغيابها على مدى قرون عن دعم مشاريع إنمائية تثبّت أبناء القرى وتخفف من نزوحهم نحو المدينة، باسيل الطامح لإجتياح ما أمكن من المقاعد النيابية أُعجب بشعار "الإحباط السنّي"، فاستعاره جاهزاً من مطلقيه بعض الوقت، والغاية الإنتخابية تبرر الوسيلة الباسيلية، وأسمعه لـ"الحشود السنيّة" التي هبّت لملاقاته في قرى إقليم الخروب خلال جولته في الشوف، متناسياً أنّ القاعدة السنّية على مساحة لبنان وإن شعرت يوماً ما بإحباط سنّي، فإحدى أسبابها بحسب مصادر نيابية باسيل نفسه، "الذي ساهم بفضل أدائه وباقي وزراء تكتل التغيير والإصلاح في الوزارات التي تعاقبوا عليها، في إيجاد الأرضية المناسبة للإحباط اللبناني بشكل عام وليس السنّي فقط، ولا نتحدث فقط عن الشؤون الخدماتية، كالفشل الذريع في تحسين التغذية بالتيار الكهربائي، أو تخصيص مناصري التيار الوطني الحر في مؤتمرات باسيل في بلدان الإغتراب، ومظاهر البذخ في المؤتمرات على حساب الدولة اللبنانية، بل تتعدّاها إلى الإساءات التي أسمعها باسيل وأعوانه على مدى سنوات للجمهور السنّي، وفي الإتهامات بالسرقة والفساد التي ساقوها وابتكروا من أجلها الإبراء المستحيل"، وبالتالي تضيف المصادر إنّ ذكر هذا الشعار على لسان باسيل كان فاقعاً جداً، وأقل ما يقال فيه إنّه يشكل استخفافاً بعقول أهل السنّة، الذين يأخذون على الرئيس الحريري استسلامه للتسوية العونية، وتقديم الكثير من التنازلات على مذبحها. المصادر نفسها تنتقي من الحاضر مثالاً واقعياً، لتشير إلى الإستياء الكبير الذي يشعر به ليس فقط ابن الإقليم بل سائر أبناء الجبل في قضاءي الشوف وعاليه، حيال أداء وزير البيئة الحالي طارق الخطيب في مقاربة أزمة النفايات في منطقته، وهو المحسوب على التيار الوطني الحر وابن الإقليم، بحيث أنّ النفايات تُرمى في شوارع وأحراج إقليم الخروب وباقي الغابات في الجبل حتّى يومنا هذا، صحيح أنّه لا يتحمل وحده المسؤولية لاسيّما وأنّ الأزمة ورتثها هذه الحكومة عن السابقة، إلاّ أنّ الخطيب ومنذ توليه حقيبة البيئة لم يفعل شيئاً حيال أزمة النفايات التي تستفحل في منطقته. وفي ترجمة لهذا الإستياء تلفت المصادر إلى المشادّة الكلامية التي حصلت بين رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي وباسيل خلال جولة الأخير في الإقليم، على خلفية سؤال قزي عن أزمة النفايات في المنطقة، فانبرى الخطيب وأبهر الحضور بتلك الجملة المسؤولة "قلنا لكم ونكرر أنّ الحلّ عند البلديات.. عليكم بإيجاد الحلّ لأزمتكم". انطلقت المصادر من "الرد المدويّ" للخطيب لتسأل عن جدوى تعيين وزير للبيئة، طالما أنّ مهمته تقتصر على ابلاغ البلديات وجوب حلّ أزمة النفايات بمفردها، وبمعزل عن تأمين الموارد المالية اللازمة، فلا يمكن أن يطلب ذلك أيّ مسؤول حكومي آخر؟، لا بل أكثر من ذلك تستغرب المصادر صمت الوزير حيال توجّه مجلس الوزراء لتوسيع مطمري كوستا برافا وبرج حمود واللجوء إلى المحارق وبالتالي توسيع رقعة الكارثة البيئية. في الخلاصة، استمالة الناخب لا يكون باستحضار شعارات شعبوية، بل بالعمل على إيجاد الحلول للملفات التي تسبّب إحباطاً لدى اللبنانيين وما أكثرها. وإذا كان مشروعاً للأحزاب والمرشحين السياسيين ابتكارُ شعارات لحملاتهم الإنتخابية، على بعد أشهر معدودة من الإستحقاق التشريعي، فإنّه من غير المشروع اللعب على الوتر المذهبي والإستثمار في معاناة الناس لكسب بعض الأصوات، علماً أنّ الإحباط هو سمّة عامة يشعر بها اللبنانيون على مساحة الوطن، والأسباب عديدة، تبدأ بارتفاع أرقام البطالة والهجرة في صفوف الشباب ولا تقف عند أزمات السير وغلاء الإسعار.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك