Advertisement

مقالات لبنان24

خلفيات قتال أكراد والعشائر في سوريا وأهداف السيطرة على الرقة

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
06-11-2017 | 06:38
A-
A+
Doc-P-393130-6367056029297186941280x960.jpg
Doc-P-393130-6367056029297186941280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يصح القول بالعشائر العربية واﻻكراد بأنهم حلفاء اﻻمس أعداء اليوم، خصوصا وأن العشائر السورية لا يمكن القول عنها أنها عشائر عربية سورية، فهي تنتشر ضمن الرقعة الجغرافية وفق نمط حياتها البدوي الذي يمتد من الشمال السوري وصولاً للعراق شرقاً ونزولاً حتى السعودية والأردن. كما لا تقف امتداداتها عند أطراف الدول المذكورة، بل تتعداها لتصل إلى الحجاز ونجد وحتى عسير واليمن، أشهرها على اﻻطلاق قبيلة شمّر التي تتغلغل امتداداتها حتى السعودية ولها أبناء عمومة وأفخاذ ومصاهرات مع العائلة الحاكمة السعودية، وكذلك كبرى الأسر الشهيرة في العراق وسوريا والأردن . اﻻشكالية اﻻساسية هي تعارض اﻻهداف بين مكونات العشائر السورية واﻻكراد، والمتعلقة بأحقية السيطرة على محافظة الرقة خلفا لتنظيم داعش، الذي قد يهدد وحدة قوات سوريا الديموقراطية "قسد" والتي الحقت هزائم متتالية ونجحت بدحر الدولة اﻻسلامية، والخلاف يدور حاليا حول السلطة . مع بداية تشكيل الولايات المتحدة الأمريكية "قسد" في ربيع العام 2016، كبديل غير معلن عن فشل "الجيش الحر" والمكونات المقاتلة الأخرى التي كانت تحارب في الشمال السوري، انضمت هذه العشائر (ليس بكليتها بل ما يسمى أفخاذ) إلى هذه القوات التي في نواتها الأساسية مكونة من مقاتلين أكراد تابعين لمسعود البرزاني المدعوم أمريكياً، إضافة إلى انضمام حزب العمال الكردستاني المعروف ب(بي كي كي) ذي الميول اليسارية والذي كان تاريخياً مدعوماً من اليسار العربي، انضم إلى المعادلة الأمريكية وفق وعد بحصّة كبيرة له في حلم الدولة الكردية . بعد ذلك ساهم التضامن العشائري بسحب بعض اﻻفخاذ من شيوخ عشيرة شمر بيعة تنظيم داعش، كما أدى انضمام جزء كبير من مكونات هذه العشائر العربية في الشمال السوري إلى قوات "قسد" تحت الهدف المعلن أميركياً وهو قتال داعش. الصراع بين اﻻكراد والعشائر اندلع اﻻن، لكن التجاذب وفق مصادر مواكبة في الداخل السوري كان منذ اللحظة اﻻولى غير ان الطرف اﻻميركي أحسن إدارة الجبهة المشتركة عبر "قسد". بدأت الخلافات شيئاً فشيئاً تطفو على السطح بين أبناء العشائر المقاتلة تحت غطاء قوات سوريا الديمقراطية، بسبب تضارب المصالح، خصوصا بعدما قدمت الولايات المتحدة اﻻميركية وعوداً بحصة من الجغرافيا السورية في الشمال وتحديداً الرقة (التي يغلب وجود هذه العشائر فيها في حين يقل التواجد الكردي) والتي كانت معقل "الدولة الإسلامية"، بالمقابل ليس خافيا على أحد الوعود الأميركية للأكراد بمنحهم دولة مستقلة ما بين العراق وسوريا. المفارقة تكمن بعيد الإعلان عن "تحرير عاصمة الدولة اﻻسلامية" في محافظة الرقة مؤخراً، الذي بدا أقرب للانسحاب وتسليم الرقة من قبل داعش إلى الأكراد، وضم الأمريكان للرقة أو جزئها الشمالي إلى جغرافيا الدولة الكردية الموعودة. تكشّف عمليا لهذه العشائر أن الأكراد بدعم من الولايات المتحدة قد تخلوا عن تلك المحاصصة، ووفق اعتبارهم بأن اﻻكراد مارسوا الخديعة، والطامة الكبرى مع إتهام العشائر العربية للأكراد بأنهم ليسوا عربا وبأنهم مواطنين سوريين من الدرجة الثانية. هكذا طفى هذا الخلاف على السطح عندما بدأ الحديث عن وجود أسرى وقتلى بين الطرفين داخل "قسد" نفسها، بمعنى يمكن إعتبار ان اﻻقتتال العلني في الرقة أصبح واقعا بين اﻻكراد والعشائر. ورغم محاولات التهدئة مؤخراً، حيث أشيع أن الأكراد سيقومون بتسليم الأسرى وجثث القتلى التي لديهم من أبناء العشائر العربية، بعد السيطرة على الرقة، إلا أن هذا الكلام لم يحدث، ما جعل القتال يشتد ضراوة بين الطرفين، والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك