Advertisement

مقالات لبنان24

هذا الإحتياط أقوى من احتياطي لبنان بالذهب

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
14-11-2017 | 03:39
A-
A+
Doc-P-397041-6367056054323655791280x960.jpg
Doc-P-397041-6367056054323655791280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لأسباب خاصة لم أشأ أن أدخل في "بازار" التحليلات النفسية لإطلالة الرئيس سعد الحريري، وهي على كثرتها أضاعت البوصلة، إذ أكتفى معظم المحللين، وقد تحّولوا فجأة إلى علماء نفسيين وإلى خبراء في التعبير الجسدي، فلم يتطرق معظمهم إلى المضمون، وإن كان الشكل هو الذي كان طاغيًا في أغلب الأحيان على المضمون، وذلك نظرًا إلى ما عانه الرجل طوال هذا الاسبوع، وقد بدا التعب واضحًا على محيّاه وفي نبرة صوته المهدّج، من دون أن يُشتّم مما نحاول تبيانه أن حريته غير مؤمّنة وأنه غير مخيّر في ما يقول وفي ما يتصرّف. فلو كان هذا السيل من الإشاعات والتسريبات المعروفة المصدر صحيحة أو فيها شيء من الحقيقة لما أصرّ على تأكيد عودته إلى بيروت في القريب العاجل أكثر من مرّة. وفي ذلك دلالة واضحة إلى أنه يستطيع أن يغادر المملكة ساعة يريد، ولكنه يفضّل التريث ريثما يتأكد من أن سلامته الشخصية غير مهدّدة. فإذا كان رئيس حكومة لبنان "المستقيل" محتجزًا كما يقول البعض ويصرّ على قوله هذا لما كان كرر أنه عائد إلى بيروت لتقديم إستقالته إلى رئيس الجمهورية وفق الأصول الدستورية. هذا أولًا. أما ثانيًا فلا أحد يعتقد أن من يكون غير حرّ ومقيدّة حركاته وتحركاته يشيد بهذا الشكل بمن تعتبره الرياض حليفًا أساسيًا لـ"حزب الله". فما قاله سعد الحريري في رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يقله أكثر الناس قربًا منه في السياسة وفي الجغرافيا. ثالثًا، أن من يكون مقيدّا ومحتجزًا لا يتحدث عن تسوية مشكو منها ولا يؤكد أن عودته ستكون مشفوعة بإستكمال هذه التسوية مع إشتراطه إلتزام الجميع بسياسة النأي بالنفس، مع ما يعني ذلك من إمكان عودته عن إستقالته التي أراد أن تحدث صدمة إيجابية، وهي بالفعل أحدثت زلزالًا ليس على مقياس "ريختر" بل على مقياس مصير بلد وشعب. وفي هذا الوقت بالذات وقبل ساعات قليلة من إطلالة الحريري التلفزيونية، والتي قاطعها عدد من محطات التلفزة لأسباب غير مقنعة كثيرًا، كان نحو 47 ألف لبناني، من كل الفئات ومن كل الأعمار، يتسابقون في "ماراتون العودة"، وكانت الحياة اليومية للمواطنين شبه عادية، وكأن ما مرّ عليهم من مآسٍ وويلات علمّهم أن يكونوا أقوى من الإشاعات وحتى أقوى من الوقائع، التي كادت تصل إلى نقطة حساسة ودقيقة وحتى خطيرة جدًّا. إنها بكل بساطة إرادة الحياة التي تميّز اللبنانيين عن غيرهم، وإرادة تخطّي الأزمات والإصرار على مقاومة كل ما من شأنه أن يشدّهم إلى "ثقافة اليأس والتيئييس والإحباط والموت. قد يكون ما لدى مصرف لبنان من احتياطي كافٍ من العملات الصعبة ومن الذهب أكثر من ضروري للحفاظ على إستقرار العملة الوطنية، ولكن ثمة إحتياطيا أكثر أهمية وهو الكفيل بإبعاد شبح الفتنة وبالحفاظ على الإستقرار العام، وهو يُختصر بهذه الإرادة الصلبة لدى جميع اللبنانيين، وهي التي جعلتهم يتخطّون كل الصعاب ويتفوقون على كل المؤامرات والمخططات المشبوهة.ِ
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك