Advertisement

مقالات لبنان24

نسمع كثيرًا عن فساد ولا نرى مفسدين!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
15-11-2017 | 01:39
A-
A+
Doc-P-397464-6367056057465664991280x960.jpg
Doc-P-397464-6367056057465664991280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يكاد لا يخلو تصريح لمسؤول من الحديث عن الفساد، وقد أصبح قاسمًا مشتركًا لجميع الذين يطالبون بإصلاح الدولة وتطهير إدارات الدولة وجعلها أكثر شفافية في تعاطي كل من يتولى مسؤولية عامة مع عامة الناس بصدق وبعيدًا عن المنفعة الشخصية، بمعنى أن من حقّ كل مواطن أن يحصل على مراده وأن تمرر معاملته من دون أن يضطّر إلى اللجوء إلى الدرج المفتوح نصف فتحة إلى جانب الموظف ويضع فيه بيمينه ما لم تره شماله ما تيسّر، وهذا ما يُسمى "بارطيل"، وهي كلمة موروثة من زمن الإحتلال العثماني للبنان طوال 400 سنة تقريبًا. فمن دون هذا "البارطيل" تنام المعاملة في الأدراج أيامًا بل شهور. أما إذا كان "البارطيل" حرزانًا فتمشي المعاملة كالمياه نزولًا، حتى ولو لم تكن قانونية مئة في المئة. ولأن لا رقابة فاعلة ولا محاسبة ولا عقاب ولا سجنًا يبقى الفساد من دون ملامح ويبقى المفسدون يعيثون في الأرض ويسرحون ويمرحون، وهم مغطّون ممن هم أكبر منهم وأشدّ بأسًا ولهم باع طويلة في "لفلفلة" القضايا والملفات. ففي الدول التي كانت حتى الأمس القريب تشتهي أن تحذو حذو بيروت في التقدم والإزدهار، وقد سبقتها بأشواط وأشواط في التقدم، فما يُعرف بـ"البارطيل" أصبح مقوننا وشرعيًا، بحيث بات شراء الخدمة السريعة متاحًا لمن لا يريد إنتظار إنهاء معاملته وفق التوقيت المعتاد والطبيعي. وبذلك لم يعد من حاجة لسلوك أي معاملة طرقًا ملتوية وغير سويّة، بعدما أصبحت "ثقافة" تعميم الفساد موضة دارجة وعلى عينك يا تاجر وعملًا بالمثل الشعبي الذي يقول: "يللي استحوا ماتوا". أليس غريبًا أن نسمع على الطالع وعلى النازل عن الفساد، وهي عبارة أصبحت في الآونة الأخيرة تتردد بكثرة على كل شفة ولسان، من دون أن نرى مفسدًا أو فاسدًا واحدًا وراء قضبان الحديد، وكأن من يقوم بكل ما له علاقة بالفساد هم أشباح أو هم من كوكب آخر غير كوكبنا. قد يكون من المفيد أن نتعّلم من تجارب غيرنا، لأن الفاسد أينما كان لا هوية له ولا إنتماء سوى ما له علاقة بمنفعته الخاصة وبمصلحته الجيبية. فالفاسد هو فاسد سواء أكان في لبنان أو في بلاد "الماو ماو أو" في أي بلاد أخرى. فالتسمية لا تختلف بين بلد وآخر، حتى ولو لم تكن ما تعنيه هذه الكلمة باللبناني غير ما تعنيه ب"السنسكريتي" أو "القرشوني"، ليس من حيث المفهوم العام للكلمة وإنما من حيث التطبيق والإجراءات التي يمكن أن تُتخذ في بلاد الآخرين ولا يمنكن أن تُتخذ في بلادنا.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك