Advertisement

مقالات لبنان24

الأزمة إلى إنفجار أم إنفراج؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
16-11-2017 | 02:31
A-
A+
Doc-P-397982-6367056063586427101280x960.jpg
Doc-P-397982-6367056063586427101280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يسبق في تاريخ لبنان الحديث أن شهدت الساحة السياسية ما تشهده هذه الأيام، مع ما تحمله من ملابسات ومن غموض ومن إستعمال جميع الأفرقاء كل انواع السلاح، المحظور منه وغير المحظور، وكأن الأمور ذاهبة إلى إنفجار سياسي حتمي بين محورين يقع لبنان غصبًا عنه بين شاقوفيه، حتى أن مسألة النأي بالنفس تبدو وكأنها قد أصبحت من الماضي بعد حشر هذا الوطن الصغير في زاوية الخيارات الصعبة بين نقيضين. فمن خلال ما تجمّع من معطيات في الاربع والعشرين الساعة الماضية تبيّن أن جميع الذين يتعاطون في ملف تداعيات إستقالة الرئيس سعد الحريري يتجهون إلى معالجة النتائج من دون التطرق إلى الأسباب، وإن كانت حيثياتها لا تزال غامضة. فالموقف الذي اتخذه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالأمس بلغ أقصى درجات التصعيد في وجه المملكة العربية السعودية حين اعتبر أن حجز حرية الحريري هو إعتداء على لبنان، وقد أراد أن يطلق هذا الموقف أمام الإعلام اللبناني المرئي والمسموع ليكون شاهدًا على ما يقوله، قاذفًا بكرة الأزمة بعيدًا، وهو الذي يعرف جيدًا أن ما يمكن أن ينتجه موقفه هذا من صدمة يوازي الصدمة التي أحدثتها إستقالة الحريري. وبذلك يكون رئيس الجمهورية قد لعب بكل "صولده" إعتقادًا منه بأن دفع الأمور إلى حدّها الأقصى قد ينتج إنفراجًا ما وفي مكان ما، وقد يحدث خرقًا في جدار هذه الأزمة، التي بدا الخروج منها في وقت من الأوقات شبه مستحيل ومن دون أفق واضح. وفي إعتقاد بعض المراقبين أنه لولا هذا الموقف الذي اتخذه رئيس الجمهورية لما كان مسعى الرئيس الفرنسي قد أفضى إلى ما أفضى إليه، مع الإشارة إلى أن مواقف الرئيس عون، منذ أن أنخرط في العمل السياسي حتى اليوم، لم تكن بين بين، بل هو يتعمدّ الخيارات الصعبة والذهاب إلى ما يمكن إحداثه من ردات فعل متباينة، بين مؤيد ومتحفظ ومعارض. إلاّ أن اللافت أن الموقف الرئاسي العالي السقف تزامن مع موقف للوزير السابق الياس بو صعب، بصفته مستشارًا لرئيس الجمهورية، مع ما لموقف الأخير من تلطيف لمفاعيل الموقف الأول، ما يفسّره البعض بأن رئيس الجمهورية قد ترك باب التسويات مفتوحًا نصف فتحة. وفي رأي بعض الأوساط السياسية المتابعة فإن وقت إعلان المواقف المتصلبة والمتشددة قد استنفدت مفاعيلها، تمهيدًا لعودة الجميع إلى جادة التفتيش عن المخارج الممكنة والمنطقية والمعقولة، مع العلم أن نمطية المواقف المتخذة لا توحي بكثير من التفاؤل على هذا الصعيد، إذ أن الخيارات السياسية قد فُرزت بين اسود وأبيض ولم يُترك مكان لما يُسمى باللون الرمادي، أي الموقف الوسط بين المتناقضات والمتشنجات من المواقف، وهو لا يعني بالضرورة، وفق معايير البعض، أن الوقوف في الوسط هو تعبير عن اللاموقف. ويعتقد كثيرون أن الوقوف في الوسط بين خيارين نقيضين هو الخيار الأصحّ لتلافي الوصول إلى حافة الإنفجار الكبير والإنقلاب على الطائف ومرجعيته العربية، على أن تبقى العين شاخصة صوب القاهرة، وبالتحديد إلى إجتماع وزراء خارجية العرب، وهو إجتماع مفصلي، كما يقول المراقبون، إذ لا تعود تنفع من بعده الوساطات والشفاعات.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك