Advertisement

مقالات لبنان24

الأزمة السوريّة إلى سوتشي.. وبوادر التسوية على الأبواب!

جمال دملج

|
Lebanon 24
16-11-2017 | 11:15
A-
A+
Doc-P-398270-6367056066163295071280x960.jpg
Doc-P-398270-6367056066163295071280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بينما يتوالى ظهور المؤشِّرات تِباعًا على اقتراب موعد التوصُّل إلى التسوية السياسيّة المرتجاة للأزمة السوريّة التي يُفترَض أن تضع حدًّا نهائيًّا لإحدى أشرس الحروب التي شهدتها البلاد على مدى أكثر من ستّةِ أعوامٍ من الزمان، فإنّ الدول الثلاث الضامنة للاستقرار الداخليّ الذي تحقَّق لغاية الآن في أعقاب نجاح فكرة إقامة مناطق خفض التصعيد المنبثقة عمّا أفضت إليه الجولات السابقة من مفاوضات أستانا، أيْ روسيا وتركيا وإيران، تُواصل في الموازاة تكثيف جهودها من أجل توفير أفضل الأجواء السياسيّة والعسكريّة لضمان بلوغ تلك التسوية وتكريسها في المستقبل القريب، الأمر الذي يُتوقَّع أن يتصاعد دخانه الأبيض أثناء انعقاد القمّة الثلاثيّة التي من المقرَّر أن تجمَع بين الرؤساء فلاديمير بوتين ورجب طيّب أردوغان وحسن روحاني الأسبوع المقبل في منتجع سوتشي الروسيّ، وهي القمّة التي تأتي تتويجًا للمباحثات الثنائيّة التي أجراها الرئيسان بوتين وروحاني في طهران في مطلع الشهر الجاري، وكذلك للمباحثات المماثِلة التي أجراها الرئيسان بوتين وأردوغان في المنتجع الروسيّ نفسه يوم الاثنين الماضي. ولعلّ من بين أهمّ الدلالات الرمزيّة لهذه القمّة هو أنّ مجرَّد الإعلان اليوم الخميس عن موعد انعقادها المقرَّر بتاريخ الثاني والعشرين من الشهر الجاري، حمل في طيّاته ما يكفي من تأكيداتٍ على أنّ ما أُشيع خلال الأيّام القليلة الماضية عن وجودِ خلافاتٍ وتبايُنٍ في وجهات نظر قادة الدول الثلاث حول تفسير مضمون البيان المشترَك الأميركيّ – الروسيّ الذي صدر مؤخَّرًا في فيتنام بخصوص الملفّ السوريّ، لا يعدو عن كونه أكثر أو أقلّ من تكهُّناتٍ وشائعاتٍ، ولا سيّما بعدما كانت التسريبات المتعلِّقة بهذا الشأن قد وصلت إلى حدّ الإيحاء بأنّ كلّ طرفٍ من الأطراف الثلاثة قرَّر العزف منفردًا على الساحة السوريّة، بما يضمن تحقيق مصالحه هناك إذا ما قُدِّر لها أن تتعارض مع مصالح الطرف الآخَر، وذلك على رغم أنّ كافّة المواقف الرسميّة الصادرة عن كلٍّ من موسكو وأنقرة وطهران لم تتوقَّف يومًا عن التأكيد، المرّة تلو الأخرى، على الالتزام بالتعاون والتنسيق الثلاثيّ الكامل في سوريا وفقًا لمرجعيّة أستانا، الأمر الذي كان وزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف قد أشار إليه بوضوحٍ قبل عدّةِ أيّامٍ عندما قال إنّ "العمل جارٍ ضمن إطار أستانا، بمشاركة روسيا وتركيا وإيران، وعَبْر قنواتِ وزاراتِ الدفاع، بالإضافة إلى الاتّصالات الديبلوماسيّة أيضًا"، موضحًا أنّ هذه الاتّصالات "تساعد على تهيئة الظروف للمضيّ قُدمًا إلى الأمام في تنفيذ المهامّ الواردة في قرار مجلس الأمن الدوليّ رقم 2254"، على حدّ تعبيره. من هنا، وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام التركيّة، فإنّ قمّة سوتشي المقبلة ستتركّز على البحث في التطوّرات الأخيرة في سوريا والمنطقة، كما ستناقش وقف إطلاق النار الحاليّ، وذلك تماشيًا مع الأجواء الإيجابيّة التي قال الرئيس أردوغان الاثنين الماضي إنّها "تُظهر مقدِّماتٍ لحلّ الأزمة السوريّة سياسيًّا"، وهي الأجواء التي وصفها الرئيس بوتين بدوره بأنّها جاءت نتيجةً للعمل "المثمر" الذي أفضى إليه تعاون روسيا وتركيا وإيران كدولٍ ضامنةٍ لعمليّة أستانا. ولكن إلى أيّ مدى يا ترى يمكن القول إنّ الطريق إلى تحقيق التسوية المرجوّة في سوريا ستكون سهلةً وخاليةً من العقبات والمطبّات؟ سؤالٌ، أغلب الظنّ أنّ الإجابة عنه ستبقى رهنًا بالتجاذب الحاصل في هذه الأيّام بين واشنطن وموسكو حول "مشروعيّة" الوجود العسكريّ الأميركيّ فوق الأراضي السوريّة، ولا سيّما بعدما كانت المتحدِّثة باسم الخارجيّة الروسيّة ماريا زاخاروفا قد أعربت اليوم الخميس عن قلق بلادها حيال "محاولات الولايات المتّحدة تعزيز حضورها في سوريا"، مستغربةً ما جاء على لسان وزير الدفاع الأميركيّ جيمس ماتيس عن أنّ هذا الحضور تمّ بموافقة الأمم المتّحدة. وممّا جاء على لسان زاخاروفا أيضًا: "استغربنا من تصريحات ماتيس التي أدلى بها في حديثٍ لوسائلِ إعلامٍ أميركيّةٍ حول أنّ القوّات الأميركيّة موجودةٌ في سوريا بموافقة الأمم المتّحدة. ونودّ أن نفهم، وألّا يبقى هذا السؤال من دون ردٍّ: ما هو التفويض الذي يدور الحديث عنه؟ ومن منحه ومتى؟ وهل هناك نسخةٌ لأيّ وثيقة"؟ أسئلةٌ، لا شكّ في أنّ الإجابة عنها ليست موضعَ إهتمامِ الروس وحدهم وحسب، وإنّما موضعَ اهتمامِ الأتراك والإيرانيّين والسوريّين أيضًا.. وفي انتظار الردّ الأميركيّ، إذا ما توفَّر بالفعل، سيُصبح في الإمكان قياس منسوب التفاؤل بالمستقبل السوريّ على حقيقته، بينما ستبقى الأنظار مركَّزة على ما سوف تُسفر عنه قمّة سوتشي الأسبوع المقبل من نتائجَ ومفاجآتٍ... وحتّى ذلك الحين، ما على العالم إلّا الترقُّب واليقين.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك