انتخابات نقابة المحامين.. معركة سياسية محتدمة بامتياز

انتخابات نقابة المحامين، عنوان عريض لمعركة محتدمة تشهدها النقابة الأحد المقبل، وترتكز على أساس التنافس لما فيه خير المحامي ومهنته في الدفاع عن الحق لتحقيق العدالة. انتخابات قد لا تتماشى مع التفاهمات السياسية القائمة في البلد، بل على العكس، تزدحم على أبوابها أسماء المرشّحين المدعومين من مختلف الأحزاب السياسية، من "التيار الوطني الحر" الذي يدعم المحامي فادي بركات، إلى "القوات اللبنانية" التي تدعم المحامي فادي مسلم، وصولاً إلى "الكتائب" التي تدعم عزيز طربيه، إضافةً إلى المرشح المحامي أندريه شدياق وصولاً إلى مستقلين ومنهم المحامي فريد الخوري. أسماء خمسة من أبرز المرشحين الذين ينافسون بمعركة جدية وديمقراطية على عضوية مجلس النقابة ومنصب النقيب، الذي يشغله حالياً أنطونيو الهاشم. الصورة ليست واضحة المعالم، ومن هنا يمكن القول إنّ الأمور ليست محسومة، والحكم في النهاية يبقى لـ"صندوقة" الاقتراع، لتحدد هي مًنْ هم الفائزون ومن هو النقيب. هذا المشهد الأخير طبعاً يرتبط بمسار التحالفات التي قد تتغير بين ساعة وأخرى، وقد تقلب المشهد في اللحظات الأخيرة. كلّ فريق سياسي يدعم إذاً مرشحاً يخصه، وبين كلّ ذلك، ثمّة أصوات مستقلة تدعو لأن تكون النقابة بعيدة عن التجاذبات السياسية وفوقها، ومنهم المستقل فريد الخوري، الذي كان عضواً في مجلس النقابة، وهو اليوم يقود معركته تحت شعار "نقابتي تتجدد". وهو يقول لـ"لبنان 24": "نحاول مع أشخاص مهنيين كثر أن نجعل من النكهة السياسية خفيفة الأثر المباشر على الانتخابات. وفي النهاية، ما يعنينا هو المهنة والنقابة والمحامي، فيما التجاذبات السياسية تضر بنقابتنا ولا تخدمنا". وأضاف: "ما نسعى إليه اليوم، أن يكون لدينا نقابة محامين فوق التجاذبات السياسية، وأن يتكلّم المحامون، سواء أصحاب المواقع السياسية أو الحيثيات السياسية أو مَنْ هم نقابيون مستقلون، لغة واحدة هي لغة النقابة، وبالتالي نجعل من أصحاب هذه الحيثيات رافعة للنقابة ككل، وليس لمرشح ضدّ آخر"، مشدّداً على أن برنامجه الإنتخابي يرتكز على العمل في جوهره لأن تكون النقابة مستقلة، وبالتالي يكون المحامي حراً في التصرف كما يستوجب الموقف والظرف تماشياً مع مصلحة النقابة والمحامي، وليس تماشياً مع مصلحة هذا الحزب وذاك". المرشح فادي بركات، المدعوم من "التيار" يقود معركته تحت عنوان "الشفافية والشراكة" يقول لـ"لبنان 24"، إنّه مرشح لمركز النقيب، وإن هذه الانتخابات تتميز بالمناقبية والمنافسة الشريفة بين الزملاء"، مشيراً إلى أنّه "من الطبيعي أن تدعم أحزاب سياسية بعض المرشحين". وقال إن "التحالفات في هذه الانتخابات مختلفة بسبب الوضع السياسي الذي اختلف". أهم ما في برنامجه الإنتخابي، وجوب تأليف هيئة من المحامين المستقلّين المخضرمين إضافةً إلى قضاة، تشرف على سير عمل الجلسات وتنظيمها ومكننتها، حتى ينتظم عمل المحامي". المحامي فادي مسلم المدعوم من "القوات"، يشير إلى أنّ "الإشتراكي" أعلن دعمه له، ويقول لـ"لبنان 24" إنه "يسجل لنقابة النحامين أنها تحافظ على مواعيد استحقاقاتها في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به البلد"، مشدداً على أنّ "المنافسة يجب أن تكون على خدمة المحامي مهما أعطيت المعركة عناوين سياسية". وأضاف إنّه سيركز على تحويل معهد المحاماة الى معهد متخصص وتفعيل مركز التحكيم وإنشاء مركز له في النقابة". وفيما يسعى مرشحون آخرون لاستقطاب دعم المحامين النقابيين المستقلين وغيرهم من النقابيين أصحاب الولاءات السياسية، ومنهم اندريه شدياق، يتوافق الجميع على مبدأ العمل من أجل المحامي والمنهة والنقابة، وقد تعذّر التواصل مع المحامي عزيز طرابيه، شقيق رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه. في خضم كلّ هذه المعركة المحتدمة، تبقى التحالفات غير محدّدة المعالم ومعروفة الإتجاهات، ما يُبقي الصورة ضبابية حتى الآن، إذ أنّ البعض يُبقي في طي الكتمان مخططاته أو بعضاً منها، تجنباً لفشل مسار وصوله إلى مجلس النقابة. والغموض أو عدم الحسم معيار يتوافق عليه الجميع، خصوصاً أنّ غالبية الهيئة الناخبة لا تعلن عن توجهاتها، التي ستضعها في الصندوق، الذي سيُخرج الأحد المقبل النتيجة إلى الملأ، وبالتالي يوقف التنبؤات والتخمينات. والسؤال، أيّ حزب سيحقق خرقاً في هذا الإستحقاق، وهل من الممكن أن يكون للمستقلين حظوظ أوفر في ظرف صعب وتحالفات سياسية مجهولة المعالم. وفي هذا الإطار يقول الخوري إنّ "هذه المعركة ستحمل الطابع النقابي أكثر من السياسي ما سيرفع من حظوظ فوزي في هذه الانتخابات". على كلّ الأحوال، الأمور ليست واضحة بسبب تداخل عناصر عدّة، فيما مزيج العناصر السياسية وتأثيراتها، من الممكن أن تتحكم وتؤثر على النتائج.