Advertisement

مقالات لبنان24

موقف لبنان في جامعة الدول العربية: هل يقودنا للإنتحار؟

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
17-11-2017 | 07:58
A-
A+
Doc-P-398712-6367056069063372551280x960.jpg
Doc-P-398712-6367056069063372551280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
الإجتماع الطارىء الذي تعقده الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الأحد المقبل، لبحث انتهاكات ايران في الدول العربية ليس عادياً بالنسبة للبنان، كونه يتزامن مع توتّر في العلاقات اللبنانية السعودية، على خلفية استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض، واتهام رئاسة الجمهورية للمملكة باحتجاز الحريري واعتباره عملاً عدائياً ضدّ لبنان. وبالتالي الموقف الذي سيتخذه لبنان من شأنه أن يؤجج الخلاف المستجد أو يخفف من حدّته. ولكن ماذا لو أثار لبنان مسألة احتجاز الحريري؟ هل نحن مقبلون على أزمة لبنانية- عربية ؟ وكيف السبل لتفاديها؟ سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة يرى عبر"لبنان 24" أنّ المرحلة تتطلب حكمة دبلوماسية فرق العادة، وينطلق طبارة من إعادة تصويب موقف لبنان من خلال التأكيد على العلاقات الجيدة مع المملكة العربية السعودية، معتبراً أن استكمال هذا المنحى يخفف من التوتر "كي لا نصل إلى مرحلة أصعب لاسيما وأنّه لدينا جالية لبنانية كبيرة في المملكة وكافة بلدان الخليج، وأيّ اتجاه لترحيلهم سوف يؤدي إلى تداعيات اقتصادية كارثية على لبنان، وإذا استطاعت قطر أن تتحمل المقاطعة الخليجية لها، فلبنان لا طاقة له لتحمل هذه التداعيات، وبرأيّ إن استكمال نهج التهدئة كفيل بإنشاء علاقات عادية على الأقل مع المملكة". وبرأيّ السفير المخضرم فإن الخروج من الوضع المأزوم يستلزم إطلاق حملة دبلوماسية قبل موعد الإجتماع الأحد المقبل، كي لا نعيد مرحلة المواقف اللبنانية المتناقضة مع بعضها البعض في اجتماعات مماثلة سابقة أدت إلى الإساءة لأنفسنا بالدرجة الأولى. ويضيف طبارة: "الإجتماع وموقف لبنان منه على درجة كبيرة من الحساسية، من هنا وجوب القيام بحملة دبلوماسية مع وزراء الخارجية العرب، لا سيّما مع المملكة العربية السعودية للتفاهم وشرح وضع لبنان، كما يمكن للاتصالات مع الدول الفاعلة والتي تربطها علاقات جيدة مع السعودية أن تثمر لجهة مساعدتنا في إيجاد موقف لا يزعج أحد، خصوصاً أنّ المجتمع الدولي يتفهم موقف لبنان وحساسية وضعه. أما ذهاب لبنان الرسمي إلى الإجتماع من دون التنسيق والتواصل المسبق، يجعلنا أمام موقف مرتجل قد ينجح ، وقد يفشل وفي هذه الحالة سندفع ثمناً باهضاً". طبارة يشير إلى مخارج دبلوماسية حصلت في أوضاع مشابهة، "فعندما كان مجلس الأمن بصدد اتخاذ قرار رئاسي حيال سوريا منذ سنوات، وهذا القرار الرئاسي بحاجة إلى الإجماع أو عدم تسجيل اعتراض ضدّه، طُلب من لبنان حينها تمرير القرار من خلال عدم الإعتراض عليه، على أن يُعطى مجالاً لشرح موقفه الرافض لمضمون القرار وهذا ما حصل. من هنا يحتاج لبنان اليوم للتحلي بأعلى درجات الحكمة، ومساعدة الدول الصديقة لنا لصياغة موقف لا يستفز أحد، ولا أعلم إذا كان ما يقوم به وزير الخارجية من خلال جولته يصبّ في هذا الإتجاه أم لا، وإلّا نكون قد دخلنا في مرحلة خطرة". التعاطي اللبناني السابق في هذا المجال لا يطمئن، لا سيما وأنّ أحد أسباب الأزمة يتمثل في المواقف التي اتخذتها وزارة الخارجية اللبنانية في اجتماعات عربية مماثلة، لكن كانت تمر بعدما يتمّ استيعابها لاحقاً من خلال مواقف توضيحية، اليوم الوضع مختلف وهو أكثر تعقيداً من السابق، لا سيّما وأن المملكة العربية السعودية دعت إلى هذا الإجتماع بعد تهديد أمنها وتصويب صاروخ بالستي باتجاه أراضيها. ويضيف طبارة إنّ موقف السعودية يتزامن مع تحوّل طرأ على المواقف الدولية "الموقف الأميركي تغير، ومقاربة الرئيس السابق باراك أوباما للمسألة الإيرانية نُسفت بالكامل مع إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي يسعى مع الدول الحليفة في المنطقة لتطويق إيران بدل الإنفتاح عليها، وهذا التحوّل في الموقف الأميركي معطوف على تغير في الموقف لدى السعودية بوجود نظرة مختلفة للدور السعودي، يترجمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان .وبالتالي وسط هذه الصورة لا يمكن للبنان أن يأخذ موقفاً في القاهرة وآخر في بيروت، بل المطلوب موقف حكيم واضح، تسبقه اتصالات لبلورته". ماذا لو أُثير موضوع الرئيس الحريري واتهام المملكة باحتجازه؟ يجيب طبارة "موضوع الإجتماع وجدول أعماله ،بحث التدخل الإيراني في شؤون المنطقة لاسيّما بعد إطلاق الصاروخ، والمملكة ستظهر الوثائق التي تدين ايران وحزب الله ودوره العسكري في اليمن، وبالتالي قضية الحريري غير مدرجة على جدول الأعمال، ولن تُثار المسألة من قبل المملكة، وباعتقادي ليس من صالح لبنان أن يثيرها في الجلسة إلاّ إذا رغب بافتعال مشكلة وأراد الإنتحار ". إذن لبنان أمام اختبار صعب حيال اشقّائه العرب، وأيّ مغامرة غير محسوبة النتائج ستنعكس سلباً على هذا البلد الذي يجاور الأقاليم الملتهبة ويكافح للحفاظ على استقرار نسبي.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك