Advertisement

صحافة أجنبية

ماكرون يستقبل الحريري «بصفته رئيسا لحكومة» لبنان

Lebanon 24
17-11-2017 | 17:34
A-
A+
Doc-P-398904-6367056070340896131280x960.jpg
Doc-P-398904-6367056070340896131280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في اليوم الثالث عشر على استقالته، المفاجئة، الصادمة، المدويّة، الصاعقة، الملتبسة وما شابه، انتقل رئيس الحكومة سعد الحريري أمس، من الرياض الى باريس في رحلةٍ طوي معها الكلام الذي قيل عن ظروف إقامته في المملكة العربية السعودية، وتحويل تَأخُّر عودته الى بيروت قضيةً في ذاتها لحرْف الأنظار عن الأسبابِ العميقةِ للاستقالة وعن «رسالةِ» إعلانِها من السعودية، وذلك في سياق ما يشبه «الهجوم المعاكس» سعياً لشراء المزيد من الوقت على النحو الذي يتيح للفريق المناهض للمملكة تَدارُك «الصدمة» وترتيب خيارات المواجهة. ... واليوم يلبّي الحريري دعوة الرئيس الفرنسي الى «غداءٍ عائلي» في قصر الاليزيه، حيث سيستقبله إيمانويل ماكرون عند الساعة الـ 12 ظهرا «بصفته رئيسا لحكومة» لبنان لان «استقالته لم تقبل في بلاده بما انه لم يعد اليها»، وستكون فرصةً ملائمة لـ «المكاشفة» بين الرجليْن حول ظروف استقالة الحريري وأسبابها وتداعياتها على المستويات اللبنانية والإقليمية والدولية، قبل الانتقال الى مناقشة «خريطة الطريق» الجديدة التي ستنقل الحريري الى مرحلةٍ مغايرة في لبنان آخر واقليمٍ مختلفٍ وعالَمٍ ينظر بعين القلق الى ما ستكون عليه الأوضاع في «الوطن الصغير» الذي يئنّ تحت وطأة «الدور الكبير» لـ «حزب الله» في ملاقاة «بنك أهداف» دولي - اقليمي لمرحلةِ ما بعد أفول «داعش». وأفاد بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية بأنه سيسمح للصحافيين بالتقاط الصور الجماعية أثناء دخول الحريري وماكرون عند الساعة 12 و20 دقيقة ظهراً الى الاليزيه، قبل وصول عائلة الحريري عند الساعة 12 ونصف. وأوضح ماكرون في ختام قمة أوروبية في مدينة غوتبورغ السويدية ان الحريري «ينوي، على ما اعتقد، العودة الى بلاده في الايام او الاسابيع القادمة».وقد استبق الحريري انتقاله الى باريس حيث لاقاه مدير مكتبه نادر الحريري، بتغريدة عبر «تويتر» أعلن فيها «ان إقامتي في المملكة هي من أجل إجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي، وكل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول إقامتي ومغادرتي او يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرّد اشاعات». وفي ضوء كلام ماكرون، يبقى على الحريري ان يقرر متى يحزم حقائبه وأسراره وأثقاله ووجومه وما بقي من ابتسامته المعهودة، عائداً الى بيروت، لاجراء العديد من اللقاءات ابرزها مع الرئيس ميشال عون، الذي بدا وكأنه يحنّ الى أيام «قتاله»، يقدّم له، وفق ما يتردد، استقالةً ممهورة بـ «الأسباب الموجبة» ومَلاحق بـ «جرْدة حسابٍ» عن «التسوية المتهاوية» والشروط الجديدة لـ «اللعبة»، وربما يتبادلان أطراف الحديث عن المسار الدستوري - السياسي الذي سيكون هو الآخر أشبه بـ «مستودعٍ» لعناصر أزمةٍ «مستدامة» ومفتوحة تستدرج أخطاراً وأهوالاً وربما «مفاجآت» لا تقلّ دوياً عن الاستقالة التي نقلتْ لبنان من مكان الى مكان. بين لقاء ماكرون - الحريري في الاليزيه ولقاء عون - الحريري في بعبدا ستتضح ملامح مرحلة شقاء تخيّم على لبنان... فإيران بكّرت في «فتح النار» على المبادرة الفرنسية التي تجعل لباريس «كلمة مسموعة» في رسْم المشهد اللبناني الجديد بعد الديبلوماسية المكوكية التي اضطلعتْ بها وتُوّجت بعودة «الحريري الجديد» الى بيروت، أما السعودية فتجمع غداً العرب من حولها في اجتماعِ وزراء الخارجية في القاهرة وعلى الطاولة تقارير استخباراتية وخرائط عن تمادي ايران في زعزعة استقرار المنطقة ودور «رأس الحربة» الذي يضطلع به «حزب الله» اللبناني. ولم يكن ممكناً التغاضي عن دلالات التجاذب الإيراني - الفرنسي الذي انفجر مع مجاهرةِ باريس برفْض تدخلات إيران في الأزمات الإقليمية، و«نزعة الهيمنة» لديها وقيادتها ما يشبه «الجبهة الأوروبية» بوجه برنامج إيران الباليستي في ملاقاة موقف أميركي طليعي في هذا المجال تتقاطع معه السعودية تحت عنوان الحدّ من نفوذ إيران عبر ذراعها الأبرز «حزب الله». وكان بارزاً أمس تصويب المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي المباشر على السعودية ثم فرنسا غداة التناغم الكبير الذي عبّر عن نفسه خلال لقاء وزيريْ خارجية البلدين جان ايف لودريان وعادل الجبير، متهماً باريس بـ «الانحياز» وبأن سياستها تؤدي إلى تفاقم الأزمات في الشرق الأوسط. في المقابل، اعرب ماكرون مساء أمس، عن استعداده «للحوار». وقال ان «رد الفعل الايراني اساء تقدير الموقف الفرنسي»، مضيفا ان «الجميع» لديهم «مصلحة في السعي الى الهدوء». وفي موازاة ذلك، أكمل الجبير، سقفه العالي ضدّ «حزب الله» من مدريد التي زارها معلناً إن الحزب «منظمة إرهابية ولن ينعم لبنان بالسلام إلا بنزع سلاحه»، متهماً إياه بأنه «هو الذي وضع العراقيل أمام سعد الحريري وارتهن النظام المصرفي لأنشطته الإرهابية». وفي حين شكّلت هذه المواقف مؤشرات الى ان الواقع في لبنان بات عالقاً في قلْب «أعاصير» متداخلة، فإن الخشية من أن يفاقم اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً من المأزق اللبناني ولا سيما في ظل بوادر إصرار على «تعريب» المواجهة مع إيران وعدم ترْك السعودية تخوض وحدها هذه «المعركة»، ووضْع لبنان تالياً أمام خياريْن إما إدانة إيران و«حزب الله» وإما التعاطي معه على انه خارج عن نظام المصلحة العربية، الامر الذي قد يعرّضه لتبعات على أكثر من مستوى، وسط أجواء تشي بأن شعار «النأي بالنفس» حيال الخلافات العربية لم يعد ذات جدوى ولا سيما ان المواجهة اليوم هي بين العرب وإيران. ولاحظتْ دوائر سياسية ان المواقف التي واصل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إطلاقها في ختام جولته الأوروبية التي أنهاها في موسكو أمس أعطتْ إشارات سلبية حيال امكان تطويق ذيول التوتر في العلاقة بين بيروت والرياض والذي تَعاظم على خلفية اتهاماتٍ رسمية للمملكة بـ «احتجاز» الحريري، ومحاولة تصوير عودته الى بيروت على انه انتصار عليها وسط تفسير قريبين من السعودية كلاماً أطلقه باسيل على انه تحريض عليها، محذّرين من التمادي في هذا المسار. وقد أعلن باسيل، الذي لم يُحسم اذا كان سيشارك في اجتماع وزراء الخارجية، من موسكو «اننا نتخوف من ان يعمد احد لاستدراج بعض القوى لاستهداف لبنان»، لافتاً بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف الى أنّ «المطلوب هو عودة الحريري إلى لبنان من دون أي قيد أو تقييد لحريته، ليتّخذ القرار الّذي يراه مناسباً في بيروت ويتعاطى معه اللبنانيّون على أساس الحرية النابعة عنه (...) وإذا تمّت عودة الحريري إلى لبنان بشكل حرّ يسمح له باتخاذ القرار الّذي يريده، عندها نكون أقفلنا فصلاً مهمّاً من هذه الأزمة، استعاد فيها لبنان سيادته، وأصبح على العالم أن يعتاد على فكرة أنّه يتعاطى مع لبنان سيّد، ولبنان سيرد على اي محاولة للتدخل الخارجي، ونؤكد ان سيادته ليست للبيع، وسلاح حزب الله قضية داخلية تحل بحوار لبناني».
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك