Advertisement

مقالات لبنان24

لبنان الهشّ.. "قصوره" من كرتون!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
19-11-2017 | 04:56
A-
A+
Doc-P-399491-6367056074205397311280x960.jpg
Doc-P-399491-6367056074205397311280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ الرابع من الشهر الحالي ولبنان يعيش تداعيات أزمة إستقالة شابها الكثير من الغموض وحيك حولها ألف سؤال وسؤال، من دون أن يكون بالطبع لدى من يُفترض أن يكونوا على بيّنة وافية وكافية بما يجري أي أجابة واضحة عن الأسباب والنتائج، وعن الخلفيات التي لا تزال حتى هذه الساعة مطبوعة بغموض ما بعده غموض، علمًا أن جميع المعنيين بهذه الأزمة، سواء من حيث المسببات أو من حيث المعالجات، الممكن منها دون المستحيل، والتي تخرج عن إرادة اللبنانيين، بعدما أصبحت اللعبة أكبر من قدرتهم على معايشة تداعياتها وسلبياتها أو حتى مجرد التأقلم معها، كونها معطىً جديدًا يضاف إلى جملة المعطيات التي تحول دون خروج اللبنانيين من أنفاق المجهول. فلو لم تكن خاصرة لبنان ضعيفة إلى حدّ القبول بأن يُستوطى حائطه لما كانت هذه الأزمة قد فعلت فعلها، ولما كان هذا الوطن المغلوب على أمره ينتظر مبادرة من هنا وتحركًا من هناك، ولما كان اللبنانيون يحتاجون في كل مرة إلى من يمسك بيدهم ويخرجهم من "الجورة" التي أوقعوا أنفسهم فيها. ولو لم يكن الوضع الداخلي غير المحصّن بما يكفي بهذه الهشاشة لما كان ممكنًا خرق جبهاته الداخلية، ولما كانت التهويلات قد أخذت بطريقها أصحاب الإرادات الضعية، ولما كان الوضع يحتاج حاليًا إلى أكثر من أعجوبة لإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل 4 تشرين الثاني، وكأن ما تحقق قبل هذا التاريخ هو أقصى ما يطمح إليه اللبناني المنتظر على قارعة الدول التي في يدها مفتاح الحل والربط. ولو لم تكن قصور لبنان المنخورة من الداخل مصنوعة من غير الكرتون لما كانت لتنهار بهذه السرعة القياسية عند أول هبّة ريح ولما كانت هذه الإستقالة الملحوظة في الدستور كسبب مباشر لسقوط الحكومات قد أخذت هذا المدى من الإهتمام الإقليمي والدولي. بالمختصر المفيد، وفي ما يشبه تكرارًا لتاريخ مجتّر، يعاد تمثيل وقائع "جريمة" سلب وطن، مع ما يصحب هذه المسرحية من سيناريوهات دراماتيكية تخرج عن إطار المألوف لعاديات المشهد السياسي على الساحة اللبنانية من خلال ما تجمّع في الذاكرة اللبنانية الجماعية من إنتكاسات سياسية قد أصبحت اشبه بسلسلة مترابطة الحلقات، في الزمن والمكان، وفي تواريخ متقاربة ومتباعدة نسبيًا، بما يوحي دائمًا بأن لبنان لم يبلغ بعد سن الرشد ولا حتى السن التي تسمح له بالإنسحاب من كل أشكال الوصايات المبطنّة حينًا والظاهرة أحيانًا أخرى.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك