Advertisement

مقالات لبنان24

"البوكمال": القصير 2.. "حزب الله" أنهى مهمته السورية

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
20-11-2017 | 04:26
A-
A+
Doc-P-399903-6367056077593542281280x960.jpg
Doc-P-399903-6367056077593542281280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عام 2013 إستطاع "حزب الله" السيطرة على مدينة القصير عند الحدود اللبنانية السورية، في أول معركة فعلية ومؤثرة في سير الحرب السورية له في الميدان الشامي، وأمس، سيطر الحزب على مدينة البوكمال عند الحدود السورية – العراقية في ما يبدو أنه آخر معركة يتواجد فيها "حزب الله" عبر تشكيلات عسكرية مهمة كاملة في هذه الحرب. في موازاة القصير غرب سوريا، مدينة أخرى في شرقها اسمها البوكمال، شاءت الأقدار أن يبدأ "حزب الله" مهمته العسكرية في سوريا في الاولى وينهيها في الثانية، ليحقق خلال نحو 4 سنوات من المعارك المتواصلة في سوريا جميع أهدافه التكتيكية والإستراتيجية. تدخل "حزب الله" تدريجياً في الحرب السورية، ووصل إلى ذروة مشاركته في مرحلتين أساسيتين، الأولى قبل الضربة الأميركية وتسوية الكيماوي، والثانية في المرحلة التي سبقت التدخل الروسي وصولاً إلى السيطرة على مدينة حلب. وقد لعب "حزب الله" في معركة البوكمال دوراً أساسياً، كما حصل في القصير، إذ كان له الدور الأبرز في معارك حميمه والمحطة الثانية، الجبهة التي تقدم منها بإتجاه البوكمال وسيطر عليها قبل يومين، ولعل أهمية البوكمال البعيدة مئات الكيلومترات عن الحدود اللبنانية لا تقل بالنسبة للحزب، عن أهمية القصير البعيدة بضع عشرات من الكيلومترات عنها. فبعيداً عن حماية الحدود اللبنانية، لا يعنى إستراتيجي للقصير بالنسبة لحزب من دون البوكمال، وإذا كان الهدف الأساسي من السيطرة على القصير تأمين ممر آمن من عمق مناطق نفوذ "حزب الله" في البقاع إلى سوريا، فإن السيطرة على البوكمال تؤمن طريق من لبنان إلى إيران عبر سوريا والعراق.. ماذا حقق "حزب الله" في سوريا؟ تدريجياً إستطاع الحزب تأمين الحدود اللبنانية السورية بالكامل من القصير والقلمون وريفهما، وصولاً إلى الحدود الشمالية عبر السيطرة على قلعة الحصن، وأخيراً فرض سيطرته على جرود القلمون والسلسلة الشرقية منهياً وجود تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" هناك، وتالياً تأمين غرب دمشق، حيث كان هذه المعارك تُخاض عبر مقاتلي الحزب بشكل أساسي. كذلك إستطاع الحزب المساهمة في حماية النظام السياسي السوري، (نظام الرئيس بشار الأسد) عبر المساهمة النوعية في معارك الغوطة الشرقية والغربية، والمساهمة في محاصرة الغوطة الشرقية، كذلك عبر إعادة ربط العاصمة السورية دمشق بالبحر المتوسط وبالمحافظات العلوية في الساحل السوري عبر السيطرة على القصير وبالمساهمة في معارك باب عمرو وحي الخالدية. تدرُج تدخل "حزب الله" الكمي والنوعي في سوريا ترافق مع توسيع دائرة أهدافه وطموحاته في سوريا، فشارك سريعاً في فتح طريق حلب وربط المدينة بمطارها، وبعد ذلك ساهم في حصار الأحياء الشرقية عبر معاركه في الريف الجنوبي _ الغربي ومنطقة الكليات العسكرية، ومن ثم السيطرة على المدينة الأمر الذي ضرب فكرة التقسيم. لكن وحدة الأراضي السورية، إذا كان مهماً لسوريا كنظام، فهو هدف هامشي بالنسبة للحزب الذي يسعى إلى ترك سوريا نقطة وصل آمنة بين لبنان وإيران، وهذا ما سعى إليه مع بدء المعركة الكبرى في البادية التي شاركت فيها تشكيلات كبيرة من قوات الحزب، وإستطاع تحقيقه بعد فكّ الحصار عن مدينة دير الزور والسيطرة اليوم على البوكمال والوصول النهائي إلى الحدود العراقية. إذا إستطاع الحزب تحقيق ثلاث أهداف رئيسية في معركته في سوريا، الأول منع سقوط النظام السوري الحليف له، والثاني حماية الحدود اللبنانية والمناطق الحاضنة له قرب هذه الحدود، والثالث تأمين الوصل النهائي بين لبنان وسوريا والعراق فإيران، إضافة إلى المساهمة في أهداف ثانوية (بالنسبة له) مثل وحدة الأراضي السورية... لماذا لا يُكمل الحزب معركته في سوريا؟ بعد إنتهاء معركة البوكمال وخلال أيام السيطرة الكاملة على منطقة وجود "داعش" من الجهتين السورية والعراقية، تصبح أعداد كبيرة من المقاتلين السوريين والحلفاء من أفغان وباكستانيين وعراقيين وإيرانيين، متفرغين لمعارك أخرى أهمها معركة ريف حلب الغربي ومعركة إدلب، وتالياً يصبح تواجد الحزب في سوريا بشكله الحالي غير ضروري، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية.. أما المعارك المتوقعة مع قوات سوريا الديمقراطية في الرقة وغرب الفرات، فيمكن للجانب الروسي تجنبها عبر المفاوضات، أو قد تعتبر أكثر سهولة في حال حصولها نظراً لعدم إمتلاك الأكراد عدد كبير من المقاتلي القادرين على تغطية المساحات الواسعة التي سيطروا عليها حالياً خاصة في القرى والمدن العربية حيث لا يوجد لديهم بيئة حاضنة فعلية، في ظل السعي التركي إلى ضرب أي وجود كردي فاعل في سوريا.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك