Advertisement

أخبار عاجلة

الحريري يرد جميل رئيس الجمهورية بـ "التريث"

Lebanon 24
23-11-2017 | 00:48
A-
A+
Doc-P-401256-6367056087181424971280x960.jpg
Doc-P-401256-6367056087181424971280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": كثيرة هي الرسائل التي شهدها يوم الاستقلال في لبنان أمس، لا سيما من قبل الرئيس سعد الحريري العائد بعد 18 يوما من الغياب، ليكون محور الاهتمام مجددا سياسيا وشعبيا، لا سيما بعد الاستقالة "المعلبة" التي فرضت عليه في السعودية والتي كادت أن تطيح به سياسيا، لولا التضامن الوطني الذي قاده رئيس الجمهورية، والمعالجات السريعة إقليميا ودوليا. بات واضحا أن وساطة فرنسية ـ مصرية أفضت الى حل الأزمة، فعاد الحريري الى وطنه بلغة لبنانية صرفة لا تشبه لغته السعودية السابقة، وحضر العرض العسكري لمناسبة الاستقلال وإصطحب الرئيس نبيه بري في سيارته الى قصر بعبدا، حيث إلتقيا الرئيس ميشال عون الذي تمنى على الحريري التريث في إستقالته فاستجاب سريعا لهذا التمني، مضيفا بذلك الى رصيده سابقتين، الأولى لا مثيل لها في التاريخ اللبناني لجهة تقديم إستقالته من خارج لبنان، والثانية فريدة من نوعها بعد إتفاق الطائف لجهة "التريث". بغض النظر عن التسميات والمصطلحات والاجتهادات، فإن الحريري قد تراجع عن إستقالته فعلا، مستفيدا من حاجة خصومه إليه، والذين يبدو أنهم إتخذوا قرارا بتأمين كل وسائل الراحة السياسية له وبعدم إحراجه أمام السعودية، والتناغم مع المبادرة الدولية بقيادة فرنسا بسحب كل الذرائع التي تزعج الحريري وتربك المملكة، وفي مقدمة ذلك تأكيد الالتزام بمبدأ "النأي بالنفس" الأمر الذي سمح للحريري بأن يمسك العصا من منتصفها، فلا يتخلى عن الحكم والحكومة وعن التعاون مع الخصوم، ولا يثير غضب السعودية التي يبدو أنها قررت منح الحريري فرصة جديدة، لاثبات عكس ما وصلها عنه من تقارير كانت تهدف الى الاطاحة به، وإقصائه عن المشهد السياسي اللبناني بشكل نهائي. لم يعد يخفى على أحد أن ثمة من أقنع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن الرئيس الحريري مرتبط بالتزامات مع الرئيس عون ومع حزب الله وهو لم يعد قادرا على الحكم أو تنفيذ التوجهات السعودية وأنه لا بد من إستبداله، فيما يستمر الحديث في الأوساط اللبنانية عن أن أصابع الاتهام تتجه نحو رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب السابق فارس سعيد. هذه المؤامرة التي خرج منها الحريري سالما، وإنقلب فيها السحر على الساحر فعاد رئيس الحكومة محررا، ومحصنا سياسيا، ومحاطا بمدّ جماهيري أزرق شجعه على التحدث بنبرة قاسية من بيت الوسط عن الوفاء وأهل الوفاء في إشارة الى من يسميهم فريق عمله "الخونة". كما صرخ الحريري في الحشد الأزرق بأعلى صوت قائلا: "من له عينان فلير ومن له أذنان فليسمع"، وذلك في إشارة واضحة (بحسب مطلعين) الى السعودية وولي العهد محمد بن سلمان الذي كان إقتنع من بعض الواشين بأنه إنتهى شعبيا، كما لم ينس الحريري كيل الامتنان ورد الجميل لرئيس الجمهورية الذي حافظ عليه وعلى حصانته خلال غيابه بعدم قبوله إستقالته المتلفزة، وكذلك الى الرئيس نبيه بري الذي صالح العهد من أجله، والى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الذي حول دار الفتوى الى محجة سياسية. مع عودة الحريري الى لبنان يُفتح باب الأسئلة مجددا لجهة: هل سيُبعد المقربين منه المغضوب عليهم سعوديا إكراما للمملكة؟ وهل سيحاسب من تآمر عليه من أركانه أو ربما كانوا على علم بما يحضر له في السعودية وآثروا الصمت؟ وكيف سيتعامل مع من سارع الى وراثته؟ وكيف سيواجه الحلفاء الذين حاولوا إغتياله سياسيا؟، وهل ستكون عودته قريبة الى السعودية أم أن الأمر لديه يحتاج الى تفكير؟. من الواضح في الوقت الراهن أن الحريري لن يتخلى عن فريق عمله السياسي الذي ظهر الى جانبه أمس في القصر الجمهوري، كما لن يخاطر باثارة غضب السعودية بابعاد من تآمر عليه بشكل سريع، إلا إذا كانت المملكة إقتنعت بأن التقارير التي وصلتها من هؤلاء لبنانيين وسعوديين لم تكن صحيحة فوجبت محاسبتهم، لكن في كل الأحوال فإن الانتخابات النيابية المقبلة ستكون الفرصة المناسبة للحريري لمحاسبة من تآمر من المقربين والحلفاء، ومكافأة من قام بفعل الوفاء، خصوصا أن الظرف الحالي لا يسمح بحصول أي خضة ضمن تيار المستقبل. (سفير الشمال)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك