Advertisement

مقالات لبنان24

بين الإستقالة (الرياض) والتريث (بعبدا)... هذا ما حصل!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
23-11-2017 | 01:10
A-
A+
Doc-P-401264-6367056087219261181280x960.jpg
Doc-P-401264-6367056087219261181280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بين بيان الاستقالة التي تلاه الرئيس سعد الحريري من الرياض منذ 18 يومًا وبين بيان تجاوبه مع تمني رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتريث في تقديم استقالته رسميًا، والذي تلاه من القصر الجمهوري، قبل أن يقف رئيسا لحكومة متريثة يتقبل التهاني بذكرى الاستقلال إلى جانب الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، أكثر من مفارقة وأكثر من علامة استفهام، وإن كانت مسألة النأي بالنفس هي القاسم المشترك شبه الوحيد بين بياني الرياض وبعبدا. وعلى رغم أن بيان الحريري بالتريث ترك بعض أجواء التفاؤل بإمكانية الوصول إلى تسوية جديدة يُعمل عليها داخليًا كلٌ من الرئيسين عون وبري لإقناع "حزب الله" بتقديم بعض التسهيلات التي تمكّن الحريري من الحفاظ على ماء وجهه اولا أمام قاعدته الشعبية الداخلية، التي كانت بدأت تفقد الكثير من ثقتها بالقيادة الحريرية، وبالأخص بعدما خرج الكلام عن سلسلة التنازلات التي أقدم عليها الحريري من الغرف المغلقة إلى العلن، وثانيًا أمام القيادة الشابة في المملكة العربية السعودية، التي تتهم "حزب الله" بمصادرة القرار السياسي في لبنان، وهي التي كانت وراء بيان الإستقالة من دون أن تُكشف حتى الآن كامل التفاصيل عن الأسباب الحقيقية لموقف الرياض. ويعتقد كثيرون ان تجاوب الرئيس الحريري مع تمني الرئيس عون بالتريث لم يكن قرارًا اتخذه رئيس الحكومة في ساعتها، بل جاء بعد سلسلة مشاورات واتصالات أجراها رئيس تيار "المستقبل" مع ومستشاريه المقربين غير المتوترين، فضلا عن النصائح التي تلقاها من الرئيسين الفرنسي والمصري، اللذين دخلا بقوة على خط الأزمة اللبنانية من زاوية مثلثة الاضلع، تقوم اولا على تقريب المسافة بين الافرقاء السياسيين في لبنان، سواء من هم من 14 آذار أو أولئك الذين ينتمون إلى 8 آذار، بحيث تضيق مساحة ما يباعد بينهم، وبالأخص في ما يتعلق بقضية النأي بالنفس. وفي المعلومات أن "حزب الله" فوض الرئيس بري التفاوض بإسمه مع إعطائه "كارت بلانش" بالموافقة على كل طرح يرى فيه مصلحة مشتركة، من دون أن يعني ذلك تنازلا في الأساسيات وفي الثوابت، ومن بينها الوقوف في وجه أطماع اسرائيل من خلال ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. ثانيا، العمل على سحب فتيل امكانية تأجيج أي فتنة داخلية وضرب الاستقرار الداخلي من خلال تقوية القوى الامنية ومدّها بكل ما تحتاج اليه للحفاظ على الاستقرار الداخلي، خصوصًا أن اللبنانيين أثبتوا وعيًا متقدمًا في هذا المجال وحالوا دون تمكين أي جهة خارجية باللعب على التناقضات وضرب الوحدة الداخلية. ثالثا، إقناع المجتمع العربي بخصوصية لبنان وأهمية التوازنات القائمة على تقاسم تاريخي وميثاقي للسلطة السياسية، وهذا ما حمله الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط في زيارته الأخيرة للبنان. من هنا يمكن القول أن المرحلة المقبلة ستكون حافلة بالاتصالات الداخلية والخارجية لبلورة تسوية نهائية تكون ضامنة للاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وستكون فكرة تعويم طاولة الحوار على أسس جديدة احد ابرز مرتكزات هذه التسوية، وإن كان بعض المطلعين يقولون أن رئيس الجمهورية لا يحبذ العودة إلى الصيغة القديمة لطاولة الحوار التي لم تنتج شيئًا. وتبقى الإشارة إلى الدور الذي يقوم به الرئيس القبرصي في هذه المرحلة، ومدى تأثيره من خلال علاقاته الإقليمية على المساعدة في إنتاج حل يكون مقبولًا من قبل جميع الأطراف التي دخلت على خطّ الأزمة اللبنانية، مع ما يمكن أن تكون عليه وضعية بعض الدول المؤثرة بعد تلمس تغيير ما في منهجية التعاطي مع الملف اللبناني، وبالأخص بعد غياب تغريدات عدد من الذين كانوا ممسكين بأكثر من طرف خيط.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك