بوتين يطلب هيكلة الجيش السوري.. وماهر الأسد خارج اللعبة!

تتوزع الانظار الدولية لرصد مسار الازمة السورية بين " سوتشي" عاصمة الجنوب الروسي التي بدأت تلفحها النسمات الباردة قبيل موسم الشتاء، والرياض العاصمة السعودية التي شهدت سيولاً جارفة مع أول هطول للمطر. فمنذ بداية الاسبوع، شهد المنتجع الرئاسي الروسي جولات مفاوضات قادها الرئيس فلاديمير بوتين مع نظرائه السوري والاميركي والاسرائيلي والايراني والتركي والسعودي والقطري وحتى الاماراتي، ولعل الانجاز الذي حققه بوتين هو بجمع كل الاطراف المعنية بالصراع فوق الاراضي السورية. وقد علقت الخارجية الروسية آمالا واضحة في إنجاح قمة " سوتشي" التي جمعت التركي والايراني وما سبقها وما تلاها من إتصالات قبيل الانخراط في العملية السياسية لحل الازمة بشكل شامل، كون التمهيد لانعقاد مؤتمر "جنيف 8" يتطلب تأمين مظلة اقليمية ودولية في سبيل تصفية المعارك المندلعة في طول البلاد و عرضها . ساد التكتم من الجانب الروسي على طبيعة محادثات الاسد مع بوتين، إلاّ أن مصادر مواكبة للمحادثات ذكرت لـ" لبنان 24" أن بوتين طلب الى الاسد تأمين سبل الانفتاح الشامل على مكونات المعارضة، كما والمباشرة في إصلاحات جدية تطال مؤسسات الدولة السورية بما فيها الجيش وأجهزة الامن والادارة تمهيدا لجولات مفاوضات بين النظام والمعارضة تتعلق بطبيعة شكل الحكم الجديد في سوريا . كما أفادت المصادر نفسها عن رغبة روسية بتقليص وجودها العسكري المباشر والانسحاب الى القواعد الروسية في الداخل السوري في صورة تدريجية، تقابلها مطالبة دول منخرطة بالحرب السورية سحب قواتها العسكرية على غرار ما ينطبق حالة إيران مع الحشد الشعبي و"حزب الله" أو تركيا و قواتها المتمركزة في الشمال . هذه الاجواء ترافقت مع معلومات تم تسريبها من الداخل السوري، تتعلق بإعفاء شقيق الاسد العقيد ماهر الاسد وإجراء مناقلات واسعة في تشكيلات الجيش بما فيها المباشرة في تصفية قوات الدفاع الوطني وحلول اجهزة الدولة الرسمية من جيش وقوى امن مكانها . في المقابل، بدأت تركيا بتصفية نفوذ هيئة"تحرير الشام" في محافظة ادلب، ما يعني إعطاء اردوغان حليفه الروسي"دفعة على الحساب" لاجل التوافق في سوريا طالما أن مطلب روسيا الاساس هو تصفية المجموعات المتطرفة والقضاء على الارهاب كمنطلق لحل الازمة السورية وتصفية الحرب الاهلية والالتفات صوب الاصلاحات الداخلية للنظام . خطوات روسيا قابلها سعي سعودي لملاقاة جهودها عبر مؤتمر الرياض، بحيث أتت نتائجه ضمن مندرجات تصفية النفوذ القطري نهائيا من صفوف المعارضة السورية. فقد شهدت المعارضة السورية انقساما حادا في المواقف، حول ما ما يسمى "الواقعية السياسية" بدأت الرياض السير به مع الشخصيات السورية المحسوبة عليها بما في ذلك التخلي عن شرط رحيل الأسد في المرحلة الانتقالية . في هذا السياق يمكن وضع استقالة المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات د.رياض حجاب في سياق اعادة ترتيب وضع المعارضة السورية بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة الحالية وسط التفاهم الروسي – السعودي ، مع الاشارة على أن التغيير لما يقتصر على حجاب بل شمل: ﺭﻳﺎﺽ ﻧﻌﺴﺎﻥ آﻏﺎ، ﺳﺎﻣﺮ ﺍﻟﺤﺒﻮﺵ ﺍﺑﻮ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ، ﺍﺑﻮ ﺍﺳﺎﻣﺔ ﺍﻟﺠﻮﻻﻧﻲ، ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺸﻼﻝ، ﺳﻬﻴﺮ ﺍﻻﺗﺎﺳﻲ، ﺍﺑﻮ ﺑﻜﺮ ( ﺟﻴﺶﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﺩﻟﺐ ) ، ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻂ، ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺑﺸﺎﺭ، ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻔﻌﻼﻧﻲ، ﺑﺸﺮ ﻛﻨﺎﻛﺮﻱ، وجميعهم كان يطلق عليهم لقب "مندوبي قطر في المعارضة السورية ".