Advertisement

مقالات لبنان24

غارات تل أبيب من إستراتيجية إلى تكتيكية.. هكذا ستتجاوز دمشق الخطوط الحمر

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
05-12-2017 | 07:09
A-
A+
Doc-P-406649-6367056130100730461280x960.jpg
Doc-P-406649-6367056130100730461280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تغيّرت طبيعة الغارات الإسرائيلية التي تستهدف الأراضي السورية منذ بدء الحرب حتى اليوم، وشمل تبدلها عوامل عدة من حيث الكمية أو النوعية، ففي حين هدفت في البداية إلى وضع خطوط حمر لـ"حزب الله" قرب الجولان، ومن ثم منع وصول صواريخ نوعية كاسرة للتوازن إلى لبنان، وهما يعتبران هدفين إستراتيجيين، باتت اليوم ترسل رسائل تكتيكية في محاولة لتثبيت معادلة الردع، أو الأصح منع كسر هذه المعادلة. تكثفت الغارات الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية على سوريا، وعلى رغم أن الأهداف خلف هذه الغارات لم تعد بذات الأهمية، إلّا أنها أصبحت توحي بأنها تأتي ضمن إعتداء دائم ومستمر على الجيش السوري في أي نقطة في الأراضي السورية. عدّة أهداف تقف وراء تكثيف الغارات الإستفزازية في سوريا، لعل أبرزها محاولة إسرائيل ضرب مفاعيل تفعيل دمشق وحلفائها لسلاح الدفاع الجوي، الذي أدى في الغارة الإسرائيلية قبل الأخيرة إلى إسقاط صاروخين من أصل ثلاثة أطلقهما سلاح الجو الإسرائيلي قرب دمشق. فإسرائيل تريد القول إن إستعمال صواريخ دفاع جوي وإسقاط صواريخ تطلقها وحتى إسقاط طائرات لن يؤدي إلى توقف الغارات الإسرائيلية على أهداف تريد ضربها، لذلك، ووفق مصدر ميداني شديد الإطلاع، فقد أطلقت إسرائيل ستّة صواريخ على هدف عسكري غير إستراتيجي، أسقط منها 3 صواريخ. غارات "تثبيت المعادلة" نقلت تل أبيب من موقع المبادر في الصراع السوري، حيث كان الإستهداف يطال نقاطاً وأهدافاً إستراتيجية (مخازن أسلحة كاسرة للتوازن)، إلى موقع ردّة الفعل حيث عمد إلى تغيير تدخله في سوريا كمياً بغية الردّ على المحاولة السورية قلب الطاولة من خلال إستعمال سلاح دفاع جوي فعّال نسبياً. أما الهدف الثاني المتوقع فهو إختبار الدفاعات الجوية السورية وفاعلياتها وقدراتها، ومحاولة معرفة مداها ونوعيتها، لكن، المصدر ذاته يؤكد أن الإستخدام المدروس والثابت لسوريا وحلفائها لهذه الصواريخ لن يسمح بكشف حقيقة قدرات صواريخ الأرض - جو، إلاّ بالقدر الذي تريده دمشق بما يشبه أسلوب "حزب الله" الذي سبق حرب تموز.. ويتوقع المصدر أن يكون أحد الأهداف الثانوية للغارات الإسرائيلية هو إيصال رسائل مفادها أن الإقتراب من القنيطرة غير مقبول، في ظل المؤشرات المتقاطعة عن نية الجيش السوري و"حزب الله" لهذه الجبهة. معركة القنيطرة وتجاوز الخطوط الحمر بخطى ثابتة يتقدم "حزب الله" والجيش السوري في التلال "الحاكمة" في ريف دمشق الجنوبي الغربي التي تطل على بلدة بيت جنّ الإستراتيجية مما يوحي بأن الهدف هو السيطرة عليها كمقدمة لإستعادة السيطرة على كامل محافظة القنيطرة. ويقول المصدر الميداني، أن لا سقوف سياسية في معركة القنيطرة، وهذا ما يجب أن تعلمه تل أبيب جيداً خاصة بعدما نأت موسكو بنفسها عن ملف الجنوب السوري ومسألة إبعاد حلفاء دمشق 20 كلم عن الجولان. ويؤكد أن المعركة لإستعادة القنيطرة لن تتوقف، على رغم أنها ومثل كل المعارك في سوريا تحكم الحسابات الميدانية سرعتها ومداها، لكن الأيام والأسابيع المقبلة ستُثبت أن لا مجال للموافقة على إقتراح إبتعاد قوات "محور المقاومة" 20 كلم، ولا حتى الإقتراح الأوروبي الإبتعاد 5 كلم عن الجولان المحتل. ويربط المصدر العملية العسكرية في القنيطرة بمسألة الردّ على كل الإعتداءات الإسرائيلية، "إذ إن هكذا عملية سيكون لها أبعاد ونتائج إستراتيجية في الصراع مع إسرائيل، بإعتبار أن هذا الأمر سيؤدي إلى محاصرة الجليل وإلى إخراج إسرائيل من الساحة السورية بشكل كامل".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك