Advertisement

مقالات لبنان24

كيف نجا "مخبر حزب الله" من محاولة الإغتيال مرّتين؟

سمر يموت

|
Lebanon 24
08-12-2017 | 10:13
A-
A+
Doc-P-408602-6367056142999984651280x960.jpg
Doc-P-408602-6367056142999984651280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كانت الخطة تقتضي باستئجار منزل في منطقة عرسال من أجل استهداف أحد "المخبرين" التابعين لـ "حزب الله". الخيار وقع على الشقّة بعد التأكّد من حاجة صاحبها للمال. بداخلها بدأ التخطيط. مهنسو العمليّة الأمنية كانوا ثلاثة "أبو بكر الرقّة"، "أبو عبد السلام" وأحمد أمّون. أُحضرت العبوة ولوازمها. بدأت أعمال المرقبة وحانت ساعة الصفر. هذا غيضٌ من فيض من سلسلة المعلومات التي أدلى بها أحمد أمّون - المتهم بعدد من ملفّات الإرهاب – أمام المحكمة العسكرية. قد يكون أمّون من "أسلس" المستجوبين الذين يعترفون بجرائمهم. فخبير المتفجرات الذي خضع لدورة نزع ألغام في العام 2000 خلال خدمته في الجيش اللبناني، يعترف بتعاطفه القلبي والديني مع الثورة السوريّة منذ اندلاعها ومشاركته في تظاهراتها. لم يقتصر طموح الشاب الثلاثيني عند هذا الحد، بل تدرّج في مواقفه إلى حدّ ترؤسه "كتيبة جوسة" التابعة لكتائب الفاروق بشخص "أبو السوس" بين العامين 2011 و2013 والمؤلّفة من 100 عنصر. كان مهمّة أمّون فيها هي الكمين لأهل القرية كلّما دخلوا وخرجوا منها، فتمكّن بمساعدة عدد من معاونيه من احتجاز نحو 200 شخص من أبناء البلدة ليتم إطلاق سراحهم بعد 48 ساعة. 300 صاروخ نحو لبنان من يبرود إلى فليطا تنقّل الموقوف في أعماله الأمنيّة. وبعد فكّ الحصار عن منطقة القصير، أُبلِغ من قبل "لواء التوحيد" أنّ هناك نيّة لإحضار صواريخ من حلب ليتم رميها على الأراضي اللبنانيّة وتحديدًا منطقتي الهرمل ورأس بعلبك. لم يلقَ عرض "لواء التوحيد" القبول عند ابن بلدة عرسال، رفض أن تستهدف تلك الصواريخ وعددها 300 صاروخًا أي منطقة لبنانيّة وأبدى موافقته فقط على رميها على المناطق السورية الخاضعة لسلطة النظام. "أبو مالك التلّي" ودخول لبنان قبيل معارك عرسال، علم "أحمد" بنيّة أمير جبهة النصرة في القلمون "أبو مالك التلّي" الدخول إلى لبنان بمساندة فصائل الجيش الحرّ، فتوجّه على عجل برفقة عيسى وسعد الدين الحجيري ومعهم الشيخ مصطفى الحجيري "أبو طاقيّة" إلى مكان وجود "أبو مالك" لإقناعه بالعدول عن هذا الأمر وإبقاء الأعمال العسكرية داخل النطاق السوري. دخل "أبو طاقيّة" كوسيط لحلّ المشكلة كون أهل عرسال كانوا على قناعة تامّة بأنّه لو حدث ذلك لكان خطأ كبيرًا. ينفي أمّون مشاركته في معارك عرسال ويشير إلى أنّه كان يؤمّن المواد التي تدخل في مجال تصنيع العبوات إلى "أبو سليمان الطرابلسي" (قُتل) الذي كان يملك مصنعًا للمتفجّرات في منطقة القصير. كانت مهمّة "أحمد" أيضاً ، وفق اعترافاته، زرع العبوات عند مداخل الجوسة لإستهداف الجيش السوري وعناصر "حزب الله". اغتيال "مخبر حزب الله" يشير المتهم إلى علاقة صداقة جمعته بحامل نفس اسمه أحمد أمّون الملقّب بـ"البريص". وبسؤاله عن العمليات الأمنيّة التي نفذها معه أفاد أنّ الأخير عرّفه على "أبو بكر الرقّة" (المسؤول الأمني لـ"داعش") و"أبو عبد السلام" (الأمير الشرعي) حتّى باتا يتردّدان على منزله. يكشف أنّهما طلبا منه مساعدتهما في اغتيال محمّد وهبة كونه يعمل مخبرًا لدى "حزب الله". يؤكّد الشاب أنّه لم يكن يعرف وهبة شخصيّا، لكنّ الخطّة اقتضت استئجار منزل في منطقة القصير ليوم واحد بعدما علموا أنّ صاحبه على خلاف مالي مع أحد الأشخاص فوعدوه بتحصيل المبلغ مقابل البقاء في الشقّة. بالفعل، مكث أحمد أمّون (المستجوب) داخل الشقّة بعد أن أحضر "أبو عبد السلام" العبوة وتمّ زرعها إلى جانب الطريق بانتظار مرور محمّد وهبة. سُلّم أمّون جهازًا لاسلكيًّا من أجل التواصل مع مُشغّليه و"ريموت كونترول" من أجل الضغط عليه فور مرور وهبة بسيّارته وهي من نوع "جيب نيسان" رصاصيّة اللون. حانت ساعة الصفر، "الهدف" يمرّ بسيّارته ويقترب من مكان زرع العبوة. "أبو عبد السلام" يتواصل مع أمّون من أجل إبقاء يده على الزر. تأتي الإشارة، يضغط المتهم على الريموت كونترول، لا تنفجر العبوة بسبب خطأ تقني. يُعيد "أبو بكر" انتزاع العبوة، يقوم بتحضيرها بشكل أفضل، يوصلها بعدد من الشرائط وتُعاد محاولة الإغتيال في اليوم التالي. لا تنجح العمليّة مجدّدا بعد أن تأخّر أمّون لثوانٍ قليلة في الضغط على الزر، ينجو وهبة بأعجوبة وتُصاب سيّارته بشظايا الإنفجار. يُسأل المستجوب عن الإنفجار الذي استهدف هيئة العلماء المسلمين وإذا ما كانت العبوة التي استهدفت المكان صُنّعت في مصنع "أبو سليمان الطرابلسي" فيُجيب لا أعلم سمعت بذلك. ينتهي الإستجواب في هذا الملف، يستمهل وكيل الدفاع عن أمّون للمرافعة، فترجأ الجلسة إلى 4 كانون الثاني المقبل.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك