Advertisement

مقالات لبنان24

روسيا تدعو الأميركيّين في سوريا إلى حزم حقائبهم.. والرحيل!

جمال دملج

|
Lebanon 24
16-12-2017 | 09:04
A-
A+
Doc-P-412381-6367056168945533661280x960.jpg
Doc-P-412381-6367056168945533661280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مع إعلان مركز المصالحة الروسيّ من مقرِّه في قاعدة حميميم قرب اللاذقيّة بالفم الملآن عن أنّ التحالف الدوليّ بقيادة الولايات المتّحدة يواصل تعاونه مع "بقايا الإرهابيّين" في سوريا، وفقًا لفحوى البيان الصادر بهذا الخصوص اليوم السبت، فإنّ مؤشِّرًا جديدًا حول المدى الذي وصل إليه ارتياب موسكو من سلوكيّات الجنود الأميركيّين المتواجدين على الساحة السوريّة يكون قد ظهَر للتوّ، ليُضافَ إلى العديد من المؤشِّرات السابقة التي دلَّت في أكثرَ من مناسَبةٍ إلى ما بات في حُكم المؤكَّد عن وجودِ قنواتِ اتّصالٍ مباشِرةٍ ما بين أولئك الجنود وما بين قيادات تنظيم "داعش"، بدءًا من إرسال العربات الأميركيّة المدرَّعة من نوع "هامر" إلى المواقع العسكريّة الداعشيّة بينما كان عناصر التنظيم على وشك تكبُّد هزيمتهم المحتومة بالقرب من دير الزور قبل أسابيعَ عدّةٍ، مرورًا بتوفير التغطية اللازمة لانسحاب ما يفوق الأربعمئةِ مقاتلٍ إرهابيٍّ من الرقّة باتّجاه الحسكة قبل عدّةِ أيّامٍ، ووصولًا إلى تجاهُل الإحداثيّات التي دأبت وزارة الدفاع الروسيّة على تقديمها لقوّات التحالف الدوليّ حول مسارات فلول الإرهابيّين أثناء توجُّههم مؤخَّرًا من سوريا إلى العراق، وهي المؤشِّرات التي صبَّت مجتمِعةً في سياق التأكيد على بديهيّةٍ واحدةٍ مؤدَّاها أنّ أجندةَ إدارةِ الرئيس دونالد ترامب ما زالت تحتوي على الكثير من المفاجآت ذاتِ الصلة بالشأن السوريّ. على هذا الأساس، لم يكن مستغرَبًا على الإطلاق أن يتطرَّق الرئيس فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافيّ السنويّ نهار أوّل من أمس الخميس إلى الشبهات التي تحوم حول الدور المريب الذي تلعبه القوّات الأميركيّة في الوقت الحاليّ في سوريا، ولا سيّما أنّه لم يتردَّد في الكشف أمام قرابة الألفِ وستِّمئةِ صحافيٍّ روسيٍّ وأجنبيٍّ عمّا في حوزةِ إدارته من معلوماتٍ تدفع على الاعتقاد بأنّ الولايات المتّحدة تسعى إلى استخدام الإرهابيّين المهزومين من أجل محاربة نظام الرئيس بشّار الأسد، قبل أن يستطرد قائلًا: "هذا هو أبسط شيءٍ، ولكنّه أخطر شيءٍ في الوقت نفسه، حتّى على من يقومون بذلك". وإذا كان اثنان من العاقلين لا يمكن أن يختلفا على منطق الطبيعة القائل بأنّ "لا دخانَ من دون نارٍ"، وخصوصًا في أزمنةِ الحرائق الكبرى على شاكلةِ الحريق السوريّ، فإنّ المعلومات الواردة في البيان الصادر عن مركز المصالحة الروسيّ بين الأطراف المتحارِبة في سوريا اليوم السبت حول ضلوع القوّات الأميركيّة في إقامةِ مركزِ تدريبٍ عسكريٍّ في الحسكة يستهدف تخريج وحداتٍ مقاتِلةٍ في إطارِ السعي إلى تشكيل ما سُمِّي بـ "الجيش السوريّ الجديد"، كان لا بدَّ لها من أن تؤدّي إلى رفع منسوب التوجُّس ممّا يمكن أن يندرج في سياق "الآتي الأعظم" على الساحة السوريّة إلى مستوياتٍ قياسيّةٍ، وخصوصًا بعدما اتّضح للجميع أنّ إدارة الرئيس ترامب، شأنها شأن إدارات دول التحالف الدوليّ، العربيّة منها والغربيّة على حدٍّ سواء، ما زالت تعاني من "عُسْرٍ شديدٍ" في مجال "هَضْم" مفاعيل الانتصار الأخير الذي تكلَّلت به النسخة الروسيّة – الإيرانيّة – التركيّة من الحرب على الإرهاب. من هنا، وبالنظر إلى أنّ العادة جرت على أن تقوم روسيا بتسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة، خلافًا لما يفعله الآخَرون، فقد كان لافتًا أن يبادر المندوب الروسيّ الدائم في مكتب الأمم المتّحدة في جنيف أليكسي بورودافكين إلى دعوة القوّات الأميركيّة المتواجدة في سوريا إلى حزم حقائبها والرحيل، وذلك على خلفيّةِ عدمِ وجودِ مبرِّراتٍ لبقائها، سواءٌ من جهة اعتبارها قوّاتٍ دخيلةً لم يُطلَب منها الحضور بناءً على أيِّ دعوةٍ رسميّةٍ من الحكومة السوريّة أم من جهة انتفاء أيِّ سببٍ منطقيٍّ لاستمرار بقائها في أعقاب هزيمة "داعش"، وهي الدعوة التي حملت في طيّاتها، انطلاقًا من كونها أُطلِقت من جنيف، ردًّا تكتيكيًّا روسيًّا مؤثِّرًا وذكيًّا على فحوى تصريحات البارحة التي حمَّل فيها المبعوث الأمميّ الخاصّ إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الوفد الحكوميّ السوريّ برئاسة بشّار الجعفري مسؤوليّة فشل الجولة الثامنة من المفاوضات السوريّة – السوريّة غيرِ المباشِرة الأخيرة، من دون الأخذ في الاعتبار أنّ اشتراط وفد المعارَضة برئاسة نصر الحريري إدراج مسألة رحيل الرئيس بشّار الأسد عن السلطة كشرطٍ مسبَقٍ، وفقًا لما ورَد في مضمون بيان "الرياض – 2"، هو الذي تسبَّب بهذا الفشل. وإذا كان بورودافكين قد أكَّد على أنّ مؤتمر الحوار السوريّ المقرَّر انعقاده في مدينة سوتشي الروسيّة في شهر شباط العام المقبل سيكون، على خلفيّة جنيف، فرصةً لا تفوَّت، فإنّ ما ينبغي على المعارَضة السوريّة فعله هو البناء عل هذا التأكيد.. وحسبي أنّ تجارب السنواتِ الستِّ الماضية في مجال البناء على نزاهة "المخلِّص الأميركيّ" وقدرته على إيصال السفينة السوريّة إلى "برِّ الأمان" لم تحمِل في خضمّ تداعياتها سوى الخيبات المتتالية.. وما على المنبهرين ببهلوانيّة هذا المخلِّص، تعجُّبًا أم إعجابًا، سوى أخذُ العِبرة واليقين!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك