Advertisement

أخبار عاجلة

فورين بوليسي: ماذا يريد بوتين من الشرق الأوسط؟

Lebanon 24
17-12-2017 | 03:48
A-
A+
Doc-P-412577-6367056170437662771280x960.jpg
Doc-P-412577-6367056170437662771280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تناولت الباحثة ماشا كيراسيروفا، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، الكتاب الجديد الذي أصدره مؤخراً دميتري ترينين، مدير مركز كارنيغي في موسكو، تحت عنوان "ماذا تدبّر روسيا في الشرق الأوسط؟" الذي يترجم مخاوف روسيا وآمالها حيال سوريا ومنطقة الشرق الأوسط. وتستهل الباحثة مقالها بالإشارة إلى أن التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية لم يسفر عن انزلاق روسيا إلى "مستنقع" كما حذر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بل حول الحرب بشكل حاسم لصالح الرئيس السوري بشار الأسد. وتعتبر الباحثة أن كتاب ترينين الجديد يطرح رؤية واقعية وشاملة لأهداف الحكومة الروسية في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة لأن ترينين خلال الحرب الباردة كان ضابطاً بالجيش السوفيتي لمدة 21 عاما قضى منها 5 سنوات في الاستخبارات العسكرية كضابط اتصال في "العلاقات الخارجية"، وهي أحد فروع مجموعة القوات السوفيتية في ألمانيا الشرقية، وكان عضوا في الوفد السوفيتي لمحادثات الأسلحة النووية بجنيف في أواخر الثمانينيات. ومنذ تقاعده برتبة عقيد أصبح أول مدير روسي لمركز كارنيغي في موسكو (الفرع الإقليمي التابع لمؤسسة كارينغي للسلام الدولي وأول مركز غربي رئيسي يتم افتتاحه في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي). وينتقد ترينين في كتابه التوقعات المضللة حول روسيا التي لم تعد ذلك النظام الثوري الإيديولوجي الذي كانت عليه من قبل، موضحاً أنه يجب اعتبار روسيا بلداً مندمجاً في الاقتصاد الرأسمالي العالمي والفضاء المعلوماتي الكوني، فهي تحارب من أجل البقاء ككيان جيوسياسي مستقل ضد منافسيها. ويقترح ترينين استخدام العبارة التي قالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "موسكو الآن منشغلة بصنع الصفقات". الغزو السوفيتي لأفغانستان وبحسب ترينين، باتت روسيا المعاصرة تدرك بشكل متزايد جذورها التاريخية والدروس المستفادة من غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان عام 1979، إذ أظهرت الحرب الأفغانية لموسكو قوة التطرف الإسلامي، وتعلمت من هزيمتها في أفغانستان أن التحالفات والانحيازات في هذا الجزء من العالم تكون تكتيكية بصورة أساسية وسرعان ما تتحول بسهولة؛ إذ لا أصدقاء دائمين ولا أعداء أبديين، وقد ثبتت صحة ذلك سريعا حيث بدأ انهيار الاتحاد السوفيتي في طاجيكستان ثم في شمال القوقاز، وواجهت روسيا عدواً كان يشبه إلى حد بعيد المجاهدين الأفغان. أشباح حروب الشيشان وترى الباحثة أن ترينين يعمد إلى التركيز على الدروس المستفادة من الحرب "الأجنبية" بدلاً من الحروب "المحلية" في الشيشان؛ لأن تاريخ الأخيرة يتم إعادة كتابته الآن باعتباره انتصاراً حاسماً لبوتين والذي بلغ ذروته في إقرار استفتاء دستوري مدعوم من موسكو عام 2003 وانتخاب رئيس شيشاني موالٍ لها، أحمد قاديروف. ولكن رغم هذا السرد القوي للانتصار، فإن تجسيد ترينين لهشاشة السياسات الخارجية والداخلية في "ذلك الجزء من العالم"، أي الشرق الأوسط (مثل إصرار النقاد الروس على توجيه الانتباه إلى التهديدات المحلية عند الحديث عن سوريا) يعكس أن القلق من الانفجارات وتفجيرات السيارات وحوادث الاختطاف وغيرها من الأشباح الأخرى للحروب الشيشانية لا تزال تطارد السياسة الروسية المعاصرة. ترسيخ الحضارة الروسية وتضيف الباحثة أن تلك المخاوف إزاء العالم الإسلامي، سواء الداخلية أو الخارجية، زادت هوس روسيا باستخدام السياسة الخارجية لتعزيز الحضارة الروسية والدفاع عنها، ولا يتخذ ذلك دائماً شكل تدخل عسكري صارم، فقد قدمت أوركسترا ماريانسكي حفلاً موسيقياً في مايو (أيار) 2016 وسط أنقاض مدينة تدمر السورية بعد وقت قصير من إعلان قوات الأسد طرد داعش من المدينة، وكان هذا الحفل الموسيقى بمثابة رسالة أن الحضارة الروسية تحارب الإرهاب الدولي. ليبيا وراء التدخل الروسي في سوريا إلى ذلك، يرى ترينين أن ليبيا كانت الدافع لتدخل بوتين في نهاية الأمر؛ إذ احتفظت روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بالكثير من العقود مع ليبيا في شأن مبيعات الأسلحة ومشاريع البنية التحتية تصل قيمتها إلى 7 مليارات دولار أمريكي. وبسبب تطلعاتها لإقامة شراكة مع الغرب امتنعت روسيا عن عرقلة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفرض منطقة حظر طيران على ليبيا في 2011 بسبب قيام معمر القذافي بشن هجمات مضادة ضد الثوار، وأسفرت هذه الإجراءات عن تغيير النظام وتفكك الدولة الليبية، ومن ثم تأكدت روسيا أن الولايات المتحدة لم تتوقع تبعات أفعالها وأن الأمريكيين كانوا غير قادرين على مواجهة العواقب الأكثر إلحاحا لأفعالهم. وعقب هذه الخيانة، على حد وصف ترينين، بدأت روسيا في منع صدور أي قرار ربما يتم اتخاذه ذريعة للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا وعمدت إلى تزويد الأسد بالأسلحة، ولم تبدأ الولايات المتحدة في التعامل مع روسيا باعتبارها "على قدم المساواة" إلا في أغسطس (آب) 2013 عقب الهجوم الكيميائي في سوريا الذي أجبر أوباما على قبول اقتراح بوتين بتخليص سوريا من الأسلحة الكيماوية. روسيا شريك بمكافحة الإرهاب وتتساءل الباحثة "ما الذي يتطلبه بناء الثقة؟"، وترى الإجابة على هذا التساؤل في ما يطرحه بوتين وترينين من خلاله كتابه الأخير والذي مفاده أن موسكو تسعى إلى تحالف مع الولايات المتحدة يتطلب تحولاً جذرياً في التصورات الغربية حيال روسيا من مجرد "منافس" إلى "شريك" في مكافحة الإرهاب العالمي، وتبين فصول كتاب ترينين ما تقدمه روسيا لهذه الشراكة وهو "قدرتها المذهلة" على بناء التحالفات والتفاوض عبر "الانقسامات التي تبدو مستعصية" لسياسات الشرق الأوسط بين السنة والشيعة، وإسرائيل والفلسطينيين، وإسرائيل وإيران، وإسرائيل والسعودية، وتركيا والأكراد، والحكومات المتنافسة في طرابلس وطبرق في ليبيا. وتختتم الباحثة "ولكن قبول هذه الصفقة يتطلب إظهار حسن النوايا إزاء تعريفات بوتين للإرهاب والحضارة، وتفسيره لما حدث في سوريا باعتباره حارس الدولة والحوار السياسي، وهذا الحوار مثل كتاب ترينين يتجاهل الكثير من العوامل الداخلية في سوريا، ناهيك عن أصوات العديد من السوريين المعارضين لنظام الأسد. وبدلاً من النظر إلى سوريا باعتبارها، صورة مصغرة، كما يقترح ترينين، لنظام عالمي يُعاد تشكيله من الهيمنة الأمريكية إلى نظام متعدد الأقطاب يضم روسيا، من الأجدر النظر إليها بأنها مكان يحدده مصالح السوريين أنفسهم بما في ذلك اللاجئون العائدون إلى بلادهم، وهذا يعني التعامل مع المستقبل ليس باعتباره عملية الكرملين لتطبيع واشنطن، كما يقترح ترينين، ولكن مصالحة صعبة وطويلة الأمد من جانب الولايات المتحدة وروسيا على حد سواء". (24)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك