Advertisement

أخبار عاجلة

بعد مصادرة الحريري لـ "شعار" ميقاتي.. ماذا عن تطبيق "النأي بالنفس"؟

Lebanon 24
20-12-2017 | 00:16
A-
A+
Doc-P-413717-6367056179270622411280x960.jpg
Doc-P-413717-6367056179270622411280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": يُدرك اللبنانيون أن الاستقرار الذي يعيشونه اليوم في وطنهم مردّه الى نعمة "النأي بالنفس"، هذا الشعار الذي إبتكره الرئيس نجيب ميقاتي في عهد حكومته، ونجح من خلاله في حماية لبنان بالرغم من "الحرب الشعواء" التي شُنت ضده من قبل الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي الذي رفض آنذاك أن ينأى بنفسه عن الأزمة السورية، معتبرا أن "في ذلك خيانة لدماء الشعب السوري". اليوم، بات "النأي بالنفس" شعار المرحلة، وواجهة العمل السياسي، ومطلبا وطنيا، إقليميا ودوليا، ساهم في عودة الانتظام العام الى مؤسسات الدولة، بعدما عاد الرئيس الحريري عن إستقالته التي فرضت عليه في السعودية، بناء على الوعود التي تلقاها من بعض الأطراف السياسية بتطبيق هذا الشعار. اللافت، أن أحد مراكز الأبحاث الفرنسية إعترف في تقرير له أن ″سياسة النأي بالنفس هي ماركة مسجلة باسم حكومة الرئيس ميقاتي، وأن الحريري في تطبيقه لهذا الشعار، إنما يسير على خطى ميقاتي في سبيل حماية لبنان من النيران المحيطة به″، في حين أن رئيس الحكومة يصرّ على مصادرة "الملكية السياسية" لهذا الشعار، والادعاء بأنه قرار تاريخي إتخذته حكومته، حيث عبر في جلسة مجلس الوزراء أمس عن "فخره بالعمل مع مجلس وزراء وضع نفسه في خدمة لبنان واللبنانيين، وإتخذ قرارا تاريخيا بـ"النأي بالنفس" عن مشاكل المنطقة". كما حاول الحريري أن يوحي أمام روابط المخاتير بأن "النأي بالنفس" نابع من قراره الشخصي حيث قال: "إن من يخرق هذا القرار من الأطراف السياسية سيكون لديه مشكلة شخصية معي"، من دون أن يبادر الحريري الى ردّ الفضل لأصحابه والاعتراف أمام المخاتير وغيرهم بأن هذا الشعار هو ملك الرئيس ميقاتي، وأنه كان على خطأ عندما حاربه ونعته بأسوأ النعوت خلال وجوده خارج الحكم. يذكر اللبنانيون أن مرة واحدة يتيمة إعترف فيها الحريري بأن شعار "النأي بالنفس" إبتكره ميقاتي، وقد مر على هذا الموضوع مرور الكرام، معتبرا أن هذا الشعار لم يطبق كما يجب، في حين يذكر كثير من المتابعين أن ″النأي بالنفس″ خُرق للمرة الأولى بعد إستقالة الحكومة الميقاتية، وأثناء تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة بدعم من الحريري، وبمشاركة حزب الله الذي أعلن رسميا في حينها أنه يشارك في الحرب السورية، وهو بدأ بعد ذلك الاعلان عن عناصره الذين سقطوا على الأرض السورية. بالرغم من الارتياح العام الذي ساد الأجواء اللبنانية مؤخرا بعودة الحريري عن إستقالته متحصنا بتطبيق النأي بالنفس عن مشاكل المنطقة، إلا أن هذا الشعار ما يزال مجرد قول لم يرق الى الفعل، حيث يبدو واضحا أن رئيس الحكومة يغض الطرف عن كثير من الخروقات التي يتعرض لها، ويحاول تغطيتها تارة بـ"بق البحصة"، وطورا بالحديث عن "الخيانات" التي تعرض لها في السعودية، وعن فضح "كتّاب التقارير". هذا الواقع يطرح أسئلة محورية لجهة: كيف يطبق "النأي بالنفس" وحزب الله ما يزال متواجدا عسكريا في سوريا؟ وأين جولة قائد "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي على الحدود اللبنانية الفلسطينية من هذا الشعار؟، وأين تطبيق "النأي بالنفس" الكلامي والاعلامي في ظل النبرة العالية التي ما تزال قائمة على أكثر من شفة ولسان وفي ظل مقدمات إخبارية نارية؟، علما أن "النأي بالنفس" عن التدخل بشؤون الدول العربية ليس له أية ضمانات حتى الآن، ما يعني أن الادعاء البطولي باتخاذ هذا القرار التاريخي، ومحاولة مصادرة هذا الشعار السياسي، والتأكيد على تطبيقه، هو حتى الآن بعيد كل البعد عن الواقع. يرى كثير من المتابعين أن شعار "النأي بالنفس" ما يزال حتى الآن وعدا نظريا، وإن المسألة برمتها تتعلق برئاسة الحكومة التي يبدو أن الحريري لا يريد التخلي عنها لا اليوم ولا في المستقبل، وإن تطلب ذلك غض النظر عن بعض الخروقات، وخروجا عن الثوابت، والتحالف مع التيار الوطني الحر، وحركة أمل، والتعاون والتنسيق مع حزب الله، بحجة "فصل المسارات لتأمين الاستقرار". (سفير الشمال)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك