Advertisement

مقالات لبنان24

أحرف الأبجدية تُختصر بعام! (1)

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
30-12-2017 | 01:25
A-
A+
Doc-P-417705-6367056207516674801280x960.jpg
Doc-P-417705-6367056207516674801280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قالت سنة 2017 كلمتها. نطقت بلغة خاصة وحصرية. صفات وتوصيفات كثيرة أُلصقت بها، فكانت "الأروع" بالنسبة إلى البعض، وكانت "الأسوأ" عند آخرين. كانت مملة، وكانت واعدة. كانت موعداً رومنسياً، وكانت جنازة. كانت صدمة وكانت مفاجأة في علب هدايا. كانت هادئة كقمر في الظلام، وكانت صاخبة كشمس في شهر التين. كانت حلماً، وكانت خيبة. وكانت ربما كل هذا وذاك، فلا يجوز التعميم. الأكيد أنها، وهي على مشارف الرحيل، كانت حياة، فموت يهيئ لولادة جديدة. وبين "الألف" و"الياء"، أحدات كُتبت على أوراق لبنان ودفاتر ناسه. بعيداً من التسلسل الزمني لأحداث 2017، وتماهياً مع إيماننا بالحرف والكلمة، نختصر 365 يوماً... بأبجدية. ألف: ارهاب في اسطنبول وألم في لبنان إرهاب. إجرام. ألم. أحزان. أوجاع. استنكار. بألف هذه الكلمات انطلق عام 2017، للأسف، معاكساً روحية "ألف" الأبجدية ومعادلتها ودورها كنقطة بداية، فكان نهاية حزينة. مجزرةٌ نفذها الإرهابي الكازاخي عبد القادر مشربوف في ملهى "رينا" الواقع على مضيق البوسفور في اسطنبول حيث كان روّاده يحتفلون بليلة رأس السنة. هناك، كان لبنانيون يوّدعون سنة ويهمّون بالترحيب بأخرى، لكنّ رصاص الغدر والإرهاب المجنون أصابهم، كما أصاب مئات الأشخاص من جنسيات مختلفة (39 شخصاً قتلوا و79 جرحوا). الياس ورديني، ريتا الشامي وهيكل مسلّم يعودون إلى لبنان برتبة شهداء. شهداء الإيمان بالحياة والحبّ والفرح. باء: بواخر الكهرباء وفي العام 2017 أيضاً لم تصبح الكهرباء في لبنان 24 على 24! ما زال هناك تقنين، وما زال اللبنانيون يدفعون فاتورتين. كالعادة أيضاً، يُبحث عن "الحلول الإنقاذية" في غياهب الأعماق ومن خلف البحار! والحلّ الذي اقترحه وزير الطاقة سيزار أبي خليل من أجل زيادة التغذية يكمن في مشروع تحت عنوان "الخطة الإنقاذية للكهرباء". نعم، "بواخر كهرباء" إضافيّة ترسو في بحرنا لتنير أرضنا...وبتكلفة مليار و800 مليون دولار! لكنّ "صفقة" استقدام معامل توليد الكهرباء العائمة كهربت الأجواء بين الأحزاب السياسية وفي الحكومة، لا سيّما فيما خصّ موضوع استدراج العروض. وقد أصدرت "إدارة المناقصات" تقريراً انتهت فيه إلى "توصية بعدم فتح العروض المالية لجملة أسباب واسباب. وعلى ما يتضح، سوف يستلم العام 2018 هذا الملف المكهرب كأسلاك الخطر التي تحيط بإمارة أو بمملكة! تاء: تلوّث مستمرّ لم تنته أزمة النفايات في وطن الأرز والجبال مع أنّ لبنان لم يُرسل هذا العام مشاهد صادمة إلى CNN وغيرها من وسائل الإعلام العالمية كما فعل في مشهد "نهر الزبالة" سابقاً. قد يبدو بعض الشوارع "نظيفا" لكنّ النفايات تُردم في أمكنة كثيرة أخرى. قبالة برج حمود، البحر طُمر واستُحدثت أرض من القمامة. التلوّث في أقصى مستوياته وأقساها. الملايين ضاعت في نهر الليطاني المسموم. المؤتمرات "البو فاعورية" غابت، لكنّ الكثير من الأطعمة "غير مطابق للمواصفات". المواطنون يشربون مياه الصرف الصحيّ. دواخين المعامل يحجب زرقة السماء. "لبنان الأخضر" لم يعد إلا عنواناً في قصة قديمة تروي زمنا جميلاً. ثاء: ثمن الجمال...صعب! قضية هزّت الرأي العام اللبناني، بل الإقليمي. فرح قصاب (أردنية - عراقية) تُسلم الروح بعد الخضوع لعمليات جراحية تجميلية في "مستشفى" أحد أكثر أطباء التجميل شهرة في العالم العربي، نادر صعب. الملف اليوم في عهدة القضاء، لكنّ ثورة ولدتها الفاجعة. صرخة تقول: الجمال لا يمكن حتماً أن تخلقه مبالغات الحقن والبلاستيك وعشوائياتهما. جيم: جرائم بالجملة متنوّعة! يصدر عن القوى الأمنية إحصاءات عن الجرائم التي تقع في لبنان، وقد يكون معدل الجريمة في انخفاض مقارنة مع الأعوام الماضية، وقد يكون في ارتفاع. لكنّ عدد الجرائم في بلد صغير جغرافياً، وبالشكل الذي تحصل فيه، بات يستدعي دراسات علمية. في عام 2017، سالت دماء بريئة على الطرقات وأزهقت أرواح في غرف النوم التي يفترض أنها آمنة. روي حاموش يقتل برصاصة رغم توّسله قاتله المجنون الذي أعماه الشرّ. خليل القطان وطلال حميد العوض سقطا أرضاً برصاص الغضب بسبب كوب "نيسكافيه". لائحة الضحايا طويلة، فيها أسماء رجال ونساء...وأطفال. نعم، هناك من يرمي بالرضع في الحاويات وعلى قارعة الطريق. العنف المنزلي أيضاً وايضاً لم ينته. نساء يُذبحن ويُطعنّ وتتمزق قلوبهنّ برصاصات زوج أو والد. ربيكا دايكس، مواطنة بريطانية، يُعتدى عليها من قبل سائق تاكسي في شركة "أوبر"، ومن ثم تُقتل. عاملات منزل يقتلن مخدوماتهنّ، وربات منزل تنكلنّ بفتيات يبحثن عن لقمة عيش. سرقات وعمليات سطو مسلح على المصارف. محاولات اعتداء وتحرّش بالشابات. آن ماري سلامة، ممثلة عاشت أصعب الأدوار وأشرسها في الواقع، وعناية إلهية أنقذتها. حوادث السير التي تحصد أرواح اللبنانيين، أليست أيضاً جرائم؟! حاء: حاكمية مصرف لبنان في يد سلامة في ايار 2017، أقرّ مجلس الوزراء اللبناني التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لمدة 6 سنوات. برأي عدد كبير من الخبراء الاقتصاديين والمصرفيين، استطاع الرجل أن ينقذ الليرة اللبنانية بفضل سياسته النقدية. وبالفعل، مرّ العام بصعوباته ومطباته وعواصفه من دون أن تهتزّ العملة عن عرشها، رغم المخاطر المحدقة بالمصارف ورغم السياسيات الاقتصادية الضعيفة. خاء: خروقات على الحدود! رغم اعتماد سياسة النأي بالنفس وكل المساعي لإبقاء حدود لبنان بعيداً من النيران، زار قائد "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي الحدود اللبنانية- الإسرائيلية. على صعيد آخر، يستمرّ العدو الإسرائيلي بخرق السيادة اللبنانية وكلّ المعاهدات الدولية من خلال اعتداءاته الدائمة في سماء لبنان. دال: داليا فريفر في غينيس البصيرة حينما تكون أقوى من البصر. العزم عندما يحلّ مكان النظر. الإرداة والشجاعة والطموح عندما يقودوا شابة جميلة، ضريرة، إلى تحقيق إنجاز للبنان عبر الدخول إلى موسوعة "غينيس" لأطول بث تلفزيوني مباشر. ذال: ذلّ كارثة السير أكثر من 50 ألف سيارة يدخل إلى لبنان أو يصبح قيد السير سنوياً في لبنان، والطرقات لا تزال على حالها من دون أي تغيير أو توسعة أو تنظيم. أزمة السير، بل الكارثة الحاضرة والمتفاقمة وصولاً إلى أعلى المستويات، سوف تتسبب عاجلاً أم آجلاً بانفجار اجتماعيّ أو ما يُشبه ذلك. ليس غريباً أن يقرّ بعض علماء النفس بأن من أسباب ظاهرة الجريمة في لبنان، أزمة السير اليومية التي تُعنّف الجميع. هذه القضية بالذات تستحق أن يُخصص لها عاموداً يومياً في الجريدة وبرنامجاً تلفزيونياً يُعرض في أوقات الذروة، علّ الإعلام يُحرّك ضمائر المسؤولين. مسؤولون قرروا إذلال الشعب بأشنع الطرق وأساليب التعذيب، فيما تجتاح مواكبهم السيارات بمن فيها. إنها الفاجعة. راء: راعي الكنيسة المارونية في زيارة تاريخية إلى السعودية زيارة تاريخية قام بها البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى المملكة العربية السعودية في تشرين الثاني من العام 2017، فهي الأولى التي تجريها شخصية في هذا الموقع إلى المملكة، أضف إليها توقيتها ورمزيتها وهدفها. زاي: زيادان بين إسرائيل ولبنان! ملفّ التجسس والتعامل مع العدو له، للأسف، في كل عام، مكان. وإذا كان المخرج السينمائي زياد دويري قد برأه القضاء من تهمة "دخول الأراضي المحتلة" (على خلفية تصوير فيلمه السابق "الصدمة" (2012) في إسرائيل) بفعل ما يُسمّى قانوناً "مرور زمنٍ ثلاثي"، فإن الممثل المسرحي زياد عيتاني وقع في قبضة القوى الأمنية بعد أن "أوقعته" "كوليت"، الضابطة في جهاز الموساد! سين: سلسلة الرتب والرواتب تُقرّ أخيراً! بعد طول انتظار وصولات وجولات وإضرابات وتظاهرات، أقر مجلس النواب اللبناني قانون سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام بنسب مختلفة. شين: الشرتوني يحكم بعد 35 عاماً! أصدر المجلس العدلي حكمه في قضية اغتيال الرئيس بشير الجميل ورفاقه الثلاثة والعشرين، فأنزل حكم الإعدام غيابيا بحق حبيب الشرتوني ونبيل العلم، وجردهما من حقوقهما المدنية. صاد: صرخة لبنان موّحدة: القدس عاصمة فلسطين! قرارٌ مجنون أسود اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. قالها بوقاحة: "القدس عاصمة إسرائيل"، فأتاه الردّ من لبنان ايضاَ الذي صرخ:"القدس عاصمة فلسطين". ضاد: ضرائب تضرب اللبنانيين وتهزّ "السلسلة" قانون الضرائب رقم 45 أقرّه مجلس النواب لتمويل سلسلة الرتب والرواتب، لكنّه رفع الأسعار على الجميع وهدد الاقتصاد اللبناني ولقمة عيش كثيرين. سرعان ما طعن عددٌ من النواب به أمام المجلس الدستوري الذي قرر إبطاله. لكن البرلمان عاد وأقرّ قانوناً آخر للضرائب! (يتبع...)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك