Advertisement

لبنان

معركةٌ طاحنةٌ على تويتر... والأسلحة: كشك ومكدوس!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
13-01-2018 | 01:47
A-
A+
Doc-P-423304-6367056246545053801280x960.jpg
Doc-P-423304-6367056246545053801280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من منّا يصدّق أن يكون "الأكل" سبباً مباشراً لاندلاع حربٍ افتراضية على "السوشيل ميديا"؟ انه اللبناني "المهضوم" الذي اعتاد على الانقسام السياسي في لبنان فأصبحت "الحركشة" جزءا أساسياً من حياته اليومية يصنع منها حدثاً مثيرا للجدل. #الأكل_الجنوبي_أطيب_من_البعلبكي، هاشتاغ أشعل موقع "تويتر" بين الناشطين من جميع المناطق اللبنانية الذين شاركوا بالتحدّي الالكتروني كلٌّ "يشدّ اللحاف" نحو منطقته. ورغم ان اللعبة بدأت بهاشتاغ خفيف الظلّ، لم تسلم مواقع التواصل الاجتماعي من ردود تراوحت ما بين الغضب والسخرية، فاشتدت المبارزة بين أبناء الجنوب وبعلبك، في حين دخل البعض من مناطق اخرى لترطيب الأجواء فلم ينُب "المخلّص الا تقطيع هدومو"! أحد المخلّصين كان الإعلامي رامز القاضي، الذي غرّد قائلا: ‏"عسيرة الأكل اشتقت للضيعة، وبالمناسبة ⁧‫#عين_عطا‬⁩ محسوبة نص عالجنوب ونص عالبقاع يعني مرسمين الحدود بالمكدوس" ليردّ عليه احد الناشطين ممازحاً: "اي بس عجنوبي اكتر، لأن بقاع غربي"! واشتبك "الكشك" مع "المكدوس" والسلاحُ صورٌ من أشهى ما لذّ وطاب من المأكولات اللبنانية، لتنضم الى المعركة "الكبة" الزغرتاوية و"المفطقة" البيروتية، والحلويات الطرابلسية ويا ليت كل الحروب تُخاض بصحنٍ ورغيف! "السوشي"، جنوبي ولّا بقاعي؟ يتساءل الاعلامي "فراس حاطوم" في تغريدةٍ ذكية، ليجيبه احد الناشطين بالقول "بالبقاع ما في بحر، فأكيد أصلو جنوبي"، متعمّداً في ذلك "التزريك" لأهالي بعلبك. "سوشي: سني/ شيعي" يعلّق الناشط ناصر درويش ضمن تغريدته، في دعوة مبطّنة الى وحدة الصفّ رفضاً للانقسام. وما بين الجنوب والبقاع تتجلّى "المقاومة" بأبهى أشكالها، ليغرّد الناشط "ساجد" خارج السرب ‏بعبارة "عنّا بالجنوب إستشهد إبن البقاع ضد العدو الإسرائيلي، و عندكم بالبقاع إستشهد إبن الجنوب ضد العدو التكفيري". تغريدةٌ لاقت تصامناً واسعاً، فوجع الشهادة رغم حلاوتها، لا يغادر قلوبهم ابدا، ‬⁩وعند كل نقاش نجد غصّة الفراق تنسكبُ طوعاً مذكّرة برحيل أحباب لهم استبسلوا في سبيل الدفاع عن الأرض. ولوضع حدّ للخلاف الحاصل أُجري استفتاء على موقع "تويتر" عنوانه "من برأيك الأقوى بإعداد الطعام"، فأظهرت النتائج تفوّق الجنوبيين على البقاعيين بنسبة ٥٨٪‏ لصالح الجنوب و٤٢٪‏ لصالح بعلبك، فهل حسم الاستفتاء هذا السجال التاريخي؟ مما لا شكّ فيه أن الهاشتاغ قد أضفى جوّاً من المرح على مواقع التواصل بعيدا عن الشحن السياسي الذي يعكّر صفو اللبنانيين، الا أن المثير في الموضوع، أن اللبناني بات يهوى الخلاف في جميع الأمور الحياتية، فيجتهد في تسجيل النقاط على خصمه حول أي موضوع يطرح جدالا، ويتفنّن في أساليب الانقسام ويبدع، و"المشاغبة" موهبةٌ لا يتفوّق عليه فيها أحد من شعوب العالم. اللبناني طيّب القلب، يعشق الحياة ويتمسّك بها بألف طريقة، رغم الهموم التي تحيط به من كل جانب وتكاليف العمر الباهظة، الا أن الأمل بيوم أفضل لا يفارقه ابدا، ولبنان من شماله الى جنوبه شعبٌ "عييش"، استطاع أن يتخطّى بصبرٍ وابتسامة حروباً كادت تشوّه نظرته للمستقبل لكنها لم تفلح أبدا في تحطيمه وانتزاع ضحكته.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك