لطالما أكد "حزب الله" أهمية التحالف والتفاهم السياسي والانتخابي والأخوي مع حركة أمل، كونه يشكل الأرضية المتينة لحماية الخيارات الكبرى في المقاومة ومواجهة المؤامرات والاستهدافات التي يتعرض لها لبنان. وعلى هذا الاساس نُسج التحالف الانتخابي بين حارة حريك والمصيلح التي سيتنقل إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري فور عودته من طهران ايذانا ببدء التحضير للمعركة الانتخابية.
ورغم الحديث عن عدم نضوج التحالفات بين الأحزاب والمكونات السياسية جراء التخبط الحاصل على أكثر من جهة، لم يكن مفاجئا إنجاز "ورقة التفاهم الانتخابي" بين حزب الله وحركة أمل - جريا على العادة - بعد لقاءات بدأت قبل عيد الميلاد الشهر الفائت وخصصت للبحث في هذا الشأن. هذا التفاهم الذي ثبت التحالف المؤبد بين الرايتين الصفراء والخضراء على مستوى لبنان في لوائح موحدة، من المرجح أن يعلن عنه رسميا خلال أسابيع. علماً أن تكتيكات التفاهمات مع الأحزاب والشخصيات السياسية الاخرى ستناقش وفق مقتضيات كل دائرة على حدة بناء على تقييم مسبق بين الطرفين، خاصة أن لكل طرف خصوصيته لا سيما في ضوء خطوط التوتر العالية بين بعبدا وعين التينة والتي تنذر بارتدادات سلبية في جزين.
لقد تمخض تفاهم قيادي حزب الله وحركة أمل الانتخابي بحسب ما علم "
لبنان24" اتفاقا قضى بتقاسم المقاعد على الشكل التالي:
بيروت الثانية التي تضم الباشورة، عين المريسة، رأس بيروت، زقاق البلاط، المزرعة، المصيطبة، وميناء الحصن: مقعد للحركة ومقعد للحزب.
بعبدا: مقعد للحزب ومقعد للحركة(مقعد النائب بلال فرحات سيؤول للحركة).
جبيل: مقعد واحد، يريد حزب الله التفاهم عليه مع التيار الوطني الحر.
بعلبك - الهرمل: مقعد للحركة و٤ للحزب، مع الإشارة إلى تسريبات مفادها ان أحد مقاعد الحزب في هذه الدائرة قد حسمت للواء جميل السيد.
البقاع الغربي: مقعد واحد لحركة أمل.
زحلة: مقعد واحد لحزب الله.
الجنوب: يبقى الوضع كما هو عليه من حيث تقسيم عدد النواب بين الطرفين ( 5 لحزب الله - 9 لحركة أمل).
وبحسب ما علم "
لبنان 24" فإن المنسق المركزي للانتخابات النيابية في حزب الله نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم أبلغ مجموعة من "الكوادر الحزبية" فحوى الاتفاق بين القيادتيين، مع تأكيد مصادر مطلعة على اللقاءات، في الوقت نفسه، أن حزب الله ملتزم بشكل قطعي مع حلفائه رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد في دائرة البقاع الغربي، والنائب السابق اسامة سعد في دائرة صيدا – جزين، والحزب السوري القومي الاجتماعي في الجنوب والبقاع الشمالي، بخاصة أن حزب الله أخذ على عاتقه خلال مفاوضات القانون الانتخابي أهمية اقرار قانون انتخابي يوصل حلفائه من الطائفة السنية في طرابلس والضنية - المنية والبقاع الغربي وصيدا إلى الندوة البرلمانية. وتشير المصادر إلى أن موقف حزب الله الايجابي تجاه رئيس الحكومة سعد الحريري بعد أزمة 4 تشرين الثاني، لم ولن يبدل في سياسته فهو سيعمل لانجاح حلفائه.