Advertisement

لبنان

لبنان والتقاطع الدموي...

Lebanon 24
16-01-2018 | 08:33
A-
A+
Doc-P-424823-6367056255975786041280x960.jpg
Doc-P-424823-6367056255975786041280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب المفكر والإعلامي والديبلوماسي الراحل واجد دوماني في العديد من الصحف والمجلات، وأغنى صفحاتها بما كتب عن الفكر والأدب والثقافة والإعلام والسياسة والصحة والإنسان وشؤون الحياة، بأسلوب يعتمد العمق والبساطة والسلاسة والأناقة في آن، وينبع من غنى الثقافة وغزارة الإطلاع وعمق التجارب. بعض مقالاته يعود إلى الستينيات، ومع ذلك فإنّ القارىء يتفاعل معها وكأنها كتبت اليوم، ولقد اختار"لبنان 24" إعادة نشر هذا المقال، وعنوانه: "لبنان والتقاطع الدموي...": في تعليق طريف وعميق قرأته عن الحرب اللّبنانية.. يقول: يستمر الحريق أو يستمر الاحتراق في بلد لم تعد تزينه الثياب المرقطة فقط!! بل السياسات المرقطة والعقول المرقطة!! والكلام المرقط.. حيث أصبحت الأزمة أكبر من الرجال، والصراع أقوى من العقول، وإغراءات التدخلات الخارجية أقوى من المناعة الوطنية التي شارفت على التلاشي..! ويصف الكاتب الفرنسي شارل زورغيب مؤلف كتاب "الحرب الأهلية" يصف الحروب الأهلية.. وبخاصة حرب لبنان.. "بالتقاطع الدموي" تقاطع التدخلات الخارجية والنفوذ الخارجي.. أما الفيلسوف الفرنسي كلود ليفي شتراوس مهندس "البنيوية" فيعلق على الحروب الأهلية بصيغة المجاز فيقول: إن الوسيلة الوحيدة لوقف الحروب الأهلية هي في خطوة معينة يتخذها الله، كأن يصدر قراراً يمنع فيه الموت.. وعندها، وعندها فقط ستفقد الأسلحة قيمتها، ويسقط دورها، وتتحول إلى لعب للأطفال..! ويتصور هذا الكاتب الذي أخذ اليأس يزحف على مشاعره ويتوغل في نفسه، يتصور حالة معينة ترتقي إلى مستوى الأمنية في أعماقه فيقول: إنّ الإنسان سيعثر يوماً على حل يكون بديلاً للموت.. للموت الذي يأتي نتيجة ما يسمى "بالتقاطع الدموي" هذا البديل ربما يكون أشدّ سوءاً من الموت نفسه وربما يكون الموت المؤكد أكثر رحمة.. وسلاماً".. ثم يستعرض الحالة "اللبنانية" القائمة فيقول: لقد تحول المجتمع اللبناني في ظل هذه الحرب المجنونة.. إلى مجتمع بأكمله قتلى يستريحون تحت التراب، وقتلى يلبسون جلدهم ويسيرون في انتظار الموت.. إنهم يختلفون على لبنان، ويقتلون من أجل لبنان والأحرى باللبنانيين أن يتفقوا أولاً على الحياة نفسها.. فإذا اتفقوا على الحياة، وللحياة سهل اتفاقهم وتفاهمهم على لبنان - الوطن... اللهم إلا إذا كان الشعب اللبناني قد قرر أن يترجم شعار أفلاطون الذي يقول: "إن الموتى وحدهم هم أولئك الذين شهدوا نهاية الحرب" وتمر الأيام والشهور والسنون ولا يزال لبنان يعاني من التقاطع الدموي..!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك