Advertisement

لبنان

عوده: نحن أول الموجودين في القدس وأول المهتمين بمصيرها

Lebanon 24
18-01-2018 | 11:19
A-
A+
Doc-P-425878-6367056262456693051280x960.jpg
Doc-P-425878-6367056262456693051280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، في كلمة له خلال الجلسة الثانية في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس المنعقد في القاهرة، إن "ما تحاول إسرائيل القيام به، مدعومة بالقرار الاميركي الأخير، يهدف إلى إبراز صورة عن القدس تتعارض مع تاريخها، يضاف إلى ما قامت به في العقود الماضية من تغيير عمراني وديموغرافي وسياسي لوجه المدينة، وهذا يفقدها فرادتها وذاكرتها الجماعية ويحيلها مدينة بلا ماض ولا تاريخ". وقال: "لقد كانت القدس وسوف تبقى في وعينا المسيحي الكنسي مدينة السلام أورشليم، المدينة التي وطأتها قدما الرب يسوع منذ طفولته، والتي صلى في أروقة هيكلها وبشر فيها وبذل فيها ذاته ذبيحة عن الإنسانية لكي يخلصها. فكيف لهذه المدينة أن تفقد هويتها وتصبح مكانا يشهد على اضطهاد المؤمنين بالله وسحقهم بعد تهجير آبائهم وأجدادهم؟". وأضاف: "نحن لا ننظر إلى القدس كمكان وحسب، بل كجوهر يحمل معنى روحيا يتجاوز تقلبات التاريخ والسياسة وما جرته من عداوات وحروب". وأردف: "القدس بالنسبة لنا هي المدينة المقدسة التي شهدت مراحل الصلب والموت والقيامة، وستبقى المكان الذي فيه يرفع التمجيد لله العلي إلى أبد الدهور. كثيرون تغنوا بالقدس وكتبوا فيها القصائد، معددين ما تجمعه هذه المدينة من ميزات وما تثيره من مشاعر. ليس عبثاً أنها سميت "زهرة المدائن" لأنها زهرة بيضاء تجمع في حناياها الإخوة في الله، مسيحيين ومسلمين، إذ لا أخوة حقيقية إلا بالله. إنها مدينة الصلاة، صلاة كل من يؤمن بالإله الواحد الأوحد، التي نتوق جميعنا إلى زيارتها والسير في طريق الجلجلة التي خطاها الرب، والتبرك من كنيسة القيامة، وموضع الصعود، ومكان حلول الروح القدس في العنصرة على التلاميذ، وقبر والدة الإله، وغيرها من أماكن الحج المسيحية والإسلامية التي تزخر بها. لكن القدس بالنسبة لنا هي أكثر من هذا، على أهميته". وتابع: "نحن لا نوافق على تهويد القدس وتشويه طابعها العربي المسيحي الإسلامي، كما نرفض بشدة تهجير العرب والمسيحيين بشكل خاص، لأننا نعتبر أن القدس بكنائسها ومؤسساتها وأوقافها هي قدسهم وهي مدينة آبائهم وأجدادهم ومنبع ديانتهم ومحل إيمانهم وصلاتهم". وقال: "البشر هم همنا الأكبر في القدس التي يجب أن تبقى لأهلها، للفلسطينيين، وأن تبقى مدينة الصلاة والسلام، ومكان التعايش بين الأديان والشعوب. وهنا يهمني أن أؤكد أننا كأرثوذكس إنطاكيين كنا وما زلنا نعتبر أنفسنا أول الموجودين في القدس وأول المهتمين بها وبمصيرها. نحن نؤمن بأن الفلسطينيين هم أصحاب البيت، وقد تم تحويلهم إلى غرباء ومشردين. إننا كمسيحيين مشرقيين نلتمس الرضى الإلهي، وننشد وجه الله حيثما كنا، وخصوصا في القدس وفي وجوه إخوتنا أبنائها، ونسعى إلى إحقاق الحق، وابتغاء العدالة، والعمل على إعلاء شأن الإنسان، والحفاظ على حريته وكرامته. نحن قوم نؤمن أن الله قد خلقنا أحراراً، وأنه تجسد ليعتقنا من عبودية الشر والخطيئة، وليعيدنا إلى أحضان الآب، جاعلا إيانا أبناء له بالنعمة المعطاة لنا من لدنه". وختم: "القدس كلبنان مكان لقاء الإخوة، مسيحيين ومسلمين. ومكان تفاعل الأفكار والثقافات والأديان. القدس تخص المسيحيين بقدر ما تخص المسلمين، والإهتمام بمصيرها مشترك. من القدس انطلقت المسيحية إلى أقاصي الأرض، وفيها أوصى الرب يسوع تلاميذه: "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم إلى انقضاء الدهر" (متى 28: 19 و20). نحن إذا أصيلون في القدس أصالة الرب يسوع، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل التاريخ".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك