Advertisement

مقالات لبنان24

"كلام المارد" يُنهي "كلام الناس"

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
19-01-2018 | 01:27
A-
A+
Doc-P-426037-6367056263430625801280x960.jpg
Doc-P-426037-6367056263430625801280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تختلف الآراء الشعبية حول المواقف السياسية لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الا أن أحدا لا يستطيع أن ينكر زعامة هذا الرجل الذي يجاهر بقناعاته كما هي، تلك القناعات التي لم تتبدّل يوماً يعزّزها وفاء "البيك" لمن وقفوا الى جانبه في المراحل الصعبة و#كلام_المارد، هاشتاغ تصدّر القائمة على موقع تويتر مساء أمس، عندما اطلّ "فرنجية" على شاشة الـ LBCI، وكأنّ المارد إن باح بالكلام، أحبط أي مجالٍ لـ "كلام الناس"! أتقن "سليمان فرنجية" لعبة الصمت طوال مسيرته السياسية، حيث كان يصمت طويلا ويراقب كثيرا، وما أن يخرج عن صمته حتى يفجّر سلسلة من المواقف تثبت يوما بعد يوم مدى العمق السياسي الذي يتمتع به "ابن زغرتا". ومما لا شكّ فيه أن حلقة الأمس كانت مدويّة، حيث أن كل من تابع تصريحات "فرنجية" لا يمكن له الا أن يعترف بجرأته وصلابته إذ أن الحوار كان "ضربة عالحافر ضربة عالمسمار" حفاظاً على ما تبقّى من المودّة مع الخصوم. وإن شئنا العودة قليلا الى الوراء، لربما انعشنا ذاكرة اللبنانيين عن الدعم الذي قدمه "سليمان فرنجية" لعون بعد عودته من فرنسا الى لبنان، فقد كان "فرنجية" اليد الممدودة لترتيب علاقة الجنرال مع حزب الله وسوريا التي أفسدتها المعارك العسكرية قبل خروجه من لبنان وزادت في تأزيمها الأيام الطويلة التي قضاها "عون" في الخارج، وما زيارة الأخير الى سوريا في العام 2008 الا مبادرة من فرنجية كوساطة لحلّ الخلافات، وأما عن ورقة التفاهم التي وقّعها التيار العوني مع حزب الله، فما كانت الا بجهود فرنجية الذي دأب حينها على جمع التيار والحزب معاً، الأمر الذي يدعو الى الاستغراب حول كيفية تحوّل المودّة الى خصومة قد تكون معركة الرئاسة آنذاك عنوانها العريض. يقول "فرنجية": التيار الوطني الحرّ أعلن حرب الإلغاء علينا، ولكن طالما أن الرئيس عون في نفس خطنا السياسي نحن نعتبر أن خطنا السياسي ممثلاً ومشكلتنا ليست مع عون انما مع من حوله". كلمات حملت الكثير من العتب من قبل "البيك" على ممارسات التيار العوني المعادية بحقّ المردة التي ربّما عنى بها الوزير جبران باسيل مباشرة لدى تصريحه ممازحاً: "اذا فاز باسيل في البترون فهناك مشكلة مع سآلتو". ففي حديث لجريدة الإتحاد في اوكتوبر من العام الماضي، صرّح "فرنجية" بأنّ "سلوك الوزير جبران باسيل يتجاوز ما كان يحصل ايام غازي كنعان ". مما لا شكّ فيه، أنّ عفوية "فرنجية" تسبق دوماً ديبلوماسيته، بحيث أنه يعبّر عن استيائه بإطلاق السهام نحو الخصوم "ليجرح ويداوي" فيقول: "الفرق بين عون ومن حوله هو ان الرئيس كان يعتبر نفسه ملك الشعب أما من حوله فيعتبرون أن الشعب ملكهم" مؤكّداً على أن أسلوب التيار الوطني الحرّ أصبح ديكتاتورياً، و"جريصاتي اسم على مسمّى"! ولا يُخفي رئيس تيار المردة علاقته المميزة مع الرئيس برّي، فرئيس المجلس النيابي بالنسبة له هو الحليف الأول، وبعيدا عن موقف الأخير من الرئاسة، الا ان العلاقة مع تيار المردة عمرها عشرات السنين، وأما عن العلاقة مع "حزب الله" فلا مجال للشكّ ابدا حول مدى متانتها خصوصا وأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان قد وصف فرنجية بإحدى خطاباته بأنه "الحليف الشريف والرجل الرجل"، الأمر الذي يستبعد احتمال حصول أي خلاف ما بين الطرفين، رغم أن "فرنجية" صرّح في مقابلته أن "حزب الله لا يلعب أي دورٍ للتقريب بيني وبين التيار الحر في الوقت الحالي" فهل يكون في تصريحه رسالة مبطّنة الى الأمين العام للمبادرة؟ وعن علاقته بالرئيس "نجيب ميقاتي" يقول: "صديق وأخ وحليف"، ورغم أن الأخبار المتداولة التي يعتبرها البعض على أنها تسريبات تؤكد على تحالف ما بين ميقاتي وفرنجية في الشمال ولا سيما في طرابلس، الا ان الرئيس ميقاتي كان قد أعلن من دارته ان "لسنا معنيين بالتسريبات" ليضيف فرنجية أمس "لن أترشّح في طرابلس" الا انه من المعلوم لدى الجميع ان في السياسة لا يوجد "مُطلق" ولا احد يعلم بالتحالفات التي قد تحدث في اللحظات الأخيرة. وفي خلال حديثه، شنّ "فرنجية" هجوماً على الوزير السابق "اشرف ريفي" متّهماً اياه بالتستّر على معلومات حول اغتيال الشهيد "وسام الحسن"، مطالباً القانون بالتحرّي حول تصريحات "ريفي" عن ضلوع حزب الله في جريمة الاغتيال، معتبراً كلام الأخير "انتخابياً ويجب محاسبته عليه"، وأضاف فرنجية "الحريري أقوى زعيم سنّي في لبنان" وربّما قصد من هذه الجملة استكمال هجومه على ريفي الذي لن ينسى له فرنجية ابدا اتهامه بدعم "جبل محسن" بالسلاح خلال معارك طرابلس الأخيرة واعتباره "مستنسخ مصغّر عن بشار الاسد"، على الرغم من أن "سليمان فرنجية" لا يزال يتباهى بعلاقته الوطيدة مع سوريا، وخصوصا مع الرئيس الأسد فيحرص دوماً على التأكيد أنه على تواصل دائم مع الأخير، مشيراً الى أن العلاقات مع سوريا لا يجب أن تنقطع أبدا ولا حتى بحجة النأي بالنفس. وعن علاقة الرئيس الحريري بالسعودية يقول فرنجية: "الحريري ليس من النوع الذي يشرب من البئر ويرمي فيه الحجر وسيعاود الكلام مع السعودية" في تلويحٍ منه الى توتّر ما بين الطرفين رغم تأكيد الأخير على رفض اعتبار العلاقة بينهما متوتّرة مؤكداً على دور السعودية الإيجابي في لبنان. وحول ما إذا كان ينوي الترشح للانتخابات النيابية، ينفي فرنجية أي رغبة لديه في ذلك مؤكدا على عدم اعتزاله العمل السياسي، وموضّحاً أن نجله طوني سليمان فرنجية سيكون مرشّحاً من نفس الخط السياسي وأن حلفاءه سيبقون ولن يتغيروا ابدا بل سيتغير اسم سليمان فرنجية فقط! "ساعتين زمن" في برنامج "كلام الناس" بحث فيها "فرنجية" مجمل أحداث العام، ودعا للحدّ من البطالة التي باتت حاجة ملحّة لدى اللبنانيين، والى نقلة نوعية في الاقتصاد اللبناني تؤمن زيادة الدخل القومي وشدّد على ضرورة ايجاد حلّ جذري لمشكلة النفايات. نهايةً ترى ما هو مستقبل سليمان فرنجية بعد ترشيحه لطوني؟ وهل عينه ما تزال على بعبدا؟ سؤال ستجيب عليه الأيام المقبلة التي قد تحمل معها ما لم يكن متوقعا ابدا، حيث أنّ خلط الاوراق لا يحتاج الى ساحر.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك