Advertisement

مقالات لبنان24

حديث عن ملفين ساخنين ودور قطري - تركي فيهما!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
19-01-2018 | 02:03
A-
A+
Doc-P-426066-6367056263715798931280x960.jpg
Doc-P-426066-6367056263715798931280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
شكّلت مسألة خطر ايران وحليفها حزب الله على أمن دول المنطقة، الهاجس الرئيسي لدى عدد من الدول في الاعوام الاخيرة وبات التركيز منصباً على كيفية المواجهة وكف يد طهران وحزب الله عن التدخل في شؤونها، فاذا بهذه الدول تتجه نحو سياسة قلب كل "ورقة " لا تجاريها في لعبة المواجهة ضد ايران وحليفه. وهذا ربما ما كان نصيب الورقة التركية عبر الانقلاب الفاشل الذي طالها والورقة القطرية عبر المقاطعة الخليجية لها وحتى الورقة اللبنانية عبر استقالة رئيس حكومتها غير المدروسة، وذلك من خلال اخراج هذه الاوراق خارج ملعب الدول المعارضة لسياسة ايران وحزب الله وتحديدا خارج ملعب الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية بما يشكلان من قوة وثقل دولي واقليمي. بالطبع لم يؤت هذا التوجه المفعول العقابي المرتجى وانما دفع كل من "تركيا" و"قطر" تحديدا الى اعادة استنهاض نقاط القوة التي يمتلكانها غير موفرين اي خيط امني او اقتصادي او سياسي لنسج استراتيجيات مشتركة بينهما وبنكهات متعددة خارج اطار المعركة التي تدور فيها رحى القوى المتصارعة الكبرى. وفي هذا الاطار تحدثت المعطيات الاخيرة عن اخراج ملفين من خارج المقرر الذي يجري بلورته لحل الازمة السورية بشكل خاص وللمنطقة بشكل عام. تمثل الملف الاول في التطورغيرالمسبوق الذي تشهده مؤخرا العلاقات التركية – القطرية وذلك لناحية عدد القمم التي عقدت في غضون اشهر قليلة بين كل من الرئيس التركي والرئيس القطري وكم الاتفاقيات الاقتصادية والامنية وغيرها التي وقعت بين الجانبين. هذا عدا عن الاتجاه التركي لتعزيز قواعده العسكرية في قطر،وذهابه لعقد علاقة استراتيجية مع الصين عبر عقد صفقة اسلحة معها تضمت صواريخ باليستية صينية قصيرة المدى وصواريخ 400-SY التي تمتلك نطاقا يشمل الدول المجاورة ،على ما يحمل ذلك من مؤشرات غير مريحة .هذا ليس فقط، اذ امتد الحراك التركي وبدعم قطري الى القارة الافريقية السمراء عبر تمكن انقرة من الحصول على موافقة الخرطوم لبناء جزيرة "سواكن" مع تحدث معلومات عن نوايا تركية لبناء قاعدة بحرية على البحرالاحمر وتجري المناقشة حاليا حول بناء قاعدة لها في جيبوتي، الامر الذي يبعث قلق اضافي لدى خصومها. هذا لناحية الملف الاول. أما لناحية ماذا تنطوي عليه صفحات الملف الثاني فهي قد تحمل المسألة الاهم والاسخن والتي تجد ترجمتها في جدية الالتفافة التركية – القطرية وتأثيراتها، من خلال الورقة المشتركة بينهما الا وهي ورقة "الاخوان" التي تحظى بدعم ورعاية من الجانبين والتي ربما يشكل رفعها على طاولة التسوية الكبرى اعادة خلط جديدة لها ودلالات ذلك يمكن قراءتها في عدة نقاط ابرزها يتجلى في التريث الاميركي في تصنيف الاخوان كجماعة ارهابية فاسحا المجال امام استقرار شعرة معاوية مع كل من تركيا وقطر.في المقابل بروز حراك جدي لجناح الاخوان في اليمن الموالي لقطر وتوجهه نحو المهادنة مع الحوثيين التواقة لحشد اكبر تأييد لها يدعم خطواتها في مواجهة المملكة وحلفائها . أمام هذا الواقع يأتي اتصال الرئيس الاميركي ترامب بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بالتزامن مع زيارة الاخير تركيا لشكره على جهود قطر في مكافحة الارهاب بمثابة دعوة غير مباشرة فرضتها مصلحته ومصلحة حلفائه للعودة الى ملعب المنطقة. مع الاشارة الى ان قبول هذه الدعوة لن يكون بعيدا عن اشتراط كل من الدوحة وانقرة اتخاذ واشنطن مواقف وخطوات جدية من عدد من النقاط الساخنة التي تقلق قطر في اقتصادها وحصانتها الاميركية المتمثلة بالقاعدة العسكرية الاميركية المتمركزة لديها، وتقلق أيضا انقرة سيما لناحية ما اثير مؤخرا حول اعلان واشنطن عن ابلاغها قوات سوريا الديمقراطية بالاستعداد لتأسيس "قوات حماية الحدود السورية" الذي قوبل برد تركي عنيف من المقرر ان يستتبع بخطوات ميدانية حازمة، جاءه الرد الاميركي عليه سريعا من خلال وزير الدفاع الذي طلب من تركيا عدم تصديق الاخبار التي تنشر، مشددا على متابعة الامر بنفسه والابقاء على تواصل مع القيادة التركية لهذه الجهة. من هنا يبدو ان اي توجه جدي نحو تفجير في اي من النقاط العالقة في الازمة السورية وازمات الدول المحيطة هو في الحقيقة محكوم بعدة عوامل تتشابك فيها مصالح الدول بشكل تبقى فيه ضمن سقف التهديد والابتزاز دون ان تتعداه الى مرحلة الانفجار الكبير. (ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك