عين "التيار" على رئاسة المجلس: خلاف عون ـ بري إلى تصاعد

ينسحب الخلاف المستمر بين الرئاستين اﻻولى والثانية على مجمل الملفات المطروحة، وهو مرشح للتصاعد جراء رفع السقف بين الطرفين ليلامس الخطوط الحمر الضامنة لاستقرار الدولة وانتظام عمل المؤسسات، حتى "نواطير اﻻحراج" لم يسلموا من هذا الصراع المرير على طاولة المجلس الوزراء رغم نجاحهم من مجلس الخدمات المدنية. وفق المعطيات المتوافرة فإن التجاذب القائم سيشهد المزيد من الجولات، ولن يكون محصوراً في جوانب دون أخرى، علما بأن ما يجري بين الطرفين يتمثل باﻻختلاف الجوهري حول قانون اﻻنتخابات، وقد نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه صراحة ان كل النقاش الدائر حيال قانون اﻻنتخابات لا يعدو محاولة عبثية لا طائل منها، خصوصا وأن "أبو مصطفى" يملك موهبة الحس الساخر لذلك تعمد القول لضيوفه "القانون اﻻنتخابي يحمل تفسيرات كثيرة لكن طريقة احتساب الأصوات تستلزم اﻻطلاع على إخراج الكتالوج من جعبة جبران باسيل". بالمقابل، تبدو القضية أكبر من خلاف على قانون إنتخابي تشعب نحو قضايا وملفات أخرى، فاﻻجواء في كتلة "اﻻصلاح والتغيير" تشير إلى رغبة صريحة بتصفية الحساب مع الرئيس بري عن طريق خوض المعارك في اﻻنتخابات النيابية ومن ثم تنحيته عن رئاسة مجلس النواب، في حين كانت ملاحظة الوزير سليمان فرنجية بالغة الدقة في إطلالته اﻻخيرة بأن معركة التيار مع بري نابعة من الحاجة الملحة لشد العصب اﻻنتخابي القائم على تخويف مكونات الشعب اللبناني من بعضها البعض في سبيل شراهة السلطة وشهواتها . على أن الملاحظة اﻻساسية تكمن بالحماسة المتفلتة من كل ضوابط التي تستنزف الوضع اللبناني بحيث تجعل الواقع السياسي مشرعا على احتمالات سياسية عدة، ليس أقلها ضررا الحديث عن تأجيل جديد للانتخابات النيابية أو من تمديد مهلة التسجيل للمغتربين كما يطالب وزير الخارجية جبران باسيل . بينما يغمز بري من جولات باسيل الانتخابية من أفريقيا إلى أستراليا ليقينه بأن باسيل يسعى لتكبير حجم التيار الوطني الحر عبر أصوات المغتربين الصافية وباﻻتكال على تفسير "الكاتالوغ " عند عمليات فرز اﻻصوات وفق القانون النسبي .