Advertisement

صحافة أجنبية

تركيا: لن نتراجع في عفرين ولدينا غطاء روسي

Lebanon 24
22-01-2018 | 17:35
A-
A+
Doc-P-427831-6367056274896807421280x960.jpg
Doc-P-427831-6367056274896807421280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لليوم الثالث على التوالي، تواصل الهجوم الذي تشنه تركيا بالتعاون مع «الجيش السوري الحر» على منطقة عفرين، شمال غربي سورية، مع إطلاق عملية برية انطلاقاً من مدينة أعزاز بريف حلب، بالتوازي مع استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي على مواقع «وحدات حماية الشعب الكردية». ومع احتدام المعارك، كشفت تركيا أن العملية، التي أطلقت عليها اسم «غصن الزيتون»، تحظى بغطاء روسي وأنها متواصلة حتى تحقيق أهدافها، فيما أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة، أنها تدرس إمكانية إرسال تعزيزات إلى عفرين لمساعدة «الوحدات» في صد الهجوم التركي، علماً أن «الوحدات» تشكل العمود الفقري لقوات «قسد». وفي كلمة له خلال حفل في أنقرة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «عدم تراجع» بلاده في عمليتها العسكرية، قائلاً: «نحن مصممون، فمسألة عفرين سيتم حلها، ولن نتراجع. تحادثنا بهذا الشأن مع اصدقائنا الروس، ونحن متفقون». وإذ شدد على أن عملية عفرين ستنتهي عند تحقيق أهدافها على غرار «درع الفرات» التي أدت إلى تحرير مناطق جرابلس والباب والراعي، رد أردوغان، على الطلب الأميركي بأن تكون العملية محددة التوقيت والأهداف، بالقول: «أود سؤال أميركا التي تقول بأن عملية عفرين يجب أن تكون لمدة محددة، هل تحددت مدة بقائكم في أفغانستان؟ قبل وصولنا (العدالة والتنمية التركي العام 2002) إلى الحكم دخلتم العراق ومازلتم هناك». وأكد أن تركيا «ليس لديها أطماع في شبر واحد من أراضي الآخرين»، مشيراً إلى أن «عملية عفرين ليست موجهة ضد إخواننا الاكراد. إنها عملية لمكافحة المنظمات الارهابية»، في إشارة إلى «الوحدات» التي تعتبرها تركيا امتداداً لمنظمة «حزب العمال الكردستاني» المتمرد. في المقابل، دعت قوات «قسد»، التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أبرز داعميها في الحرب ضد «داعش»، إلى «الاضطلاع بمسؤولياته» حيال الهجوم التركي على عفرين. وفي بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي عقدته قيادة هذه القوات في مدينة عين عيسى، شرق سورية، قال الناطق الرسمي كينو غابرييل إن «التحالف الدولي، شريكنا في مكافحة الإرهاب، والذي خضنا سوية معارك مشرفة لدحر الإرهاب... وشارف على إعلان النصر النهائي، يعلم بكل جلاء ان التدخل التركي جاء لإفراغ هذا النصر من مضمونه»، مشدداً على أن «التحالف مدعو للاضطلاع بمسؤولياته تجاه قواتنا وشعبنا في عفرين». ووصفت «قسد»، في بيانها، الهجوم التركي بـ«الهمجي»، وبأنه «دعم واضح وصريح لتنظيم (داعش) الإرهابي» هدفه «إتاحة الفرصة للتنظيم الإرهابي لالتقاط أنفاسه... من خلال استهداف مقاطعة عفرين وإشغال قواتنا بالدفاع عنها». واعتبرت أن «روسيا الاتحادية وعبر مؤسساتها الرسمية مدعوة لتوضيح الموقف الصريح إزاء هذا العدوان التركي»، معربة عن قناعتها «الكاملة» بأن تركيا «ما كانت لتتجرأ على قصف قرانا ومدننا... إلا لأن روسيا الاتحادية قد تنصلت من التزاماتها الأخلاقية ومنحت الضوء الأخضر لهؤلاء بتحليق طيرانهم في أجواء عفرين»، في إشارة إلى أن روسيا سحبت جنودها الذين كانوا منتشرين في منطقة عفرين مع انطلاق الهجوم التركي، السبت الماضي. وأعلنت «قسد» أنها تدرس إمكانية إرسال تعزيزات إلى عفرين لمساعدة «الوحدات الكردية»، داعية إلى بذل جهود دولية لوقف الهجوم التركي. على وقع هذه المواقف المتقابلة، أطلق الجيش التركي عملية برية بالتعاون مع «الجيش السوري الحر»، انطلاقاً من مدينة أعزاز بريف حلب، باتجاه منطقة عفرين. وذكرت وكالة «الأناضول» التركية أن القوات المشاركة في العملية التي انطلقت من أعزاز (شرق عفرين) في اليوم الثالث لعملية «غصن الزيتون»، شرعت في دخول الأراضي المستهدفة، بمشاركة أعداد كبيرة من عناصر «الجيش الحر». وتوازياً، قصفت المقاتلات التركية «مواقع الإرهابيين في جبل برصايا الاستراتيجي»، حسب «الأناضول»، التي أوضحت أنه «مع تطهير الجبل من الإرهابيين، ستنخفض التهديدات حيال الحدود التركية، والمدنيين في محيط أعزاز». كما واصلت وحدات المدفعية التركية المرابطة على خط الحدود، قصف مواقع في قرى جلمة وحميدية وحاجيلار وفريرية وتل سلور التابعة لناحية جنديريس في عفرين. وحسب التقارير التركية، فإن القوات المشاركة في العملية، سيطرت على 11 نقطة، بعد دخولها، أول من أمس، منطقة عفرين من ثلاثة محاور (الشمال وشمال غرب والغرب). في المقابل، قال الناطق باسم «الوحدات» إن الاشتباكات تواصلت لليوم الثالث على التوالي، وان القصف التركي أصاب مناطق مدنية شمال شرقي عفرين، فيما أكد مسؤول كردي آخر هو نوري محمود أن القوات التركية لم تسيطر على أي أراض حتى أمس، قائلاً لوكالة «رويترز» إن «قواتنا تمكنت حتى الآن من صدهم وإجبارهم على التقهقر». تزامن ذلك مع تأكيد ناشطين أن الفصائل الكردية شنت هجوماً مضاداً على القوات التركية وحلفائها من الفصائل السورية التي دخلت منطقة عفرين. ويبدو أن تركيا تعوّل على انتهاء العملية في وقت قريب، إذ قلل نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الشؤون الاقتصادية في الحكومة محمد شيمشك من احتمالات أن تكون للحملة العسكرية آثار مدمرة أو أن تستمر طويلاً، قائلاً «ينبغي ألا يقلق مستثمرونا، فالتأثير سيكون محدوداً، وستكون العملية قصيرة، وستقلص خطر الإرهاب على تركيا خلال الفترة المقبلة». ورفض مسؤول تركي كبير أن يقدم إطاراً زمنياً للعملية، لكنه قال إنها «ستمضي بسرعة»، مشيراً إلى أن تركيا تعتقد أن هناك بعض الدعم المحلي لعمليتها في كل من عفرين ومنبج. وكانت وزارة الدفاع في الحكومة السورية الموقتة التابعة للمعارضة أعلنت أن «الجيش الحر» بدأ خوض العمليات القتالية والالتحام المباشر في ريفي منبج وعفرين بهدف تحرير المنطقة من «الوحدات الكردية»، «بدعم وإسناد من سلاح الجو والقوات الخاصة التركية»، لكن مصادر متطابقة أكدت أن معركة منبج لم تبدأ بعد، وأن كل ما يجري عبارة عن مناوشات، وسط استنفار حاد في المدينة. ولليوم الثاني على التوالي، تواصل سقوط القذائف من عفرين على الأراضي التركية عبر الحدود. وذكرت وكالة «دوغان» للأنباء إن صاروخاً أطلق من عفرين أصاب معسكراً تركياً لمقاتلي «الجيش الحر» في محافظة هاتاي قرب الحدود، ما أدى إلى سقوط قتيلين وإصابة 12 آخرين. وكان محافظ هاتاي إردال أطه أعلن أن مدنياً سورياً قُتل، وأصيب 46 مدنياً، بينهم 16 سورياً، اول من امس، جراء سقوط قذائف أطلقت من عفرين على مدينة الريحانية في المحافظة. من جهتها، أعلنت «قسد»، في بيان بعد ظهر أمس، أن عدد القتلى بسبب الهجوم على عفرين ارتفع إلى 18 مدنياً بينهم نساء وأطفال، مشيرة إلى إصابة 23 شخصاً آخرين. وفي حصيلة أوردها مساء أمس، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك المستمرة منذ ثلاثة ايام في منطقة عفرين أسفرت عن مقتل 54 عنصراً من الفصائل المعارضة القريبة من أنقرة والمقاتلين الأكراد. ويتوزع القتلى، وفق المرصد، بين 19 من فصائل «الجيش الحر» و29 من الوحدات الكردية، فيما هناك جثث لمقاتلين آخرين مجهولي الهوية.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك