دول التحالف تُطلق عملية إنسانية شاملة لمساعدة الشعب اليمني

أعلن وزراء خارجية دول تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، عن إطلاق عملية إنسانية شاملة في اليمن، تتضمن مبادرات عدة من بينها المساهمة بـ 1.5 مليار دولار لتمويل خطة الأمم المتحدة الإنسانية في هذا البلد. وقال الوزراء، في بيان صدر في ختام اجتماعهم في الرياض، ان المبادرات تتضمن تقديم 1.5 مليار دولار على شكل مساعدات يتم توزيعها بواسطة وكالات الامم المتحدة والمنظمات الدولية للاغاثة، وإيداع ملياري دولار في البنك المركزي اليمني، وتجهيز 17 ممراً برياً آمناً من ستة مواقع حدودية لضمان وصول المساعدات، وكذلك تدشين جسر جوي بين الرياض ومأرب يتمثل برحلات يومية لطائرات النقل العسكري «سي130» التي ستنقل المساعدات، وفتح معبر الخضراء الحدودي، وزيادة الطاقة الاستيعابية للموانئ في اليمن. وشارك في الاجتماع نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله على رأس وفد ضم عدداً من المسؤولين في وزارة الخارجية، إلى جانب وزراء الخارجية السعودي عادل الجبير والاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان والبحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة والمصري سامح شكري. وفي مؤتمر صحافي عقد في ختام الاجتماع، أكد الناطق الرسمي للتحالف العقيد الركن تركي المالكي، أنه تم اتخاذ تدابير لضمان وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها داخل الأراضي اليمنية، والعمل على الحؤول دون استيلاء المليشيات عليها. وأعلن المالكي عن خطة لتعزيز منظومة التفتيش الشاملة لكل السفن الآتية للموانئ اليمنية، وحماية الموظفين العاملين في المجال الاغاثي. وأوضح أن الخطة تتضمن إعادة فتح ميناء الحديدة مدة 30 يوماً إضافية لايصال المساعدات، وزيادة عدد مفتشي الأمم المتحدة في جيبوتي من أربعة الى عشرة مفتشين، مع تشديد الرقابة في الموانئ والممرات لضمان عدم وصول المساعدات الى ايدي المليشيات الحوثية. من جانبه، قال المشرف العام على مركز «الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية» عبدالله الربيعة ان السعودية والامارات تلتزمان تقديم مبلغ مليار دولار من تبرع التحالف للعمليات الإنسانية في اليمن البالغ قدره 1.5 مليار دولار. واضاف انه سيتم تخصيص ما بين 30 إلى 40 مليون دولار لتوسيع قدرة الموانئ اليمنية على استقبال الشحنات الإضافية، وتقديم من 20 إلى 30 مليون دولار لرفع قدرة النقل البري في اليمن. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في افتتاح الاجتماع، إن «الميليشيا الحوثية تتحمل مسؤولية الدمار في اليمن»، مجدداً التأكيد أن الصواريخ التي تطلق على المملكة من اليمن «ايرانية الصنع». من جهته، اعتبر العقيد المالكي ان ايران «ليست جزءاً من المشكلة، بل هي المشكلة نفسها». ومساء أول من امس في ختام زيارته إلى السعودية التي استمرت 4 أيام، والتقى فيها قيادات يمنية وخليجية وسفراء الدول المعتمدة لدى اليمن، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في بيان، تجاوب جميع أطراف النزاع اليمني، مع جهوده الرامية إلى استئناف المسار السياسي المتعثر منذ نحو عام. ودعا إلى «اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان الظروف السانحة للانخراط بشكل تام في العملية السياسية وبنوايا حسنة». وأعرب عن قلقه البالغ من الوضع الإنساني في اليمن، مشدداً على أنه «من غير المقبول أن يستمر هذا الوضع»، وداعياً الأطراف المعنية كافة إلى أن تدرك خطورة الأزمة وتعي الحاجة الملحة لوضع حد سريع لها. وفي موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ضرورة تفعيل الجهود الدولية لخلق ظروف مواتية لإقامة حوار سياسي بين جميع القوى في اليمن. وشدد خلال مؤتمر صحافي في ختام محادثات مع نظيره اليمني عبد الملك المخلافي على «خطأ الرهان على حسم النزاع في اليمن بالقوة»، داعياً إلى وقف العمليات القتالية. ووصف محاولات فرض حلول خارجية على اليمن بـ«الضارة»، مشدداً على حق اليمنيين وحدهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم. كما وصف مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالجريمة، مشيراً إلى أن الرئيس الراحل كان يسعى لمد الجسور مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي لكن الوضع في اليمن بعد اغتياله بات أكثر تعقيداً، ما يؤكد أن لا بديل عن الحوار. من جهته، أعرب المخلافي عن تقديره لموقف روسيا الداعم للحكومة الشرعية والسلام في اليمن، مضيفاً أن حكومته طلبت من موسكو المساعدة في أن توقف إيران التدخل في شؤون اليمن. ولفت إلى أن الحوثيين لم يثبتوا أبداً أنهم شركاء سلام، والأدلة واضحة على ذلك وتتجلى يومياً بما يفعلونه في اليمن، وآخرها جريمة قتل صالح، كما أن صواريخهم ما زالت تطلق على أراضي السعودية، مؤكداً أن بلاده تقبل الأمم المتحدة وسيط سلام لحل الأزمة اليمنية ضمن مخرجات الحوار المتفق عليها سابقاً.