توازياً مع كلام نصرالله "حزب الله" يحشد المقاتلين.. مناورات وخطط وترقب

لم يكن كلام الأمين العام لـ"حزب الله" في مقابلته التلفزيونية الأخيرة عن إمكانية حصول حرب منفصلاً عن العمل داخل "حزب الله"، بل كان منسجماً مع تحركات عسكرية للحزب بدأت قبل أكثر من شهر. فقد إستعاد الحزب جزءاً كبيراً من قوته البشرية بعد عودة أعداد كبيرة من المقاتلين والكوادر إلى لبنان مع إنحسار المعارك في الميدان السوري، (مبقياً على تشكيلات عديدة لا تشارك حالياً في المعارك بل تنتشر في بعض المناطق الإستراتيجية بالنسبة إلى الحزب، في القصير والجنوب السوري والبادية)، أي أن "حزب الله" أشبع الجبهة اللبنانية الجنوبية بالمقاتلين. هذا الإشباع، ولأسباب مختلفة ومنها إمكانية حصول حرب إسرائيلية، كان لا بد من تأطيره وإعادة تأهيله، وذلك لتقسيم المهمات، فبدأ الحزب ما يمكن تسميته إعادة هيكلة داخل تنظيمه، تضمن تعديل مناصب وتبديلها وتوزيع المهام. وتشير مصادر مطلعة إلى أن الأسابيع الماضية شهدت العديد من المناورات الصامتة في الجنوب، في مختلف القطاعات والمستويات، كذلك تم حشد كل المقاتلين في التعبئة وغير ناشطين في المرحلة الماضية، في محاولة لإدخالهم مجدداً إلى الماكينة الحزبية والعسكرية. وترى المصادر أن المناورات التي حصلت تأتي في إطار الترقب والإعتقاد بإمكانية حصول حرب مع إسرائيل في الأشهر المقبلة – وهذا ما لمح له نصرالله – والتي تستدعي تكتيكات عسكرية مختلفة عن التكتيكات المستخدمة في الحرب السورية، وخطط متقدمة تستخدم فيها أسلحة نوعية لم تستخدم في معارك الإقليم. وتعتبر المصادر أن نصرالله سيصعد خطابات ضدّ إسرائيل خلال الفترة المقبلة، إنسجاماً مع التحديات الجديدة، وخاصة بعد إتمام الإستعدادات العسكرية للحزب، والسعي المستمر للتحضير لأسوأ الإحتمالات التي سيدخل بموجبها أطراف عدّة إلى المعركة.